الأقباط متحدون - الاستسلام للخطية يؤدى الى مزيد ومزيد منها
أخر تحديث ١٧:٠٧ | الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة٥ ش١٧٣٠ | العدد ٣٢١٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الاستسلام للخطية يؤدى الى مزيد ومزيد منها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عرض/ سامية عياد
يخطىء الكثيرون حين يظنون أن الخطية هى مجرد سقوط ، لكن الحقيقة هى أنه يوجد داخل السقوط سقوط ، بمعنى أن الخطية تكون كحلزون لا قاع له ، وبمجر أن تنهار حواجز الضمير ويسقط الإنسان ، يظن أنه قد وقع صريعا للضربة القاضية وأن عدو الخير لابد وسيتركه فى مصيبته ، لكن هذه هى خدعة من خدع العدو الحربية واستدراج للإنسان فى خطايا أكثر ، لكن كيف يحدث هذا؟

فى مقاله "إن خطئت فلا تزد" ينبهنا نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس الى استدراج الإنسان من خطية لأخرى ، فكلما قلت درجة حساسية ضمير الإنسان من جهة خطية معينة كلما صارت هذه الخطية كصديق البواب الذى يخرج ويدخل بلا رقابة ولا موانع وقتما يشاء وكلما زادت درجة حساسيته من جهة خطية معينة كلما ركز عدو الخير كل حيله فى خلق ثغرة لاختراق تلك الحواجز ، والخطايا صديقة البواب هى التى لا تتسبب فى إطلاق صفارة الإنذار مثل الخطايا المتعلقة بمحبة الذات ، أما الخطايا الجسدية فهى عادة ما تكون أكثر الخطايا بروزا على شاشات رادار الضمير الإنسانى وإعلانا لحالة الطوارىء.

 كما يحدثنا نيافته قائلا:  الحرب عند عدو الخير هى بلا قواعد وبلا حقوق للأسرى، فهو لا يؤمن أن الضرب فى الميت حرام ، بل عقيدته هى إن كان قد مات فلا تكف ، بل اضربه لئلا تقوم له قائمة ، ولا تكاد تخلو قصة من قصص السقوط فى الكتاب المقدس من هذا المنهج الحربى لعدو الخير، مثال على ذلك قصة سقوط دواد النبى الذى ظل ينحدر من سقوط الى سقوط حيث ابتدأ بخطية التراخى فى زمن الحرب وانتهى به الأمر عند القتل العمد ، مرورا فى الطريق على الزنا والتحايل .

لقد أدرك يشوع بن سيراخ هذا التسلسل الحلزونى فى الانحدار والسقوط فقدم لنا نصيحته الثمينة "يا بنى إن خطئت فلا تزد ، بل استغفر عما سلف من الخطأ " ، إنه ينبهنا ألا نقبل ونصدق خدعة العدو الذى يقول لنا "أى سقوط بعد السقوط الذى سقطته؟!" ، فالحقيقة أنه يوجد ايضا مزيد ومزيد، وإن كانت المرة الأولى فى الخطية هى الأصعب ، لكن المرة الثانية هى الأخطر لأنها تعلن عن يأس الإنسان واستسلامه لعنوان يضعه عدو الخير فوق رأسه "هذا هو أخطى الخطاة" ، وهكذا تسلمه المرة الثانية الى الثالثة والرابعة وهكذا....

إن خطئت تمسك برجاء الخلاص وقم واذهب الى الله أبيك الذى هو الطبيب الحقيقى القادر وحده أن يوقف نزيف الخطية فى حياتك .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter