الأقباط متحدون - مع الكرازة.. أحب الله البشرية كلها لكن البشرية تمردت عليه
أخر تحديث ٠٧:٠٠ | السبت ٢٤ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٦ | العدد ٣١٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مع الكرازة.. أحب الله البشرية كلها لكن البشرية تمردت عليه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نوعان من البشرية : بشرية أحست بضعفها فقبلت الخلاص ، وآخرى تتباهى بقوتها ورفضت الخلاص

عرض / سامية عياد
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك من يؤمن به" ، هذا هو الدافع الذى تممه الرب بابنه الوحيد على الصليب ، لكن إذا كان الدافع الحقيقى وراء فداء الرب لشعبه هو محبته لهذا الشعب ، فلماذا يصرح الرب أنه أحب يعقوب وأبغض عيسو؟ حينما قال "أحببتكم قال الرب وقلتم :بما أحببتنا ؟ أليس عيسو أخا ليعقوب ، يقول الرب ، وأحببت يعقوب وأبغضت عيسو" .

نيافة الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار يحلل هذا الموقف فى مقاله "أحببتكم قال الرب" قائلا : هناك صفات اتسم بها كل من يعقوب وعيسو من أجلها صار هذا القول ، فكل منهما يمثل نوع من البشرية ، يعقوب كان إنسان كاملا يسكن الخيام ، بينما عيسو كان إنسان يعرف الصيد ، إنسان البرية ، وهنا يظهر الفرق بين الأخين ، يعقوب يمثل البشرية فى صورتها الهادئة الوادعة الكاملة المهيأة لسماع كلمة الله ، أما عيسو فيمثل البشرية فى صورتها الوحشية المتمردة العاصية ، يعقوب يرمز للبشرية المتكلة على الرب ، التى ترمى البذار فى الأرض وتنتظر البركة من الرب لينمى هذه البذار ، وعيسو يرمز للبشرية التى تتباهى بقوتها وتعيش على اقتناص ما لا تملكه .

يقول الرب "لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة الى التوبة" ، لقد أتى السيد المسيح من أجل البشرية التى تحس بضعفها واحتياجها ، التى تقبل الخلاص بكل خضوع ورضى ، لكن دعوته لم تصل لآذان البشرية المتمردة التى رفضت سماع كلمته ، وأحست بعدم أحتياجها له "طول النهار بسطت يدى الى شعب معاند ومقاوم".
الله أحب البشر كل البشر وبذل ذاته من أجل الإنسان كل إنسان ، فالمشكلة تكمن فى الإنسان وليس الله ، البشرية التى تمردت عليه ونطقت بعجرفة مع عيسو قائلة "ها أنا ماضى الى الموت فلماذا لى بكورية؟"، أى أننى لست فى احتياج لبركات النبوة لهذا الإله ، أما البشرية التى أحست بضعفها ، فقد قبلت الخلاص وإن كان لاتستحقه فمدحها الله فى شخص يعقوب قائلا "باركته نعم ويكون مباركا".

ليتنا نشعر بقيمة الحب العجيب الذى أحبه الرب لكل البشرية ، ونقبل إليه بروح منكسرة خاشعة خاضعة تحتاج الى التوبة والخلاص ، ونكون مهيأين دائما لسماع كلمة الله فى هدوء ووداعة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter