الأقباط متحدون - الأقباط في برنامج المشير
أخر تحديث ١٣:١١ | الجمعة ٢٣ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٥ | العدد ٣١٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأقباط في برنامج "المشير"

المشير عبد الفتاح السيسي
المشير عبد الفتاح السيسي

 بقلم - نعيم يوسف

لا شك أن المشاكل التي يعاني منها الأقباط كانت عمالا أساسيا، في صدع العلاقة بين الأقباط ومؤسستي الرئاسة في أواخر عصر مبارك، وعصر محمد مرسي، حيث دفعت تفجيرات كنيسة "القديسين" الأقباط للخروج ضد مبارك، بدأت منذ أول عام 2011 ووجدت ضالتها المنشودة في 25 يناير من نفس العام، كما أن الهجوم على الكاتدرائية بالإضافة إلى العديد من الحوادث الطائفية، وإحساس الأقباط بأن الإخوان وأنصارهم هم العقل المدبر لهذه الأحداث، والعداء الظاهر من مؤسسة الرئاسة ضد الكنيسة القبطية، والتهديدات الواضحة الصريحة هي أيضا دفعت ملايين الأقباط للخروج ضد حكم الإخوان لدرجة أن كثرة أعدادهم، جعلتهم يتصدرون المشهد السياسي. 
 
ونحن على أعتاب قصر رئاسي جديد، يحاول كلا المرشحان، حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي استمالة أصوات الأقباط، ولكن كل بطريقته، والحقيقة أن صباحي يحاول استمالة الأقباط بطريقة تقليدية وهي الوعود بعدم التمييز وبناء الكنائس، وضرورة محاربة الفكر الديني المتطرف "من الجانبين" – كما يرى صباحي - وهي أيضا مشاكل يعاني منها الأقباط ويحتاجونها، ولكن على ما يبدو أن "المشير" يرى المشكلة على أرض الواقع بطريقة أفضل ويرى أولويات هذه الفئة – أي الأقباط – جيدا، وهي تتلخص في "الوجود أو عدم الوجود". 
 
لقد نشأت مشكلة كبيرة بين الأقباط وحكم الإخوان، ولابد هنا أن نقول أنها مشكلة وليست معركة، فالمعركة الطرفان يتحاربان، أما المشكلة فيعاني منها طرف واحد وهو الأقباط، فقط، وهي إحساسهم بالخوف على مصيرهم ووجودهم من هذا الحكم الذي لا يرى فيهم شركاء للوطن، بل مجرد "أسرى يجب أن يدفعوا الجزية"، وذلك ليس طبقا للتصريحات الدبلوماسية لقادة الإخوان، ولكن طبقا للفكر الإخواني القطبي – والذي يعرفه جميع المسيحيين باستثناء بعض النخبة والنشطاء الذين يغضون الطرف عن ذلك – وقد أكدت مشاعرهم الأيام، بما رأوه من تعقب في كنائسهم وبيوتهم في مصر وليبيا وما يرونه من معاملة للمسيحيين في سوريا. 
 
وهذه المشكلة الأساسية يدركها المشير جيدا، وعلى عكس صباحي الذي يدافع عن حقوق الإخوان "المظلومين" لا نجد السيسي يصرح إلا باستعادة الأمن وتطبيق القانون على الجميع، وهو "الهدف الأول" للأقباط وهو العيش بأمان، بعد أن كانت بيوتهم في حد ذاتها مهددة. 
 
بالإضافة إلى ذلك فإن برنامج السيسي لم يصرح بأنه سوف يسن قانونا واحدا في صالح المسيحيين أو كنائسهم، وترك المسؤولية في ذلك على الإعلام والأزهر لتهيئة الجو والبرلمان لسن التشريعات، وعندما تحدث عن إصلاح الخطاب الديني لم يتحدث عن الكنيسة إلا عندما قال "دعوة الكنيسة المصرية (لاستكمال) دورها الوطني"، وهو ما يؤكد معرفته لعمق المشكلة وهي أن الخطاب الديني المتطرف لا يأتي من قبل الكنيسة بل أكد أن موقف الكنيسة الأقباط الذي وصفه بـ"الوطني والواعي" سوف يذكره التاريخ، وذلك عكس ما صرح به صباحي بأن الخطاب المتطرف من الطرفين في مغازلة سياسية لأنصار هذا التيار من المتطرفين وكأنه يقول أن اللوم لا يقع كله على تيار واحد بل يتحمل الأقباط جزء منه، ولذلك فإن الأقباط – وهم التيار الأكثر تصويتا، ووعيا سياسيا- يدركون جيدا أولوياتهم، ويعرفون الطريق لتحقيقها!ٍ
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter