قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الرئيس السورى بشار الأسد حقق نجاحًا كبيرًا قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية بعد أن أجبر مقاتلى المعارضة على الخروج من حمص التى طالما أطلق عليها "مهد الثورة" التى مضى عليها ثلاث سنوات.
ووفق مقتطفات نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية عن الصحيفة، يقول نيكولاس بلانفورد، كاتب التقرير إن الانسحاب من حمص ثالث كبريات المدن السورية يعد تتويجًا لحملة الرئيس بشار الأسد لاستعادة قبضته على البلاد.
وتشير الصحيفة إلى الأهمية الاستراتيجية التى حققتها القوات الحكومية باستعادة السيطرة على حمص مما يمكنها من إحكام قبضتها على الممر الذى يربط بين العاصمة دمشق والمدن الساحلية المطلة على البحر المتوسط وسلسلة الجبال الساحلية معقل الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد مضيفة أن هذا الانتصار سيعطى دفعة كبيرة لمساعى الأسد فى الفوز مجددا فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى 3 يونيو المقبل.
لكن المفارقة، حسب بلانفورد، أن حمص كانت أول بلدة كبيرة فى سوريا تحاول خلع نظام الأسد عام 2011 فى مظاهرات سلمية ما لبثت أن تحولت إلى انتفاضة مسلحة، غير أن القوات الحكومية فرضت حصارًا خانقًا على حمص منذ بداية عام 2012 وسط مقاومة شديدة من قبل المعارضة المسلحة إلى أن شن مقاتلو حزب الله فى شهر يونيو هجومًا مضادًا، وتمكنوا من مساعدة القوات الحكومية فى استعادة السيطرة على مدينة القصير والقرى ما بين حمص والحدود مع لبنان.
وفى نوفمبر الماضى لعب مقاتلو حزب الله دورًا حيويًا فى شن هجوم مضاد على جبال القلمون الواقعة فى المنطقة ما بين دمشق وحمص وطردوا مقاتلى المعارضة منها، وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين ومصادر استخباراتية قولهم إن المستشارين الإيرانيين قد لعبوا دورًا حيويًا فى تحول دفة الأمور لصالح نظام الأسد مما سيعزز الأمر الواقع الذى يقضى بتقسيم سوريا بحيث يسيطر النظام على النصف الغربى من البلاد فيما تبقى مقاتلو المعارضة مسيطرين على المناطق الشمالية والشرقية.