بصرف النظر عمن سوف يفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، أرجو أن يتم التعامل مع نتائج هذه الانتخابات بشكل حضارى ومحترم.
كل انتخابات تنتج عنها جراح وخسائر، لكنها فى نهاية الأمر يجب أن تكون اختلافات موضوعية بعيدة عن الثأر الشخصى.
لذلك أتوقع وأدعو الله أن يقوم المرشح الخاسر بالاتصال هاتفياً بالمرشح المنتصر، مهنئاً إياه بالفوز، معلناً أنه سوف يقدم كل الدعم هو وأنصاره من أجل إنجاح تجربة الرئيس الجديد الشرعى المنتخب.
فى الولايات المتحدة الأمريكية يبدأ المرشح المهزوم بعمل مؤتمر صحفى عقب النتيجة، معلناً هزيمته وفوز خصمه، ولكى يخبر الرأى العام أنه منذ دقائق قام بالاتصال بمنافسه مهنئاً إياه بالفوز.
أما منطق أن الانتصار كان زائفاً، وأن الانتخابات تم تزويرها، وأنه لا يعترف بالفائز، مشككاً فى نتيجة الانتخابات، وبالتالى فى شرعية العهد الجديد، فإن هذا الأمر سوف تكون له تداعيات شديدة الخطورة على النظام السياسى بأكمله.
وعلى الفائز أيضاً أن يعلن أنه يشكر من أيده ومن أعطى صوته لخصمه، وأنه منذ هذه اللحظة هو رئيس لكل المصريين المؤيد والمعارض والممتنع على حد سواء.
وأتوقع وأتمنى على الرئيس الجديد أن يمد يده للتعاون مع منافسه، سواء كان موقع المنافس مع أو ضد برنامج الفائز.
العلاقات بين القوى السياسية هى إما مؤيدة أو فى موقع المعارضة أو فى موقع الحياد، وفى جميع الحالات يتعين على الجميع أن يفرق موضوعياً بين الشخص وموقفه السياسى. فى عهد الرئيس الأسبق دخل الدكتور أيمن نور السجن؛ لأنه ترشح أمام رئيس البلاد، وفى عهد الرئيس السابق قُدِّم الفريق أحمد شفيق إلى المحاكمة فى قضية برَّأه القضاء فيها.
يجب ألا يكون هناك قصاص سياسى، ولكن يجب أن تسود روح العدالة فى ظل دولة القانون.
أسوأ ما يمكن أن يعيب أى تجربة سياسية هى حالة الثأر السياسى والثأر المضاد؛ لأن ذلك يُدخل البلاد والعباد فى دائرة مفرغة لا تنتهى من الفوضى والارتباك.
لذلك أدعو الله أن نكون على مستوى الحدث السياسى الكبير.
نقلا عن الوطن