الأقباط متحدون - مصرستان تحولت إلى مورستان
أخر تحديث ١٣:٢٣ | الجمعة ١٦ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٨ | العدد ٣١٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصرستان تحولت إلى مورستان

خالد منتصر
خالد منتصر

من يقرأ أخبار ومانشيتات وعناوين الجرائد هذا الأسبوع يكاد يجزم بأننا لا نحتاج إلى رئيس ولكننا نحتاج إلى مستشفى أمراض عقلية بحجم الوطن! حرائق فى إحدى محافظات الصعيد والأهالى يتهمون الجان، رئيس نادٍ كبير يحذر حارس مرمى نادٍ منافس ويهدده إن لم يوقف سحره وأعماله السفلية التى تجعل القائم يقف سداً منيعاً أمام الكره فلن يرحمه، قسيس يُخرج الشياطين من أجساد من امتلأت بهم الكنيسة عن آخرها من المسيحيين والمسلمين أيضاً، شيخ يعالج السرطان والروماتويد بالرقية الشرعية، سيدة تدّعى أنها حامل نتيجة معاشرة جن سفلى، فنى معمل يدّعى أنه اخترع جهازاً يعالج فيروس «سى» بواسطة ما سماه «علم الطب الكونى» ويقول إن شهادته ورقة ترمس ويتحدى قائلاً: أنا صبى منجد لكنى اخترعت ما لم يخترعه العلماء ويؤكد من خلال مصطلحاته العلمية الفذة: انتم عايزين إيه أكل وبحلقة أنا حاعالج الكورونا فى أسبوع وجامعة أريزونا بتحاول تقلدنى! تذكرت أحد مجاذيب السيدة الذى كان يرصّع بيجامته بغطيان الكازوزة ويدّعى أنه نابليون! كيف وصل العقل المصرى إلى هذا الدرك الأسفل من الغيبوبة؟! كيف لهذا الوطن الذى اخترع الحضارة أن يرفض منجزاتها وأهمها منهج التفكير العلمى؟ لماذا صار صوت العقل همساً مبحوحاً وصار صوت الخرافة مجلجلاً صداحاً؟ لماذا صرنا نستعذب الأساطير والأوهام ونستلذ بكراهية العلم والمنطق؟ لماذا تتلبس أجسادنا نحن فقط دوناً عن أركان كوكب الأرض الأربعة العفاريت والجن وشمهورش وعفركوش والأشباح ويتركون الشمال المتقدم حراً طليقاً عرياناً غير ملبوس بأى لبوس شيطانى؟! لماذا هذا التخصص العفاريتى التخريفى فى حدودنا المصرية والعربية ساكناً مزمناً فى خلايا ناطقى لغة الضاد؟ جاوبونى يا أسياد، «دستور يا أسيادنا، ويجعل كلامنا خفيف عليكم»، لكن يا ريت تجاوبونى: لماذا لا تهاجرون إلى السويد أو اليابان أو فنلندا وتحلوا عن أجسامنا وعقولنا وترحمونا من سبنسة التخلف التى ما زلنا نركبها من ألف سنة؟ مصر يا سادة تصرف على الخرافة وعمل الأعمال وفك الربط وعلاجات الأعشاب الوهمية أضعاف دخلها من قناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج، فماذا يفعل ألف رئيس؟ بل ماذا سيفعل ألف جيفارا أو ألف ناصر أو حتى ألف نبى فى هذا الكم من التغييب والتخدير والتوهان والخرافات التى نغرق فيها حتى آذاننا التى كساها شمع التخاريف فلم نعد نسمع إلا دقات طبول الزار ووقع أقدام شمهورش وعفركوش.

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع