الأقباط متحدون - طلبات الغضب .. بالحب والأدب
أخر تحديث ١٣:٠١ | الاربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة٤ ش١٧٣٠ | العدد ٣٢١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

طلبات الغضب .. بالحب والأدب

بقلم :  سمير حبشــــــــــى

لم يحدث .. لم يحدث أبدا أن أحب مصر أحد  كالقبطى بهذا العمق ، وسافر معها فى طرق عذاباتها بكل الشوق .. لم يحدث أبداً ولو أوصله هذا العشق حتى الشنق .. ولن تجد مصر من يهواها بهذا الصدق ، غير الإبن الشرعى – القبطى – لا فى الغرب ولا فى الشرق ، بالرغم من حياة مغموسة بأحزان تطاردهم ، وآهات تلاحقهم ، وكلما بدا لهم صبح غطاه ليل قاسى ، إنتظروا  دائما إشراقة لشمس نهار جديد  .. شمس غير كل شمس سطعت من قبل .. ويكون نورها غير كل نور .. ودفئها له شكل مختلف .. باتوا يترقبون بالليل بزوغ القمر لعله يطل عليهم بإطلالة لها سحر ورونق جديد .. وينظرون بعيون يملأها الشوق ويمنيها وعد الأمل لغد لا يكون تكرار أمسهم ، وأنتظروا وما أصعب أن يطول الإنتظار ، عندما لا يكون هناك بديلا للإنتظار ، عاشوا الأمل مرات مع حكومات غطت وجه الحياة  بشعارات كاذبة ، وكم من مرة كبر الأمل فى قلوبهم ، واستحوذ عليها ، ثم يكتشفون أنه محض سراب ، ولا خيار غير الإنتظار لغد يحمل شوق السنين ، ولكن كانت تصفعهم دائما  الأقدار والحقيقة ، فيدركون أن غدا لم يكن سوى وهم آخر. 
فقد عاشوا تحت نير تلك الشريعة ، وذاقوا من ضرباتها فى عصر جمال عبد الناصر ، الذى استغل جريمة زنا رئيس القضاء الشرعى الإسلامى الشيخ محمد الفيل ، بالمسلمات الراغبات فى الطلاق ، لا ليلغى القضاء الشرعى الاسلامى فقط ، بل ليلغى كل المحاكم الملية للأحوال الشخصية ، و يجبر المسيحيين على الاحتكام فى شئون سر زيجتهم المقدسة للقضاء الاسلامى .. ثم إستيلائه على الأوقاف القبطية حتى يتضور الفقير واليتيم وصاحب الحاجة من الأقباط جوعا ، وهنا يكون الإسلام لهم هو الحل .
 
 ثم واجهوا محاربات السادات ، ونيران الإرهاب الساداتى ، الذى شكل عصابات خطف النساء القبطيات بترتيبات حسين الشافعى عضو ثورة هوجة العسكر، و شكل عصابات التهجم على المسيحية فى الجرائد الحكومية ، و الإعلام الحكومى و المدارس ، وأقسم أن يتحول القبط كلهم الى دين الإرهاب الإسلامى قبل حلول عام 2000 ، فزاد الساد
ات إجرامه فعرَض القبط لمذابح و بلايا و أعمال إرهابية و تسليح و تدريب من الدولة لعصابات الإرهاب الاسلامى ، حتى أنهى هذا المجرم حياته بسجن قداسة البابا المعظم و رجال الإكليروس .
 
ثم عاشوا سياسة محمد حسنى مبارك ، الذى حاول الدخول فى حرب ضد منظمات الإرهاب الإسلامى المسلح لإخضاعها ،  مما أدى إلى إتفاقيات سلام بين الحكومة المصرية و تنظيمات الإرهاب الإسلامى ، على حساب الدم القبطى ، وكان صُلب هذه الإتفاقيات هو إطلاق سراح الإرهابيين المقبوض عليهم تدريجيا ، و توظيفهم و تمكينهم إقتصاديا ، ووظيفيا و سياسيا و إعلاميا ، بصورة تدريجية فى مقابل امتناعهم عن المساس بحياة الرئيس و وزراءه و قيادات شرطته ، و السياح و المستثمرين الأجانب ، مع إطلاق أيدى الإرهابيين و سلاحهم فى رقاب ما تم تسميته فى نصوص تلك الإتفاقيات بــ "الفئة غير المؤمنة" و اٌسميت تلك الاتفاقيات "بمبادرة وقف العنف " و التى وُقعت مع تنظيم الجماعة الإسلامية بقيادة عمر عبد الرحمن ، و "إتفاقية المراجعات الفقهية الشرعية " مع تنظيم الجهاد الاسلامى بقيادة أيمن الظواهرى، 
وأخذت السلطات موقف المبرئ للجانى ، و الزاعم بان الجانى ليس له أى إتجاهات فكرية ، أو عقائدية أو سياسية او دينية ، و ليس له أى إرتباطات تنظيمية ، حتى أصبحت الدولة تقوم بدور المنسق و المخطط لتلك العمليات الإرهابية ، الأمر الذى أصبح هو دور الدولة ، كما وضح جليا ، فى عصر الحُكم العسكرى السلفى الجهادى ، الذى قام به حسين طنطاوى يوم مذبحة ماسبيرو، التى أستُشهد فيها  ثلاثون من أندر شباب أقباط مصر ،  لمجرد تجرأهم على الإحتجاج على مسلسل هدم الكنائس ، عيانا بيانا نهارا جهارا . 
 
ثم أطفأوا شمس الحياة فى مصر جميعها بتسليمها  للإرهاب العالمى المجسم  فى جماعة الإخوان .. وما حدث لأقباط مصر على يديهم تنوء أوراق المجلدات بحمله ، وبعد تلك الغيوم المتزاحمة ، التي أمطرت حبات الحزن في أيامهم الجافة ، والمشتاقة لبسمة فرح ، جاءهم اليوم الذى شقوا فيه حاجز الضباب ، ولم يرضوا مرة أخرى بالسراب  ، فكسروا المتاريس وفتحوا كل الأبواب ، وعرفوا أن لا يكف المرء عن المطالبة بحقوقه مهما تقدم به العمر، بل يصبح عجوزا وهرما فعلا عندما يتناسى حقوقه ،  فمنذ الغزو العربى لمصر عاش الأقباط وهم  يعرفون من هم  القاتلون ،  من قد إغتصب أرضهم وعرضهم  ، وكيف تقاسموا خيرات مصر أمام أعينهم ،  و كيف استنزفوا دمها.. فخرجوا وكانوا هم قلب الثورة ، ورمانة الميزان التى عدَلت الطريق أمام إستفتاء الدستور ، ثم إنتخاب عبد الفتاح السيسى الذى أصبح ليس لهم فقط بل لكل المصريين أملا وشمسا قرُبت أشعتها لتدفئ أرض مصر .
ولكن للأقباط فى قلوبهم مخزون من الطلبات موشى بغلالة من الغضب ، يطالبون بها بكل حب وأدب .. للرئيس الذى قال : ( إن مصر أم الدنيا معا سنجعلها أد الدنيا ) وأنا بالحب أهمس ، لن تكون ، لو داست الرياسة الجديدة على حقوق من ظلمتهم الحكومات السالفة .. فأمام السيسى ملفات لابد أن يعاد فتحها .. والملفات للأسف كثيرة .. ولكن لكونه كان رئيسا لجهاز المخابرات العسكرية يعرف كل ما لا يعرفه الآخرون .. فهل مثلا سيكون من القوة ليعيد فتح ملف مذبحة ماسبيرو ؟؟ ، وهو من مكانه السابق فى جهاز المخابرات يعرف من كان مدبرها ، من زملائه ورؤسائه فى الجيش !!! .. مذبحة كنيسة القديسين هل سيفتح ملفها ويعطى الجانى عقابه ؟؟ ، حتى يستريح كل قلب مكلوم على فلذاته ، وترتاح قلوب الثكالى والأرامل ، هل سيجد أقباط مصر فى عهده الأمن والأمان وتفعيل القانون ؟؟ ، ويختفى إرهاب أقباط مصر ، ويصبح الحال لا أتاوات ولا إستيلاء على ممتلكاتهم ، ولا تهجيرهم الذى تشترك فيه الحكومة نفسها ، وخطف بناتهم ونسائهم وأسلمتهم بالقوة وبمساعدة رجال الشرطة والأمن ، هل سيجد القبطى المتفوق تقديرا ومكانا لتفوقه ؟؟ ، وهل سيجد الأبواب مفتوحة أمامه لكُليتى الشرطة والحربية ؟؟ ، ثم وهنا مربط الفرس .. هل سيكون من القوة ليقود مصر العلمانية حيث لا تُفعل الشريعة ليكون ( لا يُقتل مؤمن بكافر ) ولا يرأس المؤمن مسيحى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ) ؟؟ .
سيدى الرئيس عبد الفتاح السيسى : أعرف أنك ستحمل على كاهلك إرثا ثقيلا ومرا وتفعيلة كيميائية تعمل فى مصر منذ الغزو العربى لها .. ولكنى أختم كلماتى بأن النوايا مطايا 
وكلٍ حسب ضميره يعامل الناس .. والأيام تُظهر من تستطيع إخفاءه .. ومن بأعماله يُرفع على الرأس .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter