كان يتكىء على صدر المسيح ، اختاره يسوع لكى ما يرعى أمه العذراء مريم وقت الصلب ، كتب عن نفسه ولم يذكر اسمه "التلميذ الذى كان يسوع يحبه" ، أنه القديس يوحنا الحبيب الذى كان ضمن الشخصيات المقربة من السيد المسيح ، أنه القديس الذى علمنا أن المحبة هى الطريق الى قلب يسوع .
 

قداسة البابا تواضروس الثانى يحدثنا عن هذا القديس قائلا : كان القديس يوحنا صيادا للسمك ، معنى اسمه الله يتحنن ، أبوه زبدى كان كبير الصيادين ، وأمه سالومى التى تمت بصلة قرابة للعذراء مريم ، أخوه يعقوب الكبير أول شهيد فى جماعة الاثنى عشر ، ليوحنا ألقاب كثيرة  منها : الرسول والإنجيلى واللاهوتى باعتبار أن إنجيله كله لاهوت، والرائى لأنه كتب سفر الرؤيا ، الحبيب لأنه كان التلميذ الذى يحبه يسوع ، رسول المحبة لأنه كتب كثيرا عن المحبة ، لما كبر وشاخ كان تلاميذه يحملونه ويضعونه أمام الناس ليعظ وكانت عظته ثلاث كلمات فقط "أحبوا بعضكم بعضا" .
 

لقد تمتع القديس يوحنا بموهبة قلبية جعلته يكشف حضور السيد المسيح كما فى معجزة صيد 153 سمكة ، عندما قضى سبعة من التلاميذ ليلة صيد فاشلة ولم يصطادوا سمكة واحدة ، ومع دخول النهار وقف المسيح على شاطىء بحيرة طبرية قائلا لهم ارموا الشباك فى جانب السفينة الأيمن فيجدوا سمكا وأطاعوه فأصطدوا سمكا حتى أنهم لم يقدروا أن يجذبوا الشباك من كثرة السمك ، فسألوا أنفسهم من هذا الذى قال لنا هذا؟ لكن يوحنا الحبيب فقط هو الذى صرخ وقال "هو الرب" ، لأن المحبة التى غمرت قلبه جعلته يتعرف على شخص المسيح . 
 

كتب يوحنا الحبيب إنجيله و ثلاث رسائل وسفر الرؤيا  ، كتب يوحنا إنجيله لأربعة أسباب أولا : لتثبيت المؤمنين، فقد كتب إنجيله بطابع لاهوتى وإيمانى ، لذلك فى بداية الإنجيل نجده يقول " فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" ، ثانيا : للدفاع عن الإيمان وتصحيح الأفكار الخاطئة التى ظهرت نهايات القرن الأول الميلادى ، ثالثا : لكى يعلمنا المحبة ، فمحور إنجيله كان فى كلمة واحدة وهى المحبة وكم أحبنا الله ، رابعا : تقديم كرازة الحياة الأبدية ، فيقول فى نهاية الإنجيل "وآيات أخرى كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم يكتب فى هذا الكتاب ، وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة أبدية باسمه" ، كتب ايضا الرسائل لكى نعرف كيف نحب الكنيسة وكتب سفر الرؤيا لكى نعرف كيف نحب السماء .

 

ليتنا نتعلم المحبة من هذا القديس يوحنا الحبيب فيلسوف المحبة ، لكى تمتلىء قلوبنا بالمحبة التى بها نكشف حضور المسيح .