بقلم : مينا ملاك عازر
حتى الإخوان في مظاهراتهم يعترفون أن الشعب المصري يحب المشير عبد الفتاح السيسي لا ينكر ذلك الحب إلا صباحي، هو الوحيد الذي يرى أملاً في أن ينتصر على السيسي، كنت أظن أن صباحي يترشح من غير أمل على أساس أن الترشح من غير أمل أسمى معاني الغرام، لكنه لديه أمل أن ينتصر ولا مانع في هذا فلا ينكر أحد عليه الأمل ولا الرغبة في النصر لكن ما ننكره هو إنكاره حب الغالبية للسيسي، وهو أمر لا محل للجدال، قل ما تشاء عن السيسي واحتمالية ديكتاتوريته وعدم وجود برنامج له لكن لا تغالط نفسك لا تنكر حب الناس له.
وحب الناس هو موضوعنا، هو محل نقاشنا، لأنني أخشى من الحب الجارف هذا إذ أننا كلنا نعرف أن من الحب ما يقتل، فربما حوله حب الشعب له ديكتاتوراً واثقاً من أن الشعب سيقبل منه أي شيء لأنه يحبه، فربما انصاع له الشعب في أي مطلب يطلبه لأنه يحبه، الحب أعمى يا سادة، ولا تنكروا هذا، والسيسي محبوب ولا جدال في هذا، الحب الجارف قد يصنع منه ديكتاتوراً يأمر فيطاع بأمر الحب نفذ يا شعب طلبي.
السيسي بيده سلاح حب الشعب، فهل يحسن استخدامه ويقوده نحو الأفضل؟ أم يتحول ذلك السلاح لخنجر في قلبه فيقوده نحو الهاوية، نحو الأمر فالطاعة، أظن ما يحكم كيفية استخدام حب الشعب هما شيئان أولهما أخلاق السيسي السامية البادية في أسلوبه في التعامل وأنه ليس من أولائك الذين ينجرفوا وراء التصفيق والهتافات، والشيء الآخر هو صلابة وعناد وجوهر هذا الشعب الثائر الذي لن يقبل أن ينحني رغم الحب، فإن قبل الانحناء فهو يستحق ما يجرى له، وإن لم يقبل فسيبقى حبه مقيداً للسيسي، وليس تصريحاً وترخيصاً بأن يفعل ما يشاء.
لهذا أشكر الله، أنه نزل وترشح صباحي ليقلص من شعبية طاغية ونتائج هائلة في انتخابات الرئاسة، قد كاد يحصل عليها السيسي لولا ترشح صباحي ولبعض الأدمغة الساعية وراء صباحي والكارهة للجيش والمدعين على السيسي بما لم يظهر فيه.
على كل حال رغم تخوفي هذا من حب الشعب وقلقي من تحويله السيسي لديكتاتور- بعد الشر- ورغم قلقي من أن يقتل حب الشعب السيسي ويهدم شخصيته السوية بسبب الحب القوي فيجعله أسير لهتافات وتصفيقات الجماهير، أقول ورغم كل هذا أنا لن أختار صباحي ولي في هذا أسباباً نلتقي بها المقال القادم - إن شاء الله- وكان لنا نشر.
المختصر المفيد الشعب هو الضمانة الوحيدة لمنع تحول أي شخص لديكتاتور.