الأقباط متحدون - كلمني شكراً
أخر تحديث ١٥:٣٧ | الخميس ٨ مايو ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٣٠ | العدد ٣١٨٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كلمني شكراً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم مايكل دانيال
أخذني الحنين قبل يومان الي ذكريات مرحله كانت منذ اكثر من 15 عاما مضي ، ساعتها كنت في فترة دراستي الثانويه ، و من اهم ما تذكرت من ملامح لتلك الفتره ، هو ان التواصل بيني و بين أصدقائي كان عن طريق (الهاتف الثابت) الموجود في المنزل .

تذكرت مبتسماً كلمات والدي و التي كثيراً ما كنت اسمعها حين كان يريدني ان اغلق الخط لانه ينتظر مكالمه عمل هامه ، و غالبا ما كنت أجيب كلماته هذه و انا اضحك بــ (حاضر يا باشمهندس ، 10 دقايق بس و هقفل) ، و كان سبب ضحكي هو انني اعلم يقينا ان تلك الدقائق العشر ، ستمتد الي ساعه أخري بصحبه صديقي المفضل علي الهاتف .
تذكرت ايضاً حميميه لقاءاتنا انا و اصدقائي في اي مكان عام لتناول طعام الغذاء او ليحتسي كل منا مشروبه المفضل ، حيث لم يكن هناك وقتئذ اي شيء يشغلنا عن الحديث معاَ ، بل كانت جلساتنا تتسم بالحميميه حيث نتبادل النكات احيانا او نتجاذب اطراف حديث جاد عن شيء ما يخصنا جميعا .

ما جعلني اتذكرهذا الان ، أنه و للأسف الشديد ، و مع التطور التكنولوجي الهائل ، فقد أصبحنا  نتواصل معا - ألكترونياً - أكثر جدا من تواصلنا الفعلي ، حيث استبدلنا الصوت الذي طالما انساب عبر سماعه الهاتف الي مجرد حروف بلا حياه .
حتي الضحكات التي كنا نسمعها تنساب بصوت عذب يتناغم و صوت من نحادثهم ، او تلك الابتسامات الخجوله و التي كنا نراها بعين الخيال مرتسمه علي وجوههم ، قد تم استبدالها بــ Emotions علي برامج الــ Chat !!
و ما أكثر تلك الحروف التي تصنع ابتسامات مزيفه في هذا العالم الوهمي المسمي Facebook  او علي Chat Programs  ، و قليلون فقط هم من يستطيعون قراءة ما وراء تلك الابتسامه من ألم او ضيق في الكