الأقباط متحدون - ماسبيرو والانتخابات الرئاسية
أخر تحديث ١٣:٠٦ | الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٩ | العدد ٣٢٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ماسبيرو والانتخابات الرئاسية

بقلم/عزت بولس
يدعوا البعض لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، ويشترك معهم بعض الأقباط في دعوات المقاطعة تلك تخوفًا من أن تتحول مصر كما يدعو لـ" فاشية عسكرية" على حسب اعتقادهم، والبعض الأخر يقاطع الانتخابات كنوع من العقاب للجيش تحديدًا – إن صح التعبير- نتيجة الغضب والحزن معًا لذكري أحداث 9 أكتوبر 2011 " مذبحة ماسبيرو" والتي أستشهد خلالها نحو 27 شاب مسيحي دون ذنب ارتكبوه،سوى مشاركتهم في تظاهرة سلمية لرفض التمييز الديني والعنف الطائفي الممنهج، من قبل جماعات الإسلام السياسي بمصر.

مذبحة ماسبيرو لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيناها من الذاكرة الوطنية لمصر،وليس فقط الذاكرة القبطية،ولا يمكن لأي إنسان منصف أن يعتبرها ذكري وانتهت،لأنها ليست كذلك والدم لن يسقط حقه بالتقادم أو بمرور السنوات،ومصر دائمًا وطن لا ينسي دم أبناءه ،مصر وطن يقدر أبراره ويحاسب مخطئيه وإن طال زمن المحاسبة.

الآن مصر تمر بواحدة من أصعب مراحلها التاريخية،حيث يتربص بها داخليًا أعضاء الجماعة الإرهابية- التي ترغب في الإطاحة بالهوية المصرية ونسفها تمامًا- وخارجيًا يتربص لها من يُريد تطبيق مشروعاته لخارطة شرق أوسط مقسم جديد،وكلا المتربصين سواء بالداخل أو بالخارج يستخدم "فورة الشباب" الفاقدة لفن الممكن " السياسة" لتنفيذ  السوء الذي يريدونه لمصر. والآن في تلك الساعات الحرجة التي تمر بها يداعبوا" الأقباط" ويدعوهم لمقاطعة المشاركة باستحقاق الانتخابات الرئاسية تحت دعاوي الثأر ل"مذبحة ماسبيرو" وحقيقة تلك المداعبات القائمة على التجارة بالدم وبآلام البسطاء من الأقباط،لا تهدف للحق والحقيقة أو المنطق أو العقل،وإنما تهدف للمزيد من الانحدار والتدني للمجموعة المصرية المسيحية داخل مصر – أعني الانحدار في تحقيق المواطنة الكاملة بين المصريين وحق دماء شهداء الأقباط بماسبيرو 2011- وأشعر بالأسف حينما أجد من يقوم بتغذية تلك المداعبات القذرة سياسيًا للأقباط.

أدعو الأقباط ليتذكروا كيف هجمت الجحافل الإخوانيه على الكنائس يوم 14 أغسطس 2013، عندما قرر الجيش والشرطة معًا فض اعتصام الشر "رابعة والنهضة" وقاموا بحرق وهدم أكثر من 100 كنيسة ومنشأة قبطية في جميع أنحاء مصر، لنتذكر الصعيد جيدًا وكم جرائم القتل على الهوية الدينية به بأيادي إخوان الشر وأعضاء الإرهابية،لنتذكر من تم خطفه وسفك دمه لا لشيء سوى كونه مسيحي،لنتذكر القبور التي نبشتها أعضاء الإرهابية بالصعيد وأخرجت عظام المسيحيين لحرقها،لنتذكر أن بلادنا في وضع هو في حقيقته اختيار مفترق الطرق،إما أن نكون أو لا نكون ونسقط جميعًا وننتهي.يمكننا عندما نُعلى من شأن الدولة بمؤسساتها أن نأخذ حق من أهدر حقه بقبح طائفي،وعندما نهدم بأيدينا ما بقي من الدولة بعد ثلاث سنوات تخريب،لن نجد مكان للعيش أو أخذ حق من مات غدرًا.

الغرب يدعم أعضاء الإرهابية،لأنهم- أعضاء الإرهابية- يخدموا مخططهم لشرق أوسط جديد مُقسم،ولا تهتز لذلك الغرب" شعره " واحدة عندما يسفك دماء أبنائنا سواء كان دمهم المسفوك غدرًا بسبب طائفي ديني أو غير ذلك،فلا داعي لأن نقف نحن الأقباط في ذات خندق الغرب وجماعته الإرهابية داخل مصر،نحن نُريد أن نعيش داخل مصر الوطن القوي بمؤسساته،ولا نقف عند صورة واحدة من التاريخ.

30 يونيو كان بقيادة الشعب المصري،وإعتمادًا على الجيش تلبيًا لرغبات الشعب المصري، للتخلص من الجماعة الإرهابية، حيث تم وضع" خارطة الطريق" أنجز منه الكثير ولم يتبقى إلا الخطوة النهائية، وهى انتخاب رئيس الجمهورية.وبإكمال خطوة الرئاسة تلك يكون قد قُضى على الأخوان بالضربة القاضية،وسقطوا في حلبة الملاكمة السياسية لجيل كامل، ولكن يوجد من يحاول بكل الطرق منعهم الترنح والسقوط في الجولة الأخيرة، ويدعون لمقاطعة الانتخابات لإسقاط ثورة 30 يونيو، وإظهارها وكأنها "انقلاب عسكري" وكأن مشاركة المواطنين في إسقاط أعضاء الإرهابية مجرد "فوتو شوب".

بدأت الانتخابات منذ أمس، وظهر أن الإقبال اقل من المتوسط،أو بمعني أدق غير المتوقع على لجان الانتخابات، حيث بذلك شعر أعضاء الإرهابية بالدعم  وأصدروا البيانات موجهين رسائلهم لحليفهم الغربي مؤكدين أن 30 يونيو كان إنقلابًا وليس ثورة شعبية حقيقية،وإلا فأين الشعب من استحقاق الرئاسة.

 الكتلة التصويتية للأقباط تقدر ب 6 مليون ناخب، وهى كتلة صلبة مؤثرة، بمشاركتها سوف توجه رسالة كبيرة للغرب وتساعد في توجيه القاضية للجماعة الإرهابية، التي لو ساء الحظ واستطاعت أن تتقلد أمور البلاد مرة أخري عبر "مرشح بعينه"  مرة أخرى فسوف يعانى الأقباط ويسقط منهم الكثير من الشهداء على أيدى الإرهابيين الذين لا يتورعون أن يتخلصوا بكل الطرق الوحشية من وجودهم لكونهم العقبة الباقية لتحقيق حلمهم فيما يسمي الـ" الخلافة الإسلامية".
 أن المطالبة بتحقيق نزيه لما حدث في ماسبيرو 9 أكتوبر 2011 مطلب عادل يجب على الإدارة القادمة أن يكون محل اهتمامها وأولياتها بلا تقاعس. 
يا أقباط مصر: نحن هنا بمصر أقوياء لا نخاف إلا من الله،ولا ينبغي لنا أن نترك مصرنا الحبيبة فريسة سهلة لأيادي المتربصين لها لتدميرها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter