أعلنت وزارة الصحة والسكان، ارتفاع عدد الحالات المؤكدة المصابة بالملاريا، فى أسوان إلى ١٤ حالة. وذكرت الوزارة فى بيان لها، مساء أمس، أن «مصابًا خرج من المستشفى بعد تماثله للشفاء، فيما يتبقى ١٢ مصابًا تحت العلاج والملاحظة، إضافة إلى حالة جديدة جار تحويلها للمستشفى». وكشف بيان الوزارة أن «العدوى سببها سودانيون حاملون للمرض دخلوا مصر بطريق غير مشروع».
وأشارت الوزارة إلى أن «الحالة الصحية للمصابين مستقرة، وأنه لم يحدث لهم أى مضاعفات، ومتوقع خروجهم من المستشفى خلال الأيام المقبلة».
وكشف الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، أن الملاريا التى اكتشفت مؤخرًا فى قرية العدوة بمحافظة أسوان من النوع الحميد ولا توجد خطورة منه.
وأضاف قنديل لـ«المصرى اليوم» أن المرض انتشر فى القرية عن طريق عدد من السودانين حضروا إلى القرية للعمل بالمناجم، وكانوا حاملين للمرض، مع وجود بعوض «سرجنتى والفرعونى» نقل المرض إلى عدد من المواطنين بالقرية، مشيرا إلى أنهم مازالوا يتلقون العلاج ومن المتوقع شفاؤهم خلال فترة من أسبوع إلى ١٠ أيام.
وأشار قنديل إلى أن قطاع الطب الوقائى حصل على ٥٦١ عينة من أهالى القرية أظهرت نتائجها الأولية إصابة ١٣ بالملاريا الحميدة، وسيتم أخذ باقى العينات من جميع أفراد القرية، كما تم أخذ عينات من اليرقات، وسيتم إرسالها إلى المعامل المركزية بالوزارة، مؤكدًا أن النتائج ستظهر خلال ساعات.
وأشار قنديل إلى أن الوزارة أرسلت فريقًا مكونًا من ٧٠ طبيبًا ومتخصصًا فى مجال الطب الوقائى إلى أسوان، لإجراء مسح حشرى شامل فى أسوان والأقصر، حتى يتم التأكد من عدم وجود بعوض «الجامبيا» الناقل للمرض الخبيث.
وأضاف قنديل أن الوزارة تقوم منذ أكثر من ٢٥ سنة بمقاومة بعوض «الجامبيا» الناقل للمرض، وهو موجود فى السودان، وتحاول منعه من الوصول إلى مصر عن طريق الرش فى بحيرة ناصر، ولمسافة ٥٠٠ كيلو داخل السودان، مؤكدًا أن مصر مازالت خالية من بعوض «الجامبيا».
وأكد قنديل أنه لا داعى للذعر، وناشد الإعلاميين تحرى الدقة لأن الأمر يثير الخوف والذعر لدى المواطنين، مؤكدا أن الأمر لم يصل إلى حد الوباء، وأن المرض عبارة عن بؤرة واحدة، وأن قطاع الطب الوقائى يحكم السيطرة عليها، وأن المرض انتقل من مصابين قدموا من دولة أخرى.
وأشار قنديل إلى أن أعراض الإصابة بالملاريا تكون ارتفاعا فى درجة الحرارة قد تصاحبه قشعريرة وعرق غزير وصداع، وألم بالظهر والمفاصل والعضلات، أما بالنسبة للملاريا الخبيثة فيصاحبها تضخم بالطحال والكبد، مع حدوث فقدان الشهية للأكل مع حدوث قىء وإسهال وشحوب بالوجه وضعف عام بالجسم، وقصور فى وظائف الكليتين، وهذا النوع من الإصابة مازال موجودا خارج مصر ولم يصل إليها.
من جانبه، قال اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، الذى كان مصاحبًا لرئيس قطاع الطب الوقائى بقرية العدوة أمس، لـ«المصرى اليوم» إنه أمر «بردم» عدد من المستنقعات والبحيرات الصغيرة داخل وخارج قرية العدوة بإدفو حتى لا ينتشر المرض.
وأكد يسرى أن فريق قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة وصل إلى المحافظة بعد ساعات من ظهور أول إصابة، وتم إحكام السيطرة على بؤرة المرض حتى لا ينتشر.
من ناحية أخرى، يصل الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة، اليوم الأحد إلى أسوان للوقوف على الأوضاع بقرية العدوة بمركز إدفو، التى تم اكتشاف حالات إصابة بالملاريا بها، ومن المقرر أن يلتقى الوزير مسؤولى مديرية الصحة بالمحافظة، لمتابعة الإجراءات التى تم اتخاذها للتصدى لانتشار المرض وجهود المكافحة والوقوف على حالات المصابين.
من جانبها، واصلت فرق مكافحة ناقلات الأمراض، التابعة لوزارة الصحة، عمليات الفحص والتحرى الحشرى، بمنطقة انتشار الملاريا فى قرية العدوة الموبوءة بالمرض، ووسعت الفرق من عملها لتشمل القرى المحيطة بالقرية.
ونصبت فرق البحث والاستكشاف المصائد الضوئية على الأشجار وبين مساكن القرية لتجميع عينات من الحشرات واليرقات المنتشرة بها، للتأكد من عدم وجود البعوضة المسببة لمرض الملاريا.
وواصلت الفرق الطبية أخذ العينات من المواطنين بالقرية والقرى المحيطة بها للتأكد من خلوهم من المرض، وتم فحص مئات المواطنين وإجراء التحاليل وأخذ عينات دم منهم وإرسالها لمعامل وزارة الصحة لتحليلها.
وشكا أفراد فرق المكافحة من عدم توفير وسيلة انتقالات داخل مناطق المسح لتسهيل مهمتهم نظراً لارتفاع درجة الحرارة واتساع نطاق عمل الفرق بالقرية والقرى المحيطة.
من جانبه، شدد المهندس محمد يعقوب، المدير العام السابق لإدارة الجامبيا والملاريا بالمحافظة، مقرر اللجنة المصرية- السودانية العليا لمكافحة بعوضة الجامبيا سابقاً، على ضرورة التأكد من عدم وجود البعوضة المسببة للمرض، مشيراً إلى أن وجود البعوضة هو الأخطر، وأن وجود مصابين لا يمثل خطورة حيث يتم علاجهم بالتطعيمات والأمصال.
وأكد ضرورة تكثيف عمليات الفحص الحشرى للمنطقة كلها وإجراء فحص معملى لجميع القادمين من السودان على وجه السرعة، مع إجراء الفحص الوبائى وردم المستنقعات التى تتجمع بها الحشرات، مشيراً إلى أنه كان من الضرورى عمل تقرير أسبوعى لرصد ومتابعة الموقف من المرض بشكل دورى لأن مركز إدفو من أكبر مراكز المحافظة.
وطالب بإقامة وحدة مكافحة على الحدود المصرية- السودانية عند المعابر البرية المقرر افتتاحها بين مصر والسودان للقضاء على فرص انتشار المرض من المنبع وقبل دخوله البلاد.