السيدة عايدة الكاشف زوجة البرادعى تتحدث لأول مرة: لو أن الأمر بيدى لاخترت «سنوات معاش هادئة»
أجرى الحوار: مجدي الجلاد
لن تستطيع أن ترى صورة البرادعى الإنسان بقرب حقيقى، دون أن تنظر له بعين زوجته وشريكة حياته التى قضت السنوات الطويلة بمصاحبته، وتدرجت معه، وألفت طبائعه وأحلامه، تعرف ما يغضبه وما يسعده، وتنظر إلى ما يطرحه بنظرة خاصة جداًً، لا يشاركها فيها أحد
■ أريد أن أسألك فى البداية عن محمد البرادعى الإنسان والزوج الذى تزوجتيه بعد قصة حب؟
- أنا والبرادعى- دائما وأبدا- أصدقاء، نتحدث بشكل دائم لدرجة أن الأولاد دائما ما يقولون «انتو ما بتبطلوش كلام»، وأنا متخرجة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لذلك أهتم بما يشغله، وهو كزوج حنون جداً، عاطفى جدا مع الأسرة والأولاد، خاصة فى حالات السفر، ويحب بيته جداً ولديه اهتمام بالمشاركة فى البيت، وله لمساته الفنية فى الأثاث لأنه يعشق النظر إلى كل ما هو جميل، ودقيق جداً، ولديه ذاكرة عجيبة لا أملكها، فهو يتذكر أدق التفاصيل.
■ وماذا عن علاقاته بالأصدقاء؟
- هو شخص هادئ وخجول، أما فى الأمور العامة فهو على النقيض، ولديه قدرة فى العلاقات الشخصية أن يقدر الشخص والحكم بشكل صائب على شخصية الأشخاص.
■ وماذا عن لحظات تأمله؟
- لديه لحظات كثيرة يحب فيها الخصوصية والبقاء مع نفسه لسماع الموسيقى والقراءة، ومالوش فى الخروج، ويميل للجلوس فى البيت مع الأسرة.
■ وكيف كنت تتعاملين مع هذا الشخص الهادئ الذى يخوض معارك كبيرة مع المجتمع الدولى؟
- أداؤه الشخصى تجاه أسرته لا يتغير رغم ما يظهر عليه من قلق وانشغال بمعاركه الدولية، إلا أننى دائما ما أتفهم مشكلاته، ولا أحاول أن أثقل عليه فى مشكلاته، لأننى أكون على دراية بكل إحساسه وتفكيره فى تلك المعارك.
■ ومتى يغضب؟ وكيف يكون شكل غضبه؟
- هو حليم وصبور إلى أبعد حد، لكنه عندما يغضب فإن قلبه «بيتقفل»، وإن كان ليس من الرجال الذين يصرخون أو يتعصبون، لكنه يغضب بشكل إنسانى متحضر، رغم أنه يصبر ويلتمس العذر لمن هو أمامه.
■ وما طقوسه الغذائية؟
- أكلته بسيطة جداً، ويأكل المأكولات الخفيفة مثل الخضروات والسمك، والملوخية البيتى، وكان يأكلها فى فيينا عندما كنت أرافقه.
■ وهل له هوايات فى دخول المطبخ؟
- ليس له تلك الهوايات لأنه لا يمتلك الوقت لها.
■ وهل كان حريصا على الاتصال بك وسط السفر الدائم ومؤتمراته الطويلة؟
- بالطبع، فقد كان حريصا على الاتصال بى عدة مرات يوميا للاطمئنان على.
■ وكيف يحدثك عن مصر فى وقت غيابه لعدة سنوات عنها؟
- البرادعى كان متغيبا سنوات طويلة ولكنه لم يكن غائبا عنها، فهو يقضى إجازاته السنوية هنا فى مصر، بالإضافة إلى وجود العائلة هنا أيضا، بس مصر كانت بتصعب عليه، ودائما ما يتذكر مصر التى أحبها فى صغره وطفولته وبداية شبابه، وكان يتعبه تقدم بعض البلاد عن مصر رغم أن مصر تستحق أكثر من ذلك.
