بقلم : نبيل المقدس
صدقوني ده مش مقال ... ولا حتي موضوع ... ولا خبر ... ولا ديوان شعر ... ولا معلومة علمية ... بعيد كل البعد عن السياسة ... ملعون ابو السياسة لو أنستني هذا الواجب نحو إخوتي المسلمين والذي لا أتحمل أن تُمس عقيدتهم بسوء أو بإهانات من شعوب الدول الأخري والعقائد الأخري حتي ولو صدرت من بعض أصحاب عقيدتي . فمهما كنت علي إختلاف مع اخي المسلم فهذا لا يقلل من حبنا لبعض لأننا أصحاب وأبناء وطن واحد. بل أكتب كلماتي هذه كنصيحة بل وصيحة بصوت عال لأخوتي المسلمين الأحباء واقول لهم " إنقذوا سمعة عقيدتكم " .
سوف لا أبدأ من أول ما ظهر الإرهاب الذي إلتصق بشدة بالعقيدة الإسلامية .. وأن العقيدة الإسلامية ما هي إلا سيف علي رقاب الناس .. لكن سوف ابدأ من آخر الأخبار التي تحدث حاليا مما أعطت إنطباعا سيئا علي عقيدتكم الإسلامية .. وأرجو منكم أن لا تلوموا هؤلاء الإرهابيين لأنهم فعلا يطبقون بعضا مما هو مكتوب في كتبكم الكثيرة وتفاسيركم المتعددة والمتناقضة . صدقوني هناك بعض مِنْ أعرفهم من أحبائي المسلمين وبدون أن أفاتحهم في أي أمر إرهابي ضد المسيحيين , أجدهم هم يتكلمون أولا بتبريرات غير مقنعة , لدرجة أجدهم في حيص بيص من الخروج من بعض الكلمات التي تخرج من أفواهم وتورطهم أكثر في صعوبة التبرير .
خرجت علينا الأخبار في جميع انحاء الدنيا من خلال الميديا بأنواعها .. بأن هناك فريق أو جماعة من نيجيريا الشمالية والتي يُدين سكانها بالإسلام السني و"هذا الذى جعلني استفز وأكتب هذه الكلمات لكم" .. ودعت نفسها كوكو حرام وتعني " التعليم الغربي حرام " بمحاولة غزو نيجيريا لتطبيق الشريعة الإسلامية ونشره حول العالم بالمدفع والخرطوش والقتل والسحل .. فقد قامت بكثير من العمليات الإرهابية ضد الدولة والتي ليس لها أي تبرير ألا وهو الإنتقام من الحكومة لأنها كانت السبب في مقتل " محمد يوسف " مؤسس هذه الحركة سنة 2002 . وأصبحت الشوكة المؤلمة في تقدم نيجيريا .. وهي الآن تقريبا تفرض سلطانها علي الحكومة والشرطة والشعب النيجيري , وجعلتهم يعيشون في رعب .
أما ما حدث منهم ويخصنا نحن المصرييون ... هو خطف أكثر من 200 فتاة من نيجيريا الجنوبية والتي تُدين بالعقيدة المسيحية , وإجبارهن علي تحفيظ القرآن لكي يتهيأن ليكن سبايا للجماعة الإرهابية الموجودة في سوريا والتي تحارب جنبا بجنب مع ما يسمونهم بالجيش الحر السوري . المشكلة هنا أنهم يتمسكون ببعض الآيات والأحاديث . وسوف لا اذكر هذه الأحاديث إحتراما لإخوتي المسلمين وعدم إحراجهم
الحادثة الثانية والتي تحتاج إهتمام كبير من إخوتنا المسلمين أن يتخذوا موقفا لها بل ضدها فيما حدث في السودان ... فقد خرجت علينا الصحف والميديا منذ اسبوع بفاجعة مؤسفة من السودان التي كانت من أجمل البلدان سماحة وتواضعا وابتسامة وخفة دم .. ومرح .. بمانشيتات وبيانات فضائية والكترونية بحكم نهائي علي إحدي السيدات السودانيات تـُدعي " مريم يحي " بالجلد والإعـــدام بتهمتي الردة والزنى . ولا ننسي أن علي قدر قسوة الشريعة وكما يدعون أن الله أنزل رحمة فيها تجلت بتأجيل تنفيذ حكم الموت علي السيدة سنتان لأنها حامل في الشهر التاسع , ثم تتجلي أعظم العواطف والرحمة كما يقولون أهل هذه العقيدة أن هذا التأجيل هو إرضاع الطفل لأن الطفل لا ذنب له يموت في أحشائها لأنه في نظرهم مُسلم بقدر انها هي قمة الرحمة الشيطانية والإنسانية المتوحشة . والمصيبة الأكبر في سير هذه القضية ووصول هذه الشريعة إلي قمة العدل الإنساني بل المآساة الإنسانية أن سيادة القاضي الذي حكم عليها بالموت والجلد توجه " قال يعني تواضعا والتحلي بالعدل والقسط المبين " إلي هذه السيدة المسيحية بإسم عائلة والدها المسلم وأمهلها 3 أيام للعودة إلي إيمانها .. لكنها أصرت علي عدم العودة إلي الإسلام .. لم تـُبدي أي ردود فعل .. فردت بهدوء علي القاضي قائلة " أنا مسيحية ولست مرتدة " . والقصة معروفة لدي جميع القراء مسيحيين ومسلمين علي مستوي العالم , لذلك سوف لا ادخل في التفاصيل في كلتا الحادثتين لأنني سوف لا اتناول الموضوع من وجهة ذِكر احداث بل فقط هو إلقاء نصائح وإرشادات لأخوتي المسلمين في جميع انحاء العالم وأقول لهم إلحقوا عقيدتكم فهي الآن تترنح وتتخذ موقف الضعف. .. وهذا ما يُسبب لي إزعاج لأنني لا اتحمل التجريح أو الضرر لعقيدة مهما كنتُ مختلفا معها و مع إخوتي في الإنسانية وفي الوطن أن يواجهوا مثل تلك الإهانات من شعوب العالم وانتقادات من جميع شعوب العالم .
لا تنكرون يا أحبائي أن هذه الشرائع قد جاءت معكم منذ وربما منذ ظهور الإسلام .. وبصفتنا نحن المسيحيون نترك لأولادنا حرية القراءة في الأديان , وحرية المشاهدة للبرامج الدينية الإسلامية فنحن علي علم كثير ببعض الآيات والأحاديث التي تتناقلها أفواه الشيوخ علنا .. أمام جميع الشعوب ..
هذه الأحداث التي ترتبت عليها الكثير من إزدراء العقيدة الإسلامية لا يمكن أن يتم حلها إلا بإجتماع الدول الإسلامية مهما إختلفت في طوائفها وعلي جميع مستوي العالم الذي يدين هذه العقيدة , في مؤتمر يعلنون صراحة وبلا تلاعب في الألفاظ , او ليّ المعاني أو البحث عن تبريرات وجودها حتي الآن في كتبهم .. لأن عقليات الشعوب تطورت منذ زمن وما تزال الدول الإسلامية حتي الآن يبحثون عن مخارج لتبرير بعض المباديء وليست جميعها وخصوصا والتي لها صلة بالمرأة .. والنصوص التي تخص الله وحده .. وما تزال هذه الدول الإسلامية تـُفتش في كتبها عن ما يعكس ويهدم تلك الأفكار .. صحيح هناك الكثير من النصوص تضاد هذه الأفكار , لكنهم يبخلون في تطبيقها .. لدرجة أن هناك فريق يوافق علي هدمها ونسخها من كتبهم لأنها لا تجاري ولا تساير عقلية الإنسان الآن .. لكن نجد في المقابل بعض الناس منهم لا يريدون أن يتقدموا خطوة واحدة نحو الإنسانية التي وهبها الله لنا وما يزالوا متمسكين بالقديم .
هذه الشرائع موجودة من أيام حامورابي بـ 1700 سنة قبل الميلاد .. واتي موسي بها لكن المسيحية اتت بدلا منها بالنعمة وما يؤسفني أن يأتي الإسلام بشرائع حامورابي مرة أخري . انا لا أنكر بالمرة أن هناك بلدان كثيرة اسلامية تحررت بحكم تقدمها عن هذه الشرائع والتي أتت الينا من عصور الجهل .. لكن لا تستطيع أن تنادي بإقامة مؤتمر يضم جميع الدول العربية لكي يعلنوا جهرا وأن يرفعوا شعار تنقية كل ما هو يسيء يسمعة عقيدتهم . وإصدار بيان أن كل هذه الممارسات ما هي إلا قوانين وتشريعات فاشلة جاهلية يجب القضاء عليها فورا .. وإعلان الحرب متوحدين ضد هؤلاء الجماعات التي تكفر جميع العلاقات الجميلة بين الشعوب .
نحن معكم يا أحبائي المسلمين .. وسوف نخوض معكم هذه الحروب التكفيرية بشرط اعلان رسمي صادر من جميع الدول الإسلامية أن هذه الممارسات هي ضد الله وضد الإنسانية بدون ليّ التبريرات أو البحث عن حلول وتبريرات .
نحن نريد قرارات رسمية فورا من جميع الدول الإسلامية أن تتوحد مع العالم اجمع في وأد هذا الأسلوب وبعض الشرائع التي بدأت تهدم عقيدتكم وتسيء من سمعتها . وحدوا آياتكم ولا تبقوا منها حتي الذي يجوز او لا يجوز ... والمنسوخ وغير المنسوخ ... بل اتبعوا ان لكل وقت آذان .. وان كنتم تريدون نشر دعوتكم فلديكم بجانب نصوص القتل والسحل نصوصا أخري أعظم منها تحض علي التفاهم ومجادلة الشعوب بما هو أحسن. لماذا هذا التناقض .. فسكوتكم أو صراحتكم الخفية سوف تكون أول أسباب إضعاف عقيدتكم .. ونحن يهمنا ولا نقبل أن تكونوا في وضع لا يتناسب مع عقيدتكم ... فنحن نحبكم ونعتز بكم .. ولا نكرهكم بل بالعكس نعتز بكم .
طبعا أنا لم أذكر احداث أخري حدثت علي مر السنين ... لكن فقط إختصرت كل هذه الأحداث في :
بــــــوكو حــــرام ....... وكوكو واوا هي الحلال برغم تفاهة معانيها والتي تمثلت في كثير من فتاوي شيوخ الغبرة في أيامنا الأخيرة ومن العيب والإحراج الحديث عنها لأنني أعتبرها إهانة لكم وهذا لا نرضاه لإخوتنا .
استيقظـــوا يا مسلمي العالم وعيشوا حياة الله الطبيعية , واتركوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله .
تمنياتي لكم إخوتي المسلمين بحياة طبيعية وعلاقات جيدة مع الخالق الكريم.