أخيرا اعترف المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، فى حواره مع الكاتب الكبير إبراهيم عيسى والإعلامية لميس الحديدى بأنه تعرض لمحاولتى اغتيال من قبل جماعة الإخوان، ومن يناصرها من ميليشيات الشاطر «تنظيم أنصار بيت المقدس» وغيره من التنظيمات الإرهابية التى فشلت فى اصطياد «السيسى» بعد عزل «مرسى» فى أعقاب مظاهرات الغضب فى 30 يونيو 2013..
اعتراف «السيسى» يكشف بالفعل أن المشير مستهدف حتى ولو أصبح رئيسا للبلاد، فالجماعة تعتبر عبدالفتاح السيسى السبب الرئيسى فى أنه أنهى حلمها بإقامة دولة المرشد..
وإذا كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قد تعرض لمحاولات القتل أكثر من مرة على يد جماعة الإخوان، وإذا كان السادات قتل على يد تنظيم الجهاد، الجناح العسكرى للإخوان، فإن تكرار محاولة قتل «السيسى» واردة من قبل الجماعة، وكل العمليات الإرهابية التى تنفذها جماعة الإخوان ما هى إلا بروفة لاغتيال المشير عبدالفتاح السيسى، فالثأر من الرجل الذى وقف مع الدولة ضد الجماعة، هو من أدبيات الإخوان، ويتم تدريسه الآن فى كل الحلقات الإخوانية من القاعدة حتى القمة، لكنّ هناك سؤالًا حائرًا أطرحه على مشايخ الإخوان وشياطينها، وهو: ما الاستفادة من قتل المشير؟.. فى البداية يجب التأكيد أنه حتى ولو نجحت جماعة الإخوان الإرهابية فى اغتيال المشير عبدالفتاح السيسى، فإن هذا لن يعيد «مرسى» أو الجماعة لسدة الحكم، أو الحصول على صك المحبة من الشعب المصرى الذى أصبح كارهًا للإخوان، ومن يدافع عن هذه الجماعة التى خسرت الكثير منذ أن حملت المولوتوف والقنابل والخرطوش والـ«آر بى جى» لقتل الشعب والجيش والشرطة، ومنذ أن تحولت حرائر الجماعة إلى مصاصى دماء، كل هذا جعلنى على يقين بأن الموضوع ليس هو التخلص من عبدالفتاح السيسى، عدو الإخوان الأول والأخير فى هذه المرحلة، لأن اختفاء «السيسى» لن يمكّن الجماعة من العودة للحكم كما يتوهم المغيبون من أعضاء وقيادات الإخوان، ومن يحالفهم من الأهل والعشيرة، فالعداء الآن أصبح مع الشعب، وليس مع «السيسى» أو «الببلاوى» أو عدلى منصور، وهو ما يجعلنى مؤمنًا بأن الإخوان ضيعوا وقتًا طويلًا فى وضع المؤامرات للتخلص من عدوهم اللدود الفريق السيسى، وأن فرصتهم الوحيدة كانت قبل 30 يونيو، أما بعد عزل «مرسى» فلم يعد أمام الإخوان سوى الاستسلام والاعتراف بالهزيمة، ولكن ما فعله «الإخوان» وحلفاؤها من التنظيمات الإرهابية، مثل أنصار بيت المقدس، جعلنا على يقين بأن فكرة التخلص من «السيسى» ما زالت هى الحلم والأمنية الإخوانية، لهذا رصد التنظيم الدولى للإخوان ملايين الدولارات «الحرام» لاغتيال الفريق السيسى، معتقدًا أن هذا هو الحل للعودة لحكم مصر.
إذًا الجماعة ترى أن قتل «السيسى» هو الحل، وهو ما جعلها تخطط أكثر من مرة لاغتياله، وهناك عشرات المحاولات التى لم يكشف النقاب عنها، لكن جميعها فشلت فشلًا ذريعًا والسبب أن «السيسى» محمىّ ليس فقط بالأجهزة الأمنية بل بحب المصريين له.
نقلا عن اليوم السابع