■ وكيف فاتحك فى قصة رغبته العمل السياسى داخل مصر؟
- كل ما حدث كان خلال الشهر الأخير، بعد أن أنهى عمله فى الوكالة ومطالبة عموم الناس له بالمشاركة، وفى فكره دائما أن ما يستطيع فعله تجاه البلد سيفعله، فهو دائما ما يشعر بأنه مدين لبلده.
■ وكيف كان رد فعلك؟
- قلت له «أنا أخاف عليك»، وخوفى هو الدخول فى ساحة أو معتركا لا يملك الدراية به لأنه معترك غير شفاف، فالإنسان حين يدخل معتركاً يعرف إطاره وحدوده، أما بالنسبة للوضع هنا فالعملية ليست واضحة وغامضة.
■ هل خفت على أمنه الشخصى؟
- بالطبع، خفت على حياته، وقال لى «خليكى ساكتة ومتخافيش، ولو فضلنا نخاف مش هنخرج من البيت».
■ ما أجمل ما فى الدكتور محمد البرادعى؟
- شيئان أساسيان: طيبة قلبه، وعقله وتفكيره، فتفكيره مرتب مثل درج الملفات ويفكر دائما بطريقة منظمة ومنطقية، وبرغم منطقيته الشديدة فهو شديد العطف والتأثر إنسانيا.
■ ونقطة ضعفه؟
- أنه أحيانا يكون طيب بشكل زيادة عن اللزوم، متسامحا أحيانا لكن بحدود أيضا.
■ وما هى عيوبه؟
- أنه مرتب جداً ودقيق، فأوقات أجد أن أى خلل فى التفاصيل الصغيرة، يتضايق، ودائما ما أقول له «حوش المضايقة للأمور الكبيرة».
■ هل تشعرين وهو مقدم على الدخول إلى العمل العام فى مصر بأنه مقبل على مرحلة جديدة بها تحول؟
- بها تغيير بالطبع، فهى تغيير على مستوى المناخ العام وقواعد اللعبة، لكنه فى نفس امتداد مسيرته المهنية لأن أسلوب لعبه لن يختلف.
■ ولو كان الأمر بيدك.. ما القرار الذى كنت ستأخذينه للبرادعى؟
- كنت أتطلع لسن المعاش حيث الهدوء والسكينة فى الحياة، فالسنوات الأخيرة فى حياته كانت مشحونة جدا، وكنت أتمنى أن نجد الراحة والهدوء، ولأنى عرفاه كنت على يقين أنه حين ينتهى من الوكالة كان سيشغل نفسه بأعمال لأنه يعشق العمل، وكنت أتوقع أن يبدأ فى الكتابة لأنه يعشقها.
■ وما عدد ساعات نومه؟
- البرادعى ينام حسب التساهيل بسبب طبيعة عمله المستمرة.
■ وما الأمور التى حرص على تعليمها لولديه؟
- الصدق والشجاعة، وكان دائما ما يأمرهما بأن يخبراه برأيهما حتى إن اختلف مع رأيه، فالشخص يجب أن يكون أمينا مع نفسه.
■ بيدلعك بيقول لك إيه؟
- عايدة بدون أى أسماء أخري، وأنا كذلك أناديه محمد بدون أى أسماء أخرى.
■ وهل تخيلت نفسك فى يوم سيدة مصر الأولى؟
- لأ، طبعاً.
■ وهل حلمت بها؟
- لأ، طبعاً.
■ وهل ترين أن الأمر ممكن الآن؟
- لم أتخيل ذلك أيضا.
■ وإذا حصل هل ترين ذلك عبئا عليك أم دورا مختلفا تلعبينه؟
- الاثنان، فهو دور مختلف قطعا.
■ وعايزة يحصل ولا لأ؟
- الإنسان يتقبل ما كتبه الله له، فإن حدث فسوف أعمل بكل جهدى فى هذا العمل.
■ وما نصحيتك للبرادعى حاليا بصفتك كما قال مستشاره السياسى الأول؟
- لا أتدخل إلى هذا الحد، وبعد ما دخل إلى هذا المعترك سأقول له «خلى بالك وتريث، واستمع إلى الجميع» وأنصحه بأن يستمر فى شجاعته وصدقه فى قول الحقيقة، وهو ليس خوفاً قدر ما هو ترقب لما هو مجهول عنا.
■ يقال إن الحب يموت بعد الزواج؟
- (ضاحكة) دى مشكلة اللى بيقولوا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :