الأقباط متحدون - الهارب الصغير والطبيب الكبير
أخر تحديث ٠٢:٠٣ | الاربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة٤ ش١٧٣٠ | العدد ٣٢١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الهارب الصغير والطبيب الكبير

 بقلم : مينا ملاك عازر

لو كنت نسيت افكرك، فلعل الاحتفالات والتنصيب والذي منه أنساك أن الأستاذة لميس الحديدي كانت تهاجم وزارة الداخلية على قبضها على المخترع الصغير ولمنعها إياه من السفر، ثم هاجمت أهله لأنهم لم يربوه إثر سفره وعدم عودته، الحق يقال لم تكن وحدها من هاجمت وزارة الداخلية ولم تكن وحدها لاعنة أهل الهارب الصغير بل أن مستشار الرئيس للشأن العلمي الدكتور عصام حجي قد جلس مع الهارب الصغير - على حد زعمه- وكاد يقول أنه على حق، أظنك الآن تذكرت، وما أريد أن أضعه إلى جوار هذا، ما كتبه الدكتور أحمد خالد توفيق في جريدة التحرير في مقال بعنوان آريج، وآريج هذا اسم لطفلة في الخامسة عشر، أرسلت له تحكي له عن معاناة والدها المسجون منذ أكثر من مئتين وثماني وخمسين يوماً، والدها دكتور كبير، تنقل بين قضية إثارة وحشد الناس إلى حرق ديوان محافظة، والدها استشاري القلب مسجون الآن بسجن دمنهور، وهو يعاني من تمزق بالشبكية وآلام بالظهر والكتف، وأقصى طموحه هو علاج على نفقته الشخصية، وهذا حقه لا ريب في هذا، لكن والدها الذي كما تقول عنه الطفلة أنه مشهود له بالخلق الكريم لا يستطع فعل هذا، خدم وزارة الصحة 33 عاماً، ولا يقدر على علاج نفسه، يكاد يفقد عينه بسبب الرعاية الصحية السيئة.

أنا لن أناقشك فيما جاء بالرسالة، مما أراه تناقضاً من حيث أنه كيف له سنتين يعاني من تمزق في الشبكية ويعالج الناس؟ وكيف ما عجز عن علاجه لمدة سنتين وهو خارج السجن سيمكنه الآن لو خرج علاجه، لن اناقش أيضاً مسألة شهادتها عن والدها أن خلقه كريم فهو أمر طبيعي إن شهدت به أي ابنة إخوانية عن أبيها، فهي لن تقل عنه أنه خلقه سيئ وخائن لوطنه وبلده، فما يقوله أبناء وبنات المعزول عن والدهم دليل على خزعبلاتهم، وعدم صدقهم، وما ادعاه المخترع الصغير عن نفسه دليل آخر على عدم استطاعتنا أن نأخذ كلام الإخوان مسلماً به.
 
ما أريد أن أطرحه على القارئ الكريم، هما مسألتين، أولهما أننا كإعلام في بعض الأحيان نطرح قضايا ونتبناها لنبل مظهرها، ثم نتبين أننا كنا على خطأ، والدليل قضية المخترع الصغير الذي ثبت أحقية وزارة الداخلية فيما ذهبت إليه وفعلته معه، بدليل صوره وهو يرفع شعار رابعة، فنحن مهما امتلكنا من حس إنساني لا نمتلك الحس الأمني والمعلوماتي الذي تمتلكه وزارة الداخلية، فقد اختلفنا حول أحمد ماهر ودومة وأسماء محفوظ وغيرهم وسنبقى مختلفين ما دمنا لا نمتلك الحقيقة.
 
وعدم امتلاكنا الحقيقة، هو الخيط الذي سينقلنا للمسألة الأخيرة، وهي أن وزارة الداخلية يجب أن تكن هي التي تمتلك الحقيقة كاملة، وإن لم تمتلكها فتباً لها وزارة فاشلة، وإن أخفتها علينا وانحنت أمام مطالبات الإعلام والرأي العام في غير مصلحة البلاد فتباً لها وزارة فاشلة، وهي هكذا على الأقل فيما فعلته في قضية المخترع الصغير الذي لبت فيه نداء الإعلام والرأي العام وأطلقت صراح من لا يجب إطلاق صراحه، يجب أن تعلن وزارة لاداخلية حقيقة كل ما يثيره الإعلام من قضايا بجراءة وشجاعة ما دامت واثقة بنفسها.
 
أنا قلت لحضرتك أنهما مسألتين لكن لا مانع أن أضيف على الهامش مسألة أخرى وهي ثقة وزارة الداخلية بنفسها، وهي الشيء المفتقد تماماً من وزارة الداخلية حيث أنها لو كانت واثقة في نفسها بقضية المخترع الصغير ما لبت نداء الإعلاميين ولكانت واجهت لكنها آثرت السلامة والطاعة في شيء لا طاعة فيه، فأمن مصر لا ولاية لأحد فيه، إلا الحقيقة الجلية، وإلا نكون مقصرين، وهذا يقودني إلى أن اطالب الإعلاميين كلهم ألا يتصدروا لقضية إلا بعد تفحيصها وتمحيصها، وأن يقبلوا من الداخلية الحقيقة حتى لو كانت في غير ما طالبوا به، فان مصر تستحق منا ان نعترف بخطأنا مهما كان.
المختصر المفيد لا تحدثني عن حقوق الإنسان ما دام أمن بلادي في خطر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter