سكينة فؤاد: السيسي يهتم كثيرا بقضايا المرأة
سلماوي: الاعتذار يؤكد أننا لسنا تحت حكم عسكري
اهتمام في الصحف الكندية باعتذار السيسي
كتب- نعيم يوسف
زيارة ولفتة إنسانية
شكلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لضحية التحرش في ميدان التحرير، حالة، في الأوساط السياسية والثقافية، حيث قام العديد من الكتاب بتحليل الموقف، واعتبر البعض اعتذاره لها بمثابة ردا لاعتبارها وكرامتها، بل وصل الأمر إلى اعتبار البعض أن هذه اللفته الإنسانية بمثابة رد اعتبار للمرأة المصرية ككل.
ورد بعض المثقفين على هذه اللفتة ببعض التصريحات والمقالات والتي أشادوا فيها جميعا بهذه الزيارة.
مقارنة بين المشير طنطاوي والسيسي
ومن جانبه قارن الكاتب "محمد سلماوي"، في مقال له في صحيفة "المصري اليوم"، بين موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وموقف المشير حسين طنطاوي الذي رفض الاعتذار للفتاة التي تم سحلها، مشيرا إلى أننا بالفعل لسنا تحت حكم عسكري، واستدل على ذلك باعتذار السيسي للفتاة.
وقال سلماوي أنه في جلسة عاصفة للمجلس الاستشاري الذي شكله المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عُقدت بمقر وزارة الدفاع، أبدى المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس، استياءه من الهجوم الضاري الذي كان يتعرض له المجلس العسكري بسبب الواقعة التي اهتز لها ضمير المجتمع المصري، حين تم سحل متظاهرة محجبة وتجريدها من ملابسها في الشارع بواسطة بعض الجنود.
وأضاف: في هذا الاجتماع قلت للمشير طنطاوي بلا مقدمات: سيادة المشير لا مناص من الاعتذار، فالحادثة وقعت أثناء توليكم حكم البلاد، ووقعت بواسطة جنود، لذا لن تتم تهدئة الرأي العام إلا باعتذار واضح وصريح ويا حبذا لو استقبلت الفتاة في مكتبك.
وتابع سلماوي في مقاله: خرجت من الاجتماع لأقدم استقالتي من المجلس الاستشاري، بعد أن تأكدت أنه لا جدوى من وجوده، لأنه يقدم مشورة سياسية لمجلس لم يستطع الانتقال من الفكر العسكري الذي لا يقبل المشورة إلى العمل السياسي الذي يقوم على التفاعل مع الرأي الآخر، مضيفا، لقد قدّم السيسي، باعتذاره للفتاة التي تعرضت للتحرش، أول دليل على أننا لسنا تحت حكم عسكري، وإنما نحن - كما قال، في خطابه الأخير - في دولة مدنية حكمها مدني.
مفاجأة للشعب المصري
ويرى الكاتب محمد عبد الغفار، في مقال له في صحيفة "الوفد" تحت عنوان "اعتذار الرئيس"، أن الشعب المصري فوجئ به مثل كل الشعب المصري.. واهتز له الرجل مثل كل مصري أصيل.. ابن بلد.. إحساس بالمسئولية جدير بالاحترام من رئيس يحترم شعبه، كان المشهد الذي نقله التليفزيون للرئيس عبد الفتاح السيسي مؤثراً وهو يزور الفتاة ضحية التحرش في ميدان التحرير.. الرسالة كانت واضحة.. ونحن في انتظار تطهير مصر من ظاهرة فظيعة تهدد كل بيت مصري.
ويتابع عبد الغفار: أن ما حدث من تحرش جنسي واغتصاب كان انتقاماً من بنات وسيدات مصر اللائي خرجن بالملايين.. تلك الأغلبية الصامتة.. التي ثارت يوم 30 يونيه و3 يوليو و26 يوليو.. وخرجن يحملن أعلام مصر وصور قائد جيش مصر عبد الفتاح السيسي من أجل إنقاذ مصر.. وخرجن بالملايين أيضاً ليقلن نعم للدستور ثم نعم للرئيس السيسي.
تكريم نيابة عن الشعب المصري
وفي نفس السياق قال عبد العظيم الباسل في مقال له في بوابة الأهرام، تحت عنوان "السيسي وتكريم إكرام"، أنه انطلاقا من كونه مسئولا عن كل المصريين، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي "إكرام" ضحية التحرش، معتذرا بشجاعة عن نفسه، ونيابة عن الشعب المصري بأسره.
أضاف "الباسل" في مقاله: وإذا كان اعتذار الرئيس يمثل لفتة إنسانية راقية، ويحمل تكريما للضحية، فإن مفردات اعتذاره جاءت برسائل حاسمة لرجال الشرطة والقضاء والإعلام بضرورة التحرك لمواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على مصر بعد أن تهاونا في علاجها.
مظاهر واردة على المجتمع رسختها الولايات المتحدة
ويقول الكاتب نادر ناشد، في مقال له في صحيفة الوفد، يحمل عنوان "الإعلام والتحرش.. واعتذار الرئيس"، أننا عندما نشاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يزور فتاة التحرش في أحد المستشفيات العسكرية، ويقدم اعتذاره لها ولسيدات مصر عن هذه الظاهرة الحقيرة الواردة علي مصر، والتي لم تكن أبداً من بين شخصية مصر التي عرفناها وتعلمناها من الدكاترة جمال حمدان وشفيق عربال وسيد وعويس، هي مظاهر واردة علي المجتمع ولكن سرعان ما حاولت أمريكا أن ترسخها من شباب الشعب المصري وفي تقاليده، وتدعمها بترويج المخدرات المتنوعة التي كم غيبت الملايين في غيبة الدولة في سنوات الركود التي عاشتها مصر طولاً ولأكثر من عشرين عاماً.
سكينة فؤاد: الموقف حمل تأكيد على صون كرامة المصري
ومن جانبها أشادت مستشارة الرئيس السابق لشؤون المرأة، سكينة فؤاد بموقف الرئيس السيسي، عندما زار ضحية ميدان التحرير، وقدم الاعتذار لها، وقالت إن هذا الموقف حمل كثيرا من الرسائل أهمها تأكيده على أن كرامة المصري مصونة، وأنه يهتم كثيرا بقضايا المرأة، وقالت إن المرأة المصرية ستحقق كثيرا من المكاسب، ومما تريده في عهد الرئيس السيسي.
محمد صبحي يطالب بترجمة الاعتذار لمواقف عملية
بينما طالب الفنان محمد صبحي، بأن يترجم اعتذار الرئيس السيسي للضحية يجب أن يترجم في صورة قانون واضح، وطالب صبحي بتطبيق الحدود الشرعية، بالإضافة إلى عقوبة الإعدام على من يرتكب وقائع الاغتصاب حتى إن لم يكمل السن القانونية، وذلك عن طريق سجن المتهم حتى يتم 18 سنة وعندها يعدم.
ووجه صبحي نقدًا حادًا لمن يستخدم مصطلح "حرية الإبداع" في نشر قيم غير أخلاقية، قائلًا: مفيش حرية إبداع في قلة الأدب والسفالة، واتهم وسائل الإعلام وجهات الإنتاج وبعض الفنانين بانتشار الانفلات الأخلاقي، مؤكدًا أن الفن لا يكتفي بنقل الواقع ولكنه يغيره أيضًا.
اهتمام في الصحف الكندية باعتذار السيسي
ولم يقف الأمر عند الإعلام المحلي فقط بل أبرزت الصحف الكندية اعتذار الرئيس عبد الفتاح السيسي لضحية التحرش بميدان التحرير؛ حيث اختارت صحيفة "الأوتاوا سيتيزين" عنوان "الرئيس آسف على الاعتداء على المرأة " لتبرز اعتذار الرئيس السيسي لضحية التحرش بميدان التحرير.
كما قالت صحيفة "الجلوب أند ميل" تعليقا كتبته مارجرين واين تحت عنوان "عار مصر : اعتداءات عنيفة على المرأة"؛ حيث قالت الكاتبة إنه على مدار السنوات القليلة الماضية كانت هناك مئات الهجمات على المرأة في ميدان التحرير عندما تتجمع حشود كبيرة، والفرق الوحيد هذه المرة أنه تم تصوير الحادث في فيديو ونشره على الـ"يوتيوب".