الأحد ١ يونيو ٢٠١٤ -
٥٦:
٠٥ م +03:00 EEST
لماذا كل هذا الاهتمام الكبير بمصر من طرف الوهابية ؟؟
بقلم : عساسي عبدالحميد
رغم الاعلان الرسمي السابق لقيادة حزب النور بدعم السيسي كمرشح رئاسي و اعتباره رئيسا شرعيا في حالة فوزه إلا أن السواد الأعظم من السلفيين لم ينزل الى مكاتب التصويت أيام 26 و 27 و28 ماي 2014 و هذه حقيقة كانت تعلمها قيادة الحزب السلفي منذ أن تلقت الاشارة من السعودية بضرورة دعم السيسي، فقواعد حزب النور كانت منقسمة الى فسمين قسم يرى في السيسي رجلا انقلابيا يجري عكس ارادة الشعب ولهذا امتنعوا عن التصويت له و قسم يرى في المقاطعة الحل الانسب في الوقت الراهن....
= يبدو أن حزب النور فقد السيطرة على أتباعه منذ ثورة 30 يونيو ....لهذا كانت هناك أكثر من رحلة لنائب رئيس مجلس ادارة الدعوة السلفية "ياسر برهامي" الى السعودية تحت غطاء تأدية مناسك العمرة حيث التقى بممثلين عن المؤسسة الدينية " الوهابية " وممثل عن الديوان الملكي قصد وضع خطة عمل تهدف لاعادة القطيع للحظيرة وجعله تحت السيطرة والعمل لكي ينضبط السلفيون بمصر مستقبلا لقرارات القيادة، أولا للتحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة سواء البرلمانية أوالبلدية في أفق أن يحمل حزب النور السلفي لواء عقيدة التوحيد على أرض الكنانة، فالسعودية خاصة جناحها الديني المتمثل في المؤسسة الوهابية حريصة كل الحرص أن يكون لها موقع قدم على أرض مصر، فحسب المعتقد الوهابي اسمعوا ما يلي : (( ...من أرض مصر سينطلق جيش الاسلام لفتح رومية أي عاصمة الطليان و نحوها ستتوجه لحواضر ومدائن الفرنسيس... و الآريان... و الانجلتار...والسكندناف .... وهذه معلومة أعطيها بالمجان لكل حكومات القارة الأوربية، الجراد الأخضر في مرحلة تبييض قسوى وهو يطمر بيضه في كل الحفر ومنها مصر وسينطلق مرة أخرى من صحراء بني وهاب و لن يوقفه أحد فحذار... ثم حذار... الجراذ الأخضر بمقدوره تدمير أعرق الحضارات وتحويل الانسان الى وحش كاسر لا يرحم ....و قد أعذر من أنذر، إياكم و الاستهانة و الثقة العمياء في النظام السعودي ، فمن عباءة بني سعود خرج كل الارهاب وكل الشر و كل الجهل ، القاعدة المتخذة الآن ببلدان الساحل الافريقي خنادق لها التي تهدد وبقوة أمن أوروبا القومي، هناك حتى مواطنون من جنسيات أوروبية أمريكية استطاعت الوهابية غسل أدمغتهم فأصبحوا يرون في الحزام الناسف والسيارات المفخخة والانتحار طريق الخلاص و باب الجنة للقاء الحبيب المصطفى ....)) ....ولهذا يراهن النظام السعودي على حزب النور على أن يكون أكثر تنظيما و سيطرة على أتباعه ليكون البديل للاخوان لحمل علم الوهابية على أرض مصر ....
= على هامش رحلاته المكوكية للسعودية التي اشتدت وتيرتها عامي 2013 و2014 طلب السعوديون من "ياسر برهامي" تكوين خلية من أتباع حزب النور يراعى في عناصرها الاستقامة والمهنية "يستحسن التخصص في علم الاجتماع" والولاء للوهابية مهمتها جمع المعلومات عن المجتمع المصري والقيام بمسح سوسيولوجي شامل لسكان مصر ديموغرافيا و عقائديا و اثنيا ، ويحظى الأقباط بأهمية كبرى في هذه المسح الوهابي التي تتوخى منه السعودية ملأ قاعدة المعطيات المعلوماتية قصد التعامل مع الشعب المصري في أفق وهبنته بالكامل ....جدير بالذكر أن ديوان المؤسسة الوهابية بالسعودية في عهدي السادات ومبارك كان يتلقى و بصفة دورية ومنتظمة معلومات دقيقة عن أقباط مصر من عملاء استطاعت السعودية تجنيدهم مقابل المال ومنهم رجال أمن ودولة ومن بينهم وزير الاعلام السابق صفوت الشريف وخبراء في الاحصاء تابعين لوزارة الداخلية، بيد أن المعلومات عن العدد الحقيقي لأقباط مصر و التي استقاها السعوديون من أكثر من عميل طيلة عهدي السادات ومبارك كانت متضاربة و بالتالي فهي مغلوطة فالرقم الصحيح يمكن الحصول عليه من طرف الكنيسة بتجميعه من كل أسقف في ايبارشيته الا أنه يستحيل الحصول على المعلومة من مصدر كنسي نظرا لاحترام الأسرار المهنية من طرف القائمين على الكنيسة والتنظيم الاداري الجيد التي تتميز به الكنيسة المصرية ولهذا يستحيل تسريب الرقم الحيح من مصادر كنسية ، هكذا يسعى السعوديون مؤخرا الى تكوين لجنة برهامي للاشتغال على هذا الملف و الحصول على رقم دقيق أو أقرب الى الحقيقة، اللجنة التحضيرية لخلية برهامي تسعى للتواصل مع عدة عناصر، ففي الصعيد يكمن دور عمدة البلد الذي يعرف الشاذة والفاذة عن سكان القرية أو الغيط وبالتالي فهو قادر الى اعطاء الرقم الصحيح ...أما بالمدن فأحسن طريق هي المدرسة أو المعهد فلكل مؤسسة ملف التلميذ أو الطالب الذي يشير الى عقيدته و عدد اخوانه ومن يعيش معه تحت سقف البيت ....هذا بالاضافة الى معلومات أخرى حول الأقباط سبق للسعوديين الحصول عليها في عهد مبارك و هم يرون أنه حان الوقت لتحيينها من قبيل نسبة الولادة لدى الأقباط مقارنة مع المسلمين و عدد الأقباط الذين يتركون النصرانية و يدخلون في الاسلام ...عدد الكنائس و نسبة تكاثرها مقارنة مع المساجد، دور الأقباط في المشهد السياسي والاقتصادي الثقافي و الديني و الاجتماعي ....
وهكذا يتضح أن اهتمام السعودية بمصر هو نابع من أصول ومنطلقات عقائدية بحتة ، فقد جاء في الحديث "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا فإنهم خير أجناد الأرض، وهم في رباط إلى يوم القيامة " أي أن الوهابية تريد من المصري أن يحمل سيفا و حزاما ناسفا عوض قلما وكتابا و أن يشحن أعماقه بالحقد و العنصرية عوض المحبة والإنسانية ....