الأقباط متحدون - تحيا مصر
أخر تحديث ٠١:٤٠ | الخميس ٢٢ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٤ | العدد ٣١٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تحيا مصر

تحيا مصر
تحيا مصر

من الظواهر التى لاحظناها لسنوات طويلة اختفاء تحية العلم، أذكر عندما كان يرتفع صوت أحد التلاميذ من زملائنا صارخا بصوته الرفيع، متقمصا إحساسا بالرجولة يسعى لأن يصل إليه سريعا ولكنه يشعر بأنه إحساس يليق بمقام ندائه (تحيا جمهورية مصر العربية) ونرددها وراءه، أولادا وبناتا، كان البعض يصرخ بأعلى صوته حتى تنفر عروقه وهو يكرر النداء بمزيج من الفطرة والحماسة والطفولة التى تحاول تقمص حالة نضج ولو لحظات. مرت السنون وتراجعت هذه الظاهرة عن حياة أولادنا بعد أن كبرنا وأصبح لنا أولاد، مثل أمور كثيرة من حياتنا تراجعت قيمة النداء وحلت محلها حالة من الاسترخاء العام، هو انعكاس لحالة مجتمعية. لم يقف الأمر عند التخلى فى معظم المدارس عن نداء (تحيا جمهورية مصر العربية)، بل تجاوز الأمر إلى حدود استبدال هذه التحية بنداءات أخرى لا ترتبط بالوطن ولا تقوى نسيجه، وأصبحت هناك الطائفية ونداءات أخرى دينية، وفى الحدود الدنيا تجاهل لحضور الوطن فى طابور الصباح.

أظن أن اختيار حملة المرشح عبدالفتاح السيسى شعار «تحيا مصر» هو أكثر الاختيارات توفيقا وصدقا وذكاء، فالشعار ليس فقط شعار حملة ولكنه تحول بحق إلى شعار أمة، إلى رغبة أبناء وطن فى التحرك نحو إنقاذ هذا الوطن من سقوط يبدو حتميا لولا تحرك الجموع لتنفيذ عملية الإنقاذ. من الخطأ التعامل مع هذه الحالة بشكل سلبى من أى طرف، حتى لو كان معارضا لاختيار السيسى رئيسا.

قد يكون أهم ما يميز هذا المرشح هو تلك القدرة على جمع شتات أبناء الوطن خلف هدف رئيسى هو إنقاذه، ولذلك فإن من أهم ما أتوقعه هو أن الجميع بمن فيهم المعترضون سوف يصطفون فى عملية الإنقاذ، فالاختلاف على هذا المرشح ليس اختلافا جوهريا، والرفض ليس رفضا قاطعا، ولكنه اختلاف ورفض أراه ثانويا وليس جوهريا، ولذلك فإنه بمجرد نهاية الانتخابات نتوقع أن ينضم إليه حتى المعترضون.

وقد تكون هذه الحالة التى تعيشها مصر مناسبة تماما لإعادة الاعتبار لمفهوم التحية.. تحية الوطن. المتوقع الآن أن تعود جميع المدارس لتؤكد احترامها لمفهوم تحية العلم، وأن يعود التأكيد مرة أخرى على قدسية واحترام وتقدير علم الوطن. نتمنى أن يعود العلم والتحية إلى كل المدارس والساحات التى تربى أبناء هذا الوطن، ليأتى جيل جديد يُعلى قيمة الوطن والمواطنة (وتحيا مصر).

menawy@gmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع