بعد صدور قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت يوما ثالثا انتقد العديد من الإعلاميون هذا القرار واعتبروه أنه لا مبرر له وكان من الممكن الاكتفاء بالأعداد التي حضرت وأدلت بأصواتها. 

 

ومن جانبه، انتقد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بمد فترة التصويت في الانتخابات الرئاسية ليوم ثالث، واصفاً ذلك القرار بـ"الفاشل والبليد"، ويعبر عن عدم فهم اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية للعملية الانتخابية التي تقوم بإدارتها، مضيفا، أن أعضاء اللجنة العليا للانتخابات ليسوا على مستوى من الخبرة السياسية يسمح لهم اتخاذ مثل هذا القرار، متابعاً: "اللجنة العليا للانتخابات مبتفهمش في الانتخابات، والقرار ده فاشل وسقيم وبائس وعقيم وبيلبسنا في الحيطة".

 

وأوضح أن شاشات التلفزيون كانت السبب في هذا القرار؛ لأنها خلقت حالة من الاندفاع لدى مستشاري اللجنة العليا للانتخابات دفعتهم لاتخاذ هذا القرار، مضيفاً: "لا يجب التحدث عن نزاهة اللجنة، فهي على قدر من النزاهة ولكنها ليست على قدر من الكفاءة يؤهلها لإدارة العملية الانتخابية"، مضيفا، و"اللجنة العليا وضعت خريطة انتخابية بطيئة ومملة ملل شنيع، وأغلقت كل قنواتها عن التواصل مع مراكز القرار السياسي في مصر، ولا يجب اعتبار الانتخابات قضية تعكفون عليها وترفضون الإدلاء بتفاصيلها".

 

وقال الدكتور أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن مد التصويت ليوم ثالث في انتخابات الرئاسة يفتح باب التأويلات، ويظهر مصر وكأنها تتسول التصويت.

مضيفا، عبر صفحته على "فيسبوك": "مد التصويت ليوم ثالث يفتح الباب أمام كل التأويلات، ويسئ للالتزام بالقواعد ولنزاهة العملية الانتخابية"، مضيفا، أن القرار "يظهر مصر وكأنها تتسول التصويت، رغم أن من حضر في الوقت المقرر يكفي لتقرير نتيجة الانتخابات. هذا القرار غير مقبول".

 

 

قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إن قرار اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بمد فترة التصويت ليوم ثالث قرار خاطئ بامتياز، ليس لمجرد أن حملتي المرشحين اعترضتا على القرار، ولكن لأنه قرار لم يكن له مبرر، وأعطى صورة أن هناك حالة من الارتباك في المشهد الانتخابي، مؤكدا، أن اللجنة العليا للانتخابات بذلت مجهودا كبيرا جدا في تنظيم عملية الانتخابات، كما أشاد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بما حدث، مضيفا: "هناك نظريات خاطئة يتبناها البعض، مثل ما يتردد أن إحنا نريد أن نبهر العالم، هذا خاطئ فنحن لسنا في حاجة لذلك ولكننا نريد انتخابات نزيهة وشفافة، تتيح للمصريين المشاركة والإدلاء بصوتهم بحرية".

 

بينما انتقد الشيخ مظهر شاهين؛ إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أن ما فعلته حملتا المرشحين الرئاسيين من انتقادهما لمد فترة التصويت، واصفا اعتراضهما بأنه أفرغ القرار من مضمونه، مضيفا أن القرار كأن لم يكن من وجهة نظره، وقال في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إنه لن يكون هناك إقبال يذكر من الناخبين طالما أن المرشح رفض مد فترة التصويت.. إذ كيف يقبل مواطن على انتخاب من يرى مصلحته في عدم حضوره.. القرار أصبح كأن لم يكن".

 

كما أصدرت "الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر" بياناً تؤكد فيه حق اللجنة العليا للانتخابات القانوني في مد فترة الاقتراع على الانتخابات الرئاسية ليوم أو أكثر، ورفض البيان ما أثير من محاولات البعض لإقناع المرشح الرئاسي حمدين صباحي بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية، معتبراً ذلك الإجراء عار تماماً من الصحة، وبخاصة أن التنافس الانتخابي يستهدف الوصول إلى أرفع منصب في الدولة.

وانتقد البيان كل المحاولات التي اعترضت على قرار اللجنة بتمديد التصويت على الانتخابات الرئاسية ليوم ثالث، وقال: "إنه يجب على كل القوى أن تتكاتف من أجل الانتهاء من محور هام في خارطة المستقبل من أجل إعادة بناء الدولة عقب موجة ثورية أطاحت فاشية إرهابية".

 

وأوضح الكاتب والروائي علاء الأسواني، إن مد فترة الانتخابات الرئاسية ليوم ثالث، حرصا على إقبال الناخبين للتصويت في الانتخابات التي يتنافس فيها المرشحان المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، يفقد الانتخابات شرعيتها، بحسب قوله، مشيرا في تغريده له عبر موقع "تويتر"إلى أنه :" في أية انتخابات محترمة لايجوز تغيير لوائح الاقتراع أو زيادة أيام إضافية بعد بداية الاقتراع، وإذا حدث ذلك فإن الانتخابات تفقد شرعيتها".

وأكد "الدكتور محمد نور فرحات"، الفقيه الدستوري: "إن مد التصويت أثار شكوك الرأي العام في نوايا اللجنة العليا للانتخابات، ولاسيما أنها لم تفصح عن هذا القرار قبل العملية الانتخابية، وإنما أثناء سيرها"، مضيفا، أن "مد فترة التصويت يثير مطاعن قانونية، وقد يطعن المرشحين على القرار، ما يؤدى إلى إعادة الانتخابات من جديد".

 

وأشار عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن ضعف نسب المشاركة في الانتخابات الرئاسية، سببه "حالة الاطمئنان حتى الاسترخاء"، وترديد مقولة " ماهو ناجح ناجح" وتأكدهم من فوز مرشح بعينه، مضيفا، أن هذا الأمر هو ما حاولت وسائل الإعلام نفيه في الأيام الماضية، مؤكدة أن المعركة ليست محسومة، وأطلقت الدعوات للمصرين بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات بغض النظر عن اختيار مرشح بعينه.