قائد عملية الكرامة يطالب بتشكيل مجلس أعلى لرئاسة الدولة
الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا
النظام الليبي يستعين بـ"درع ليبيا"
كتب – نعيم يوسف
تصاعد الأزمة وأخر المستجدات
يوما بعد يوم تزداد الأزمة في ليبيا تعقيدا، حيث أفادت وسائل إعلامية أن دخلت قوات من "درع ليبيا" إلى العاصمة طرابلس قادمة من مصراتة، الخميس، استجابة لدعوة المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، وتضم "درع ليبيا" مجموعة كتائب لها قواعد في بنغازي التي بدأت فيها الانتفاضة الليبية عام 2011، وهي من الجماعات المسلحة التي اعتمدت السلطات - التي تعتبر ما يقوم به حفتر انقلابا - على مساعدتها في حفظ النظام.
وأكدت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن هذه القوات تمركزت في منطقة صلاح الدين وسط العاصمة الليبية، وأنها أبدت جاهزيتها لمواجهة ما تعتبره "أي مساس بالسلطة الشرعية"، في إشارة إلى القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.
حفتر يطالب بتشكيل مجلس رئاسي مدني
ومن جانبه طالب اللواء خليفة حفتر – قائد الجيش الوطني الليبي، الذي يقوم بعملية "الكرامة" - المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا بتشكيل "مجلس أعلى لرئاسة الدولة يكون مدنيا" يتولى الإشراف على مرحلة انتقالية جديدة في ليبيا، وتتركز مهامه في تكليف حكومة طوارئ انتقالية، والإشراف على الانتخابات.
اجتماع طارئ للجامعة العربية
هذا، وتقوم الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية اليوم على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تطورات الأوضاع الليبية بناء على طلب الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي.
وقال إن العربي سيطلع المندوبين الدائمين على نتائج اتصالاته الأخيرة بشأن الوضع في ليبيا ودعم مهمة ناصر القدرة مبعوث الأمين العام هناك، مضيفا، أن مصر واصلت اتصالاتها ومشاوراتها أمس مع دول الجوار، في إطار مساعيها لوقف التدهور الأمني في ليبيا.
حقيقة الدعم المصري
وفي تصريحات له أكد حفتر أنه لم يتلق أي دعم من مصر أو جهات خارجية، متمنيا لقاء المشير عبد الفتاح السيسي، باعتباره رجلا عسكريا ذا كفاءة عالية، وسيقود مصر إلى الاستقرار، مشيرا إلى أن "عملية الكرامة" التي تشنها قوات عسكرية موالية له تهدف إلى تطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح حفتر أن الإخوان المسلمين في ليبيا شكلوا جماعات كبيرة جدا من الإسلاميين المتطرفين، ومنحوهم جوازات سفر ليبية، لافتاً إلى أن مصر كثيراً ما شكت من هذا الوضع، مؤكدا، أنه عندما انفجرت هذه القضية في مصر، "تفتحت عيون الليبيين، وعرفوا حقيقة الإخوان المسلمين".
رؤية المشير عبد الفتاح السيسي
أما المشير عبد الفتاح السيسي فيرى أن الأزمة الليبية الحالية تكمن في أن ليبيا تواجه مخاطر سقوط الدولة وليس سقوط نظام والغرب مسؤول أمام التاريخ، لأنه لم يكمل المهمة، وكان لابد من جمع السلاح في ليبيا وتعزيز القوى الأمنية، مشيرا إلى أن مخازن السلاح الليبي عرضة للتهريب إلى مصر، والغرب تجاهل وجود السلاح وتركه خارج السيطرة، مضيفاً: ''لا توجد في ليبيا سيطرة على الحدود مع مصر. ليبيا أضحت بؤرة جذب للتطرف والإرهاب. الغرب والعرب معنيون بمساعدة ليبيا لتتجاوز المشكلة، فلا يجوز أن نترك ليبيا بؤرة جذب للتطرف. لا يجوز أن نسمح بتحول ليبيا لمركز تصدير للتطرف''، مؤكدا أنه لابد من تحقيق استقرار أمني سريع في ليبيا.
الخارجية المصرية
ومن جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، أهمية وقوف مصر إلى جانب ليبيا للخروج من الأزمة التي تعانيها، حيث تسعى مصر إلى إنهاء الانقسام بين الفرقاء في ليبيا، مشيرًا إلى الاتصالات العديدة التي يجريها وزير الخارجية في هذا الشأن، ومنها اتصاله بوزراء خارجية السودان وتشاد والجزائر وتونس والإمارات والسعودية.
القوات المسلحة المصرية
وعلى الصعيد العسكري قالت مصادر إن وزارة الدفاع المصرية أصدرت تعليمات مشددة بمتابعة أحوال المصريين الموجودين في ليبيا، والاستعداد التام للتواصل معهم، وتقديم يد العون في حال تدهور الأوضاع أكثر من ذلك أو وجود تهديد لحياتهم.
وأكدت المصادر في تصريحات لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، نشرتها في عددها الصادر اليوم الخميس، أن الجيش المصري دفع بتعزيزات مكثفة من رجال حرس الحدود والصاعقة إلى جانب تكثيف الطلعات الجوية لتمشيط الحدود باستمرار ضمن أوقات زمنية متقاربة.
الموقف الإخواني
أما على الصعيد الإخواني فقد حذر داعيتهم "الشيخ يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أي عنف مسلح على أرض ليبيا رافضين "محاولة استخدام العنف على أرض ليبيا أو الترويج له أو تبريره، مؤكدين أن استخدام السلاح خارج نطاق الحق والشرعية لم يأت بالخير يومًا من الأيام لا ليبيا ولا لأي دولة في عالمنا الإسلامي والعربي مطالبين الشعب الليبي بتوخي الحذر من كل من يستخدم قواعد الخداع الاستراتيجي ضد قضيتهم العادلة، أو يستخدم مصطلحات مطاطة على غير حقيقتها، كالحرب على الإرهاب وغيرها، بهدف السطو المسلح على السلطة ومن ثم النيل من حرية الليبيين التي استردوها بالثورة والدماء الطاهرة.
كما حذر الاتحاد العالمي القوى المتلاعبة بثورات الربيع العربي بأن انفجار الشعوب سيكون رهيبًا ومزلزلاً، لأنه انفجار يبحث عن حرية واسترداد إرادة وكرامة طالما سعت قوى إقليمية وعالمية للحيلولة دون هذا الاسترداد الذي حان وقته.
تضارب في تونس بشأن تحديد الموقف
وبالنسبة إلى تونس التي شددت إجراءاتها الأمنية على حدودها مع ليبيا المضطربة، أنها اعتقلت ثمانية إسلاميين قادمين من ليبيا كانوا يخططون لتفجيرات في تونس، وقالت وزارة الداخلية التونسية إن "الإسلاميين الثمانية وصلوا من ليبيا وكانوا يخططون لاغتيال مسؤولين أمنيين وشن هجمات على مؤسسات حكومية"، ولم تذكر تفاصيل عن جنسيتهم، مضيفة، إن "المعتقلين تلقوا تدريبات على المتفجرات والسلاح في ليبيا".
كما وجهت أطراف سياسية في تونس انتقادات لاذعة للرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، غداة إصداره بيانًا وصف فيه الأحداث الجارية في ليبيا بالانقلاب على الشرعية، ما اعتبر تدخلًا في شئون دولة جارة من شأنه أن ينعكس بالسلب على تونس.
وقد جاءت الانتقادات هذه المرة من إحدى مؤسسات الدولة المتمثلة بوزارة الخارجية، حيث وجه وزير الخارجية المنجي الحامدي في تصريحات إذاعية انتقادات مبطنة للمرزوقي الذي أحدث خرقًا لثوابت السياسة الخارجية التونسية.
الموقف الدولي من عملية "الكرامة"
وعلى الصعيد الدولي فقد امتنعت الأمانة العامة للأمم المتحدة عن وصف الأحداث الأخيرة في ليبيا بأنها محاولة انقلاب، لكنها اعتبرت أن أعمال العنف لا تساهم في تطبيع الوضع في البلاد، وقال ستيفان دوجاريك - المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة - ردًا على طلب الصحفيين التعليق على الوضع في ليبيا: "شهدنا أعمال عنف مسلحة ضد أجهزة الأمن، وذلك لا يساعد في تطبيع الوضع".