بقلم : هانى رمسيس المحامى
منذ سقوط حسنى مبارك على يد ثوره الطبقات المتوسطة في مصر،ودخولنا فى حلبة الصراع السياسي مع مدارس مختلفة لحكم مصر، وأصبح المصرين يشاهدون حقيقة التناحر الحقيقي للساسة والسياسة المصرية على المياه الناصعة البياض؟
فهناك مدرسة اﻻسلام السياسي وثوابتها معروفه فهى تسعى لتكون مصر دولة الخﻻفه اﻻسﻻميه تخضع لتطبيق الشريعه اﻻسلامية في كافة قوانينها وشرائعها ..وان كان الحركات الإسلامية التي تعمل بالسياسة تنتهج آليات مختلفة لتحقيق ذلك اﻻ أنها تهدف لهدف واحد،وﻻ يدور في اى منها آية رؤى لدوله غير الدولة الدينيه بما لها وعليها من أفكار وتوجهات.ثم تأتى مدرسة المصالح التي حكمت مصر سنوات طويله وهى مدرسه لها جذور ممتدة مع النفس البشرية أينما وجدت، وفى فترة حكم مبارك ضعفت اﻻجهزه الرقابية أو تم تجميد دورها أو تم استمالة بعضها فكانت النتيجة أن أصحاب المصالح أصبحوا قوى اقتصاديه" اخطابوبتيه" متشعبة صعب على اى نظام إيقاف تقدمها السرطاني في جسد هذا المجمع بجسده الواهن وحتى اﻻن ممتد في خلايا وأعماق الجسد وﻻ نعرف متى سيخرج أو يشفى منه،أما المدرسة الثالثة فهي مدرسة المؤسسات العميقة المصرية بثوابتها الصارمة القوية التي ترى من خﻻلها أنها الحصن الذي حمى جدار الدولة المصرية من التآكل واﻻنهيار خصوصا في اﻻربع سنوات الماضية ،وما صاحبها من أحداث لم تمر على التاريخ الحديث لمكونات الدولة المصرية والتي كانت ترتكز على طبيعة المصرين وكيفية قيادتهم .لتظهر المدرسه التي فأجا بها الشعب المصري كل هؤﻻء المتصارعين.
ففجاها وجدوا الشعب يرفض الفرعون ويرفض اﻻقطاع الحديث ويرفض إهدار كرامته، فأجاها الشعب يتكلم عن المواطنة والحقوق وليس منح موﻻنا ولى النعم لقد فأجا المصريون دولة" مارى انطوانت" بانتفاضتهم .وﻻنها انتفاضة شعب نقى ..فاستطاع المنظمون أن يسرقوها مرتين ..مره عندما تولى سامي عنان وطنطاوي ظانين أنهم ملكوا زمام اﻻمر، ولكن النار تحت الرماد وظنوا أن الشعب عاد مستأنس مره أخرى. واستطاعت قوى اﻻسلام السياسي استغلال جهل تلك اﻻداره في فهم طبيعة المرحلة وفهم هؤﻻء الثائرون الجدد ،وهنا عندما ظهر جهل هؤﻻء بإدارة المرحلة التقطها جماعات اﻻسﻻم السياسي وبدءوا الضغط بكل قوة عليه حتى استطاعوا فرض أنفسهم وإسقاط المجلس العسكري بإنهاء اﻻانتخابات الرئاسية لصالحهم،وقل كما تشاء في هذا المهم أنهم نجحوا في مرادهم ..ومنذ دخولهم القصر الرئاسي وفطنت لهم القوى الثورية الحقيقية التي لم تنحرف عن مسار الفكر الثوري، وبدأت مرحلة الضغوط والمقاومة لتتحالف ﻻول مره المؤسسات العميقة النظامية مع الثوار الجدد منذ اندﻻع ثورة 25 يناير ويتفق كﻻ الفرقين ان رفض نظام حكم تلك الجماعات،ويتحالفوا معا كﻻ بمنهجه فالشباب بقدرتهم على الوصول بالشارع ومؤسسة الجيش بقدرتها على الكر والفر والخداع ..ليسقط رجل ضحل الفهم والسياسية ويأخذ جماعته معه وتبدأ مرحلة السقوط والغباء السياسي لجماعة اﻻخوان.
وتبدأ مرحلة جديدة ،نجحت فيها المؤسسة اﻻكثر التزاما تنظيما في تقديم مرشح قاد مرحلة عصيبة كقائد عسكرى وادارى ..وأحب أن أوضح هناك دول كثيرة في تلك المراحل الصعبة في تاريخها اختارت رؤساء بخلفيه عسكريه لطبيعة المرحلة وظروفها وظروف مصر الحالية بما تحمله الحدود الشرقية والغربية والجنوبية من تهديد يسمح بقبول هذا المرشح،ولكن هل سيأتي لنا مرشح مؤسسات ألدوله بثوابته أو سيأتي لحكم مصر بثوابته.
وفى رأيي إننا سنقول له ثوابتنا ليعرفها فان خرج عنها ورفضها بعد انتخابه فهذا لن يخرجنا من الحالة التى نعيشها منذ 25 يناير ..ونحن نريد رئيس ..ﻻ يتعبر نفسه الفرعون يحكمنا الى حيث يسقط او يغتال او تواريه القبور ..نريد رئيس يعرف ان مدته محدده بالدستور وﻻ يسعى لتعديل الدستور ليكون احد الفراعنه ..نريد رئيس يهتم بحقوق العمال ويشجعهم اﻻ يقفوا ليستجدوا حقوقهم ..المنحة يا ريس ..نريد رئيس هو الذى يسعى او يقبل ويساعدنا فى سعينا فى تقديم قتلة شبابنا وهلنا في القديسين وماسبيرو محمد محمود ومجلس الوزراء والمنيا وغيرها من المحافظات ..نريد رئيس يحافظ على ما جنيناه من حقوق سياسيه لم تمنح لنا بل اقتنصناها من فم اﻻسد ..نريد رئيس يحترم أهل الخبرة وﻻ يرتكن ﻻهل الثقة ..نريد رئيس ﻻ يفرق بين شعبه على أساس العرق والدين واللغة ويحميه من كل أشكال التمييز ..نريد رئيس يسمع ويرى بنفسه وﻻ يعوقه عن شعبه حاشية أو بﻻط ..نريد رئيس يفهم مظالم شعبه ويستوعبها في كل الطبقات نريد رئيس ﻻ يحب وﻻ يكره. فالجميع عنده سواء بالقانون ..نريد رئيس ﻻ يستعرض بالقوة المؤسسية وﻻ يفرض على الناس قوى إقطاعيه حديثه.
نريد رجل يترك لنا ذكرى وتاريخ وﻻ يترك لنا لصوص وأعوان وفلول ..نريد رئيس يعرف قوة الوطن فى شبابه ويستدعى منهم قوتهم وعملهم ﻻ أن يستعديهم بخاصته وأصحابه .نريد رئيس يحترم حقوق اﻻقباط وﻻ يتعامل معهم بمفهوم المنح والعطايا بل بالحقوق والمساواة،نريد رئيس يفهم كيف يبنى كوادر للدولة ويوزع المهام وﻻ يستأثر بسلطته ..أريد رئيس بثوابت ما جنيناه من مرحله وليس بثوابت الحاشية والمريدين،فثوابتنا التي نبحث عنها هي منجزات الشعب المصري التي نريد البناء عليها وليس هدمها.