الأقباط متحدون - دير سانت كاترين درة سيناء وملتقي الأديان (3)
أخر تحديث ٠٧:٥٥ | الجمعة ٢٣ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٥ | العدد ٣١٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دير سانت كاترين درة سيناء وملتقي الأديان (3)

بقم: لطيف شاكر
دير سانت كاترين يعد حالة دراسية فريدة من عدة جوانب فهو مؤسسة دينية قديمة استمرت وازدهرت حتى بعد دخول الإسلام إلي مصر وهو إلي جانب أخر، قد حصل علي أوامر وفرمانات ومراسيم من عدد كبير من حكام مصر منذ الفتح الإسلامي لمصر مرورا بالخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والأيوبيين والمماليك وانتهاء بالعثمانيين،وجميعها قد أكدت علي حماية الدير وعدم التعرض للرهبان. واللافت للنظر هو حرص الرهبان علي الحفاظ علي أصول تلك الاوامر والفرمانات والمراسيم, لدرجة انها شكلت أرشيفا ضخمًا ونادرًا من الوثائق التي ترجع الي عصور مختلفة يندر أن تتجمع في مكان واحد, هذا بالإضافة إلي مايحتويه الدير من مكتبة ضخمة تضم مجموعة من اندر المخطوطات المسيحية التي كتبت باللغة العربية.
المسطر بعالية مقدمة كتاب دير سانت كاترين في العصر العثماني للباحث د.عبد الحميد صبحي ناصف.أما الضجيج الفارغ والأكاذيب المضللة التي شنها العميد السابق احمد رجائي  وجماعته علي الدير ورهبانه تثير الدهشة  وتدعو إلي الاشمئزاز،  فبدلا ان يؤكدوا  بالأدلة والإثباتات دعاويهم الكاذبة المرفوعة ضد الدير, راحوا  يتجنوا علي الرهبان بأمور وهمية واكاذيب واهية يرفضها المسلمون قبل المسيحيين ويمثل  إفلاسا لحجهم ،وحيلة الفاشلين الذين  لادليل لهم سوي الهجوم التتاري علي دير مسيحي منذ القرن الرابع لغرض دنئ سوف أفصح عنه نهاية المقال .

  ويهمني ان اوضح للقاصي والداني مهاتراتهم الكيدية وعدائهم الشخصي وتعصبهم المقيت للدير ورهبانه  ليدرك  الجميع مدي تفاهة هؤلاء الكاذبون  :
-ادعوا أن قبيلة بأكملها أطلق عليها الدير بأنهم خدام  
-ان رهبان الدير كتبوا كتابا يهاجم الإسلام والتهمة أنهم كتبوا محمد صاحب الشريعة الإسلامية
-دخل الدير سنويا من 500 الي 600 مليون دولار زيدت أخيرا من احد أعضاء حزب الاستقلال المحظور وهو احد رجال  العميد المقيم الدعاوي  إلي مليار ولا نعرف غدا ماذا سيكون المبلغ المراد
-ان الاتحاد الاوربي يشرع في مد الدير بالمياه العذبة وخصص مبالغ لهذا الغرض.
-ان الرهبان عملاء للموساد
ويلاحظ القارئ ان هذه الاتهامات لاتمت بصلة إلي القضايا الأساسية وهي كما يزعموا,  تعديات الدير علي أراضي سيناء وتغيير معالم وأسماء الجبال والمناطق السياحية وهي ادعاءات كاذبة وتم دحضها من هيئة الاثار والجهات المعنية, وهذا موضوع مقالنا القادم .
-اما الرد علي البند الاول: ان ادبيات المسيحية ان يسمي كل مايعمل في حقل الخدمة ان كان اكليروس او علماني بانهم خدام للرب
وان هذه القبيلة الجبالية نزحت في القرن السادس من اليونان وتخومها  بأوامر من الإمبراطور جوستيان لحماية الدير من البدو والبربر وهم يعتبرون من عائلة الدير لذلك فهم يديرون الدير مع رهبانه وأسقفه.
اما البند الثاني فمردود عليه فحينما يقولوا محمد صاحب الشريعة الإسلامية فهو  تمجيدا لشخص الرسول الذي لايحتاج الي تعريف وليس اهانة  مثل موسي صاحب الشريعة الموسوية والمسيح صاحب الشريعة المسيحية والثقافة الغربية لأتعرف تذويق الكلام والتبجيل والهجاء كما في الثقافة العربية.

اما إيرادات الدير فهم يحاولون استفزاز الشعب بالأكاذيب، وأصبح مزادا كل منهم يزايد علي دخل الدير وكأنهم جهاز محاسبات او مسئولون عن حسابات الدير في حين ان الدير لايتقاضي رسوما للمبيت وفقط يعيش علي تبرعات الزائرين وكما تقول الحكمة القضائية :البينة علي من ادعي.
ومن المضحكات المبكيات ان الاتفاق علي مشروع مد  المياه للدير  يتم بين الدولة المصرية والاتحاد الاوربي ولادخل للدير في هذه المعاهدة, كما انه يشمل  مد منطقة سيناء بالكامل بالمياه العذبة وليس الدير فقط, علما بأن سكان سيناء يعانون اشد المعاناة من ندرة المياه العذبة  , وحتي تاريخه لم يتم البدء في هذا المشروع.

اما البند الأخير فيحتاج أن نوضح  الدور الوطني للدير حتي يدرك الجميع وطنية رهبان الدير:
-يقول احسان عبد القدوي في كتابه ايام شبابي إصدار هيئة الكتاب عام 97 ص87 موقف رائع وهو معاونة الدير للسلطات المصرية بما يملكه من وثائق تاريخية في اثبات مصرية مدينة طابا وكانت الخرائط التي قدمها الدير وثائق اساسية لاسترداد مدينة طابا
-يذكر د.ناصف عبد الحميد صبحي في كتابه دير سانت كاترين ص219 انه حدث اثناء حرب يونيو 67 ان موشي ديان جاء الي الدير واتخذه ثكنة للبوليس الحرب وفتش الدير بحثا عن الجنود المصريين فعمل الدير علي ابعادهم عن مكان الطاحونة المهجورة حيث يقبع احدي عشر جنديا وضابطان منسحبان من الطور وفتح لهم الرهبان بابا سريا تسللوا منه ونجوا بحياتهم.
-اوضح الشيخ راشد الجبالي رئيس قبيلة الجبالية ان موشي ديان عام 67طلب من القبائل العربية بتدويل سيناء الا ان رئيس الدير اجتمع بشيوخ القبائل وأقنعهم برفض تدويل ارض سيناء وقال ان سيناء ارض مصرية لانتفاوض عليها
-يسرد الاب غريغوريوس ان الدير تصدي لاسرائيل وقت احتلال سيناء ورفض اقامة اي مستوطنات بالمنطقة
-قام الاب موسي السينائي وهو ناسك متعبد ببناء مائة منزل للعائلات البدوية كانوا دون مأوي وذلك  من عائد بيع منتجات الدير.
-يقول د.عبد الرحيم ريحان  في كتابه سيناء ملتقي الأديان ص75: ولايزال الدير يمارس دوره الحضاري حتي اليوم ويحظي برعاية الدولة فهو مسجل كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي بقرار وزير الثقافة رقم 85 لسنة 1993 كما تم تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو عام 2002
وفي هذا الصدد اقدم شكري للقضاء المصري الحالي الذي حكم لصالح الدير في ال71 جنحة المقامة من رئيس مجلس المدينة المقال من محافظ جنوب سيناء بسبب تجنيه علي الدير ورهبانه كذبا وانضم بدوره الي عصابة  العميد رافع القضايا الكيدية وذلك  بعد حكم القضاء الإخواني السابق ضد الدير.

اما الهدف من وراء الادعاءات الكاذبة والافتراءات المضللة فهي كالأتي:
مقدمة لحرب تتارية ضد الأديرة المسيحية حاملة التراث المصري القبطي
تنفيذ أجندة الإخوان المسلمين  لإقامة إمارة إسلامية بالمنطقة الجنوبية إضافة للشمالية
دغدغة مشاعر الشعب المصري وزرع الفتن الطائفية ونشر الفوضى بالبلاد
اثارة القلاقل مع الدول الصديقة الداعمة لمصر كاليونان وروسيا
افشال مشروع مد منطقة سيناء بالمياه العذبة تمهيدا لحروب القبائل
وسوف أوضح كل هذه البنود بالتفصيل في مقالات قادمة


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter