علي سالم
الموضوع يحوم حول عقلي ضاغطا عليه بشدة، غير أنني كنت أتمكن من الإفلات منه مقنعا نفسي بأني لا أمتلك معلومات كافية عن جماعة شرف البوليس التي أنشأتها الشرطة في فرنسا في مرحلة التسعينات وما قبلها.. ترى ما هي حكاية هذه الجماعة؟
هي مرحلة في تاريخ فرنسا، عصابات المافيا كانت تمارس عمليات القتل ضد خصومها في الشارع، وعندما تتابع الشرطة الواقعة وتقدم مرتكبيها للقضاء، كانت هذه العصابات تقتل الشهود، عندها بالطبع كان القضاء يحكم ببراءة القتلة. مساحة الاستهانة والخسة اتسعتا لتشمل كل مخلوق في المجتمع وخصوصا رجال الشرطة. كانوا يقتلونهم بلا حساب، تماما كما تفعل العصابات المصرية المكلفة من السماء بقتل من في الأرض في بلدنا مصر.
هنا يبدأ رجال الشرطة في الإحساس، بأنهم لم يدافعوا عن شرفهم كما يجب. فيتخذون القرار بإنشاء جماعة شرف البوليس. هذه الجماعة سيكون لها أجهزة التحري الخاصة بها، وتشكيلاتها القضائية، ثم وحدة تنفيذ الأحكام. الواقع هم سيكونون في حاجة لتنفيذ حكم واحد، هو إعدام شخص بعد محاكمته محاكمة عادلة وذلك من دون تحويل أوراق سيادته إلى مفتي الديار المصرية. الهدف هو إيصال رسالة مؤكدة إلى القتلة بأن لحظة قتلهم قد حانت. إن وجود جماعة من الشرطة تعمل في سرية مطلقة، سيجعلها تملك قدرات أكبر على الحصول على المعلومة المطلوبة، البشر يميلون إلى مساعدة الأقوياء بشرط أن تكفل لهم السلامة. المهم في نهاية الأمر أن كل من يحرق مدرعة للشرطة، سيتم حرق بيته في نفس الليلة بواسطة مجهولين. أن تراقب تحركات ضابط شرطة، لكي تقتله، عليك وعلى أهلك أن يعرفوا أنك ستقتل في نفس الليلة.
هل أنا أقوم بتحريض الشرطة على أن تقوم بتقليد إخوة لهم من فرنسا لحماية أنفسهم والدفاع عن شرفهم الشخصي؟ نعم أنا أقوم بتحريضهم على ذلك.. أنا أقوم بتحريض رجال الشرطة المصرية على قتل كل قاتل خسيس يتصور أنه لا يوجد من سيطارده ويقتص منه.
وهل ما أطلبه فيه عدوان على القانون؟ نعم من فضلك.. ارفع صوتك قليلا لكي أسمعك.. نعم ما أطلبه ليس قانونيا ولكنه عادل بكل المقاييس.. أعظم حق من حقوق الإنسان وأعظمها قداسة هو حقه في الدفاع عن نفسه، وكل ما أطلبه هو السماح لرجال الشرطة وكان أبي واحدا منهم، أن يدافعوا عن حياتهم وعن شرفهم كأصحاب مهنة من أشرف المهن. ولتأخذ الصيغ القانونية التقليدية حقها بعد ذلك.
أنا شخصيا سأطالب بعقابهم، على الأقل لا بد أن يعاقبوا بلفت نظر. أو خصم يومين. أو حرمانهم من إجازة الخميس والجمعة.
على كل قاتل خسيس في هذا البلد أن يعرف أن القرار بقتله قد اتخذ بالفعل.
نقلآ عن الشرق الأوسط