الأقباط متحدون - زحام الاشياء !
أخر تحديث ١٤:١٩ | الخميس ٢٢ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٤ | العدد ٣١٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

زحام الاشياء !

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : مايكل دانيال
كان هناك شخصاً ما ، عليه ان يقوم برحله لمدة يومان فقط ، اخذ يحضر حاجياته قبل موعد الرحله بيوم كامل .. بالطبع لم ينس كاميرا التصوير الخاصة به و الشاحن الخاص بتليفونه المحمول ، كما لم ينس ايضاَ جهاز الكمبيوتر المحمول ..

اخذ يرص حاجياته في عنايه الي جانب ما يلزمه من الملابس و غيرها .. و اخذ يرص الي جانب ذلك بعض حاجياته الخاصة و التي (ربما سيكون بحاجة اليها) !

جاء يوم السفر ، وقف علي الرصيف في محطه القطار الي جانب زملاؤه في الرحله و هو يضع الي جانبه حقيبه (كبيرة و ثقيله) ارهقت ظهره من حملها !
حمل حقيبته الثقيله بعد ان وصل الي وجهته ، ثم استقل حافله كانت بأنتظاره هو و اصدقائه لتقلهم الي الفندق ، صعد الي الغرفه المخصصه له فور وصولهم ، ثم فتح حقيبته و اخذ يرص حاجياته بعنايه في الدولاب ، و هو الامر الذي استغرق منه الكثير من الوقت و الذي لم يتح له فرصه التأمل في لوحات ثمينه زينت جدران الغرفه ، ثم نزل بعد ان انتهي الي البهو ليلتقي بأصدقائه كما هو متفق عليه ..

ركب معهم الي الحافله و التي ستقلهم الي اول مكان سياحي في برنامج الرحله ..
اخرج الكاميرا الخاصه به ليلتقط مجموعه من الصور التذكاريه و لكنه أكتشف ان بطاريتها فارغه ، كما اكتشف انه نسي الشاحن الخاص بها بعد ان فتش عنه كثيراَ في حقيبه الظهر التي يحملها !!

كان مهموماً بعض الشيء و حاول ان يعود الي الفندق ثانياً ليٌحضر الشاحن الا ان ذلك لم يكن بالشيء المسموح به ، لم يجد أمامه شيئاَ سوي محاوله الاستمتاع ببرنامج الرحله قدر استطاعته بدون الكاميرا !

عاد ليلاً الي الفندق بعد انقضاء اليوم الاول كاملاً في الخارج ، ثم اخذ فور وصوله في افراغ  حقيبه الظهر التي كانت بحوذته مما بها من اشياء لم يستخدم أي منها و بالطبع لم ينس ان يضع بطاريات الكاميرا علي الشاحن  !!

مر اليوم الثاني سريعاً كاليوم الاول ، و جاء وقت الرحيل في اليوم الثالث صباحاً ..
اخذ يٌخرج اشيائه - التي لم يلمسها طوال فتره الرحله - من الدولاب و هو يرصها بعنايه في حقيبته الكبيرة ، ثم نزل الي بهو الفندق استعداداً لركوب الاتوبيس الذي سيقلهم الي محطه القطار استعدادا للعودة الي مدينته !

تلك القصه الوهميه و التي نسجها خيالي ، تُشبه الي حد كبير قصه حياه كل منّا ، حيث اننا غالباً ما نُضيع الكثير من الوقت بحثاً عن ما لم و لن نستفيد منه يوماً ، و كثيراً ما نٌرهق انفسنا بحملِ تنوء به ظهورنا ، كما نرهق اذهاننا بالتفكير حتي يٌتخم ، مثله مثل الحقيبه الثقيله الموجودة في القصة و غالباَ ما يكون الناتج هو أرق و ارهاق دون طائل و هو ما يجعلنا ننسي ملامحنا وسط زحام الاشياء و يضيّع منا سعادة خٌلقنا لاجلها ، حيث ان زحام الاشياء من حولنا هو ما يجعلنا ننشغل عن الاستمتاع بكل ما هو جميلاً في حياتنا !!

نقطة و من أول السطر :
لا أحد ينكر أهميه الكثير من الأشياء الموجودة بحوذتنا ، و لكن لنفكر فقط في امتلاك ما نحتاج اليه بالفعل حتي لا ننشغل بالكثير مما هو حولنا فتضيع ملامحنا وسط زحام تلك الاشياء .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter