الأقباط متحدون - لميس عيسى السيسي
أخر تحديث ١٣:٤٦ | السبت ١٠ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢ | العدد ٣١٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لميس عيسى السيسي

لميس عيسى السيسي
لميس عيسى السيسي

مينا ملاك عازر
من الصعوبة أن تكتب في موضوع سبقك كثيرون في الكتابة فيه، وعليه تجد نفسك مطالباً بأن تقدم ما هو جديد وإلا فلا قيمة لما ستكتبه، ولا جدوى منه فقد سبقني كثيرون في الكتابة حول حوار السيسي ما له وما عليه، منهم المهاجم ومنهم المدافع حتى أن الأستاذ إبراهيم عيسى قدم حلقة حوارية في قناة أون تي في للحديث عن الحوار وكواليسه، إذن أنا بصدد مغامرة أن أعلق وأكتب عن حوار دهسه الكثيرون من المحللين.

وعليه فأنا سأقدم لك الخلاصة كما يلي: الحوار تم تسجيله في أكثر من خمس ساعات ونصف ولكن ما عُرِض منه لنا حوالي أربع ساعات ونصف لا يعني هذا أن هناك ما تراجع عن قوله السيسي ولا أن هناك تلعثمات له أو لطرفي الحوار الآخرين ولكن هذه هي طبيعة الحوارات المسجلة في فواصلها يُقال أشياء وتعاد قولها في التسجيل وأنا جربت هذا في بعض الحوارات التليفزيونية المسجلة التي أجريتها مع الأنبا باخوميوس وقداسة البابا تواضروس. دار الحوار بين مثلث كل ضلع منه يملك من الذكاء والحكمة وتقدير الآخر يجعله مقيد في توجيه ضربات أو صدمات للطرف الآخر، فقد تشعر في بعض الأحيان أن الإعلاميين كانا مكبلان بتقدير شديد للسيسي إلا فيما ندر حينما خرج الأستاذ عيسى عن السياق وتساءل مستنكراً عن حل عربات نقل الخضروات "هو ده الحل" وطبعاً لم يكن هذا هو الحل للبطالة ولا بالنسبة للمنطق ولا بالنسبة للسيسي.

السيسي كان متنبهاً تماماً لكل محاولات لميس للوثوب على نقاط تريدها، وهو لا يريد أن ينولها لها حتى وصل به الحال ألا يرد، فاستخدم عيسى حكمته ليبلسم الأمور، ويقوم بعمل الغضروف الملين بين العظمتين ولا يحدث احتكاك. عيسى اختبر الحديث مع السيسي كما قال قبل هذا لخمسين ساعة ودية، فكان يعرفه، وعرف كيف يحاوره؟ تحجج الإعلاميين بحجة الابتعاد عن الماضي لكي ينأيا عن إجبار السيسي بالاعتذار أو الاعتراف بأمور عن فترة إدارة البلاد من قبل المجلس العسكري.

لا أظن أن عرق الديكتاتورية فلت من السيسي حين قال لعيسى أنه لن يسمح له بأن يقول لفظ عسكر مرة أخرى، فقط هو كان يريد أن يُظهر الجانب الحاسم الحازم له وهو ذلك الجانب الذي كان خفياً عنا أو لم نراه مباشرة بسبب عدم وجود فرصة لهذا، لكن كان علينا تخمينه، فمن يتخذ قرار عزل رئيس تحت ضغط شعبي بكل حسم فهو رجل حازم حاسم لا يهاب شيء.

لميس عيسى السيسي مثلث خطير، لم يكن توازنه فقط في أنه يعرف كل منهم ماذا يريد؟ بل توازنه في أنه أوجد المرأة كنصف المجتمع أمام رئيس قادم، فشكلت لميس الضلع الثاني لمتوازي المجتمع أمام عيسى كرجل وهي كسيدة، فصار الأمر متوازناً لا إقصاء فيه.

وبمناسبة المرأة أسهب السيسي في مدح المرأة حتى كاد الرجال يغيرون، ولكنهم قبل أن يفعلوها تذكروا أن السيسي نفسه نموذج من رجال مصر الشجعان والأبطال، أما اختيار الإعلام الخاص فرغم ما أُخِذ على السيسي بسبب تجاهل الإعلام الحكومي، فلعله كان مدركاً أنه سبق وفعلها حين أعلن اعتزامه الترشح من خلال التليفزيون الحكومي فكان ما كان مما وُجِه له من هجوم لاستخدام تليفزيون الدولة لمصلحته ومقارنة صباحي به.
المختصر المفيد وأنت تسمع حوار المرشح السيسي تشعر أنك تستمع لرجل وراءه مؤسسة أو فريق من علماء.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter