لطيف شاكر
بين مجموعة من اشجار الصنوبر العملاقة في ممر جبلي صغير في جنوب سيناء يقف القزم –ديرطور سيناء – حيث لايوجد مكان فوق كوكبنا يختفظ بقدسية كهذا الموضع , هذه القدسية تخص اصحاب الاديان السماوية " اليهودية والمسيحية والاسلام" وحيث يعتبر واحدا من اقدم الأبنية الرهبانية في العالم .
وبالرغم من تاريخه المنقلب فقد كان محاطا دوما باعداد من المتعصبين والعدوانيين من ديانات مختلفة وقد نجا هذا الدير من الهجمات المتقلبة , ولم يتم الاستحواذ عليه ابدا . وقد كان في عدة ازمنة عند درجة السقوط , ولكن في الاوقات الحرجة وجدت مساعدة الرب كي تنقذه .
هذا ماسطره المؤرخ الكبير د. عبد الحميد صبحي ناصف مؤلف كتاب دير سانت كاترين في العصر العثماني صادر عن الهيئة العامة للكتاب والفقرة ص 23
وكأن د. ناصف يقرأ مستقبل الايام معلنا سوء القادم من حثالة البشر الذين يريدون هدم دير سانت كاترين معللين باسباب وهمية واتهامات طائفية اكالتها هذه الشرذمة علي الدير ورهبانه , والعجب ان هؤلاء المتعصبين لم يكتفوا بفريات كاذبة عن احتلال الدير لاراضي سيناء بل وصل بهم الاجرام ان يطعنوا في خصوصيات الدير وسرائره .
ولقد استنكر د. رفعت السعيد رئيس الهيئة الاستشارية لحزب التجمع اللغط المثار الان بشان دير سانت كاترين مؤكدا ان الارهابيين هم من يحاربون وجود الدير, علي الرغم من ان وجوده يؤكد صحيح الاسلام والتعايش علي ارض مصر. واضاف السعيد ان الاخوان يعبأون الناس في مواجهة ,بحجة ان الدير يتوسع علي الرغم من ان المكان والزمان غير ملائمين لهذا الحدث علي الاطلاق
حيث سيناء تعج بتنظيمات القاعدة في الوقت الذي تعاني فيه مصر ازمات علي كافة المستويات . لافتا الي دعم اليونان لمصر وموقفها الداعم دون غيرها من كل دول الاتحاد الاوربي .وتابع متسائلا ماذا لو حدث الآن أن قام أحد الارهابيين بتفجير الدير , ماذا سيكون شكل مصر حينئذ أمام العالم أجمع ؟ يذكر أن الاخوان قاموا باصدار 71 قرارا بازالة كنائس الدير
رغم وجوده من 1400 سنة وهناك قرار لازالة كنيسة جبل موسي الموجودة بأعلي جبل سانت كاترين, بادعاء انها تعدي علي أملاك الدولة , في حين ان الكنيسة مسجلة في اليونسكو وفي نفس اليوم صدر قرار بازالة دير سانت كاترين بالكامل علي مساحة 6775 مترا باعتبار انه بني عام 2006 رغم ان الدير مبني من آلاف السنين
وعن طريق بعض الفضائيات الفاشية( الحياة الهابطة +اون تي في الفاشلة ) الذين لاهم لها الا بث سموم التفرقة بين الشعب واثارة النعرات الدينية بقصد او بجهل ودون معرفة بالحقائق, ووقفوا مؤيدين لهؤلاء المدعين كذبا في غياب متعمد للطرف الثاني المشكو في حقه لتوضيح الموقف والدفاع عن اهم اثر بيزتطي في مصر قبلة الاديان ودرة سيناء وجاذبة السياحة الدينية واهتمام مستثمرين العالم .
وقبل ان استعرض الاتهامات الباطلة التي سوف اذكرها بالتفصيل والرد عليها اود احاطة القارئ بان هؤلاء الملفقين يعملون طبقا لاجندة الاخوان لتفجير الدير لتكون سيناء امارة اسلامية تخلو من اي اثر مسيحي وزرع الارهابين بسيناء الجنوبية ويسقطوا مخططهم علي الدير ويتهمونهم بان الرهبان يعملون من اجل ان تكون سيناء امارة مسيحية !!!! صحيح اللي اختشوا ماتوا
واحمد الله ان السيد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء قد انتبه بحسه العسكري للمؤامرة الرخيصة فاقال رئيس مجلس المدينة الذي رفع 71 جنحة تعدي في ظل حكم المخلوع مرسي فلم يكن امامه الا الانضمام الي اللواء المتقاعد صاحب الشكاوي الكيدية وتاجر الاراضي وهنا كشف سفير اليونان بمصر كريس لازاريس ان مايحدث ليس الا محاولة من مافيا الاراضي للسيطرة علي بعض المساحات التي يستعملها الدير واوضح ان مثل هذه الاثارة تتسبب في اساءة العلاقات بين مصر واليونان , علما بان اليونان ترأس حاليا المجموعة الاوربية (27 دولة) وهي تقف مع مصر في كل المحافل الدولية مؤيدة ومشجعة ضد المجموعة الاوربية وهذا هو المراد لهؤلاء الافاقين
كما ان مقابلة وزير الدفاع اليوناني للمشير السيسي كان لها اثر كبيرا حيث اكد المشير عن عمق العلاقات المصرية اليونانية التي تمتد لتاريخ طويل من التطور الحضاري والانساني ومن جانبه اعرب وزير الدفاع اليوناني عن تقدير بلاده للمشير السيسي ودوره الحاسم في التصدي للمخاطر التي واجهت مصر واشار الوزير الي ان مصر تعد محور الارتكاز في منطقة الشرق الاوسط موضحا انها ضمان للاستقرار في المنطقة كلها وهذه رسالة يجب ان تصل الي كل دول العالم .
واختتم وزير الدفاع بان بلاده ستكون سفيرة لمصر في مختلف المحافل الدولية لعرض الرؤية الحقيقية عن الاوضاع السياسية والاقتصادية
لقد اثار هذه التصريحات غيظ وكيد هؤلاء الافاقين خاصة هذا اللواء المتقاعد احمد رجائي صاحب فضيحة مطار نيقوسيا في قبرص بعد اغتيال يوسف السباعي عام 1978 الذين يريدون هدم كل العلاقات الطيبة بين مصر واليونان وليس اليونان فحسب بل اساءة العلاقات بين مصر وروسيا التي تمدنا الان بالاسلحة والعداد الحربية بعد ان تخلت امريكا لانها من ضمن الدول التي ترعي الدير كما ان اغلب الهدايا القيمة مهداه من روسيا اضافة الي تقديم روسيا وسام القديسة كاترين وهو اعلي وسام للسيدات الوطنيات اللاتي قدمن اعظم الاعمال لروسيا .
وانه من دواعي الاندهاش ان هذا اللواء المتقاعد جمع حوله بطانة من الاخوان والمتاخونين ويدعي انه ليس له صلة بالاخوان وهذه عادتهم دائما لكي يبعدوا الانظار عنهم وهو ينفذ اجندة الاخوان ويدعي انه غير متعصب وهو يعترف انه يخشي ان الدير يعمل علي تنصير القبائل ويدعي الوطنية وهو يثير القلاقل بين المسلمين والمسيحيين في وقت اشد الحاجة الي الترابط وانه يعمل من اجل الوطن وهو الذي يريد اساءة العلاقات الدولية لاهم البلاد التي تؤازرنا بعد ان تخلي عنا كثير من البلاد الاسلامية وفي نفس الوقت يريد ان يشعلها نارا بين قبائل سيناء
وفي الحقيقة ان الاعلام المصري كشف عن وجهه الكئيب واماط اللئام عن فاشيته الدنيئة بمحاولة بث سموم هؤلاء الملفقين لهدم الاثار المصرية فبالامس اعطوا المساحات الاعلامية لمن يريد هدم الهرم الاكبر وابو الهول تاج التراث الانساني واليوم يقوموا بنفس العمل نحو تخصيص المساحات لهدم دير سانت كاترين وكانها قضية مسلم بها دون قبول دفوع الطرف الثاني واصحاب المشكلة
كما ان القضاء الاخواني شمر عن ساعده وحكم في الجنح الكاذبة بازالة دير منذ القرن الرابع وهم لايدرون ان اللعب بالنار هم اول من يتأذوا بها لكن سيقف العالم كله بالمرصاد ضد اية محاولة للنيل من دير سانت كاترين العامر والتصدي لمثل هذا العمل الغبي والاحمق .. فالتراث ليس ملكا لمصر وحدها انما ملكا للتاريخ البشري وللانسانية كلها .
يتبع