الأقباط متحدون - الكتابة
أخر تحديث ١٤:٤٦ | الخميس ٢٩ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢١ | العدد ٣٢٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكتابة

علي سالم
علي سالم

لم أمتنع عن الكتابة. بل عجزت عنها. ويا لها من لحظات مؤلمة في حياة الكاتب عندما يتصل برئيس التحرير ليبلغه بأنه عاجز عن الكتابة فيبدأ رئيس التحرير في التخفيف عنه بما يضاعف من ألمه. ولكن ماذا نفعل بحدود القوة عند الإنسان وكيف أنها تسقط في لحظات على الأرض تاركة الإنسان أضعف من طفل صغير.

يحدث ذلك في الوقت الذي أستخدم فيه جهاز كومبيوتر جديدا. صدق أو لا تصدق، أنا أطارد حروف الكتابة حرفا حرفا لكي أتعلم الكتابة من جديد، وهو ما جعلني أفتح باب النقاش بيني وبين الشغل لأجيب عن سؤال قد يبدو زائدا، ما هي تلك الصنعة التي نسميها الكتابة، هل نحن نكتب عما نعرفه أم أننا نكتب لأننا لا نعرف، ونريد أن نعرف. الجميل والغامض في الأمر هو أننا نختار في كل مرة قطعة من الأرض لا نعرف ما بها لنبدأ عملية بحثنا أو ما نسميه الكتابة.

لقد عجزت عن الكتابة عندما قرر الجميع القفز داخل عقلي وروحي والكتابة عليها بعشرات الأجهزة الطبية والممرضات والأطباء ومعامل التحاليل، حتى العامل الذي أرسله المعمل ليسحب عدة سنتيمترات من دمي، هو لا يعرف كم تكلف كل سنتيمتر منها لكي يتحول على مدى الأعوام من آلام إلى دماء.

لم أعد أخشى التفكير بل أخشى الفكاهة، لأنها تجرحني، وتشعرني بالألم، من ذلك أن حمدين صباحي أعلن استعداده لأن يعمل رئيسا للوزراء، إذا رأت اتجاهات كافية في مجلس الشعب ذلك. الواقع أني أرى في موقفه كثيرا من التنازل، عليه أن ينتظر إلى أن تتولى كل الأجنحة الضغط في مجلس الشعب، وفي الحقول وفي الشوارع ويصيحون هاتوا صباحي.. هاتوا صباحي.. صحيح هو لم يعمل في وظيفة محددة في حياته. ولكن هذا النوع من البشر ينجح جدا في وظيفة رئيس وزراء، صدقني. أنا أعمل في البيت في أوقات فراغي رئيسا للوزراء، ولقد نجحت في ذلك نجاحا كبيرا. لدرجة أن الأولاد يطلبون مني ذلك.. والنبي يا بابا تعمل لنا رئيس وزراء.

إنها مصر القادرة على تحويلك من نفر إلى مونتغمري وأيزنهاور في شهرين.

نستطيع أن نقول عندما نتمكن من الابتعاد عن الكوميديا الضارة قليلا، ليس مطلوبا من مصر أن تشق طريقا جديدا في التفكير في مصالحها، بل أن تتخلص من كل أنواع الشعور بالخوف من الآخرين.. وكأننا قروية مذعورة تخشى أن تفقد عذريتها في الأسواق بغير أن يقترب منها أحد.

أيها السادة.. الطريق مفتوح أمامنا بقدر ما هو مفتوح أمام كل الشعوب التي تحب الحياة وتدافع عنها.

نقلا عن الشرق الاوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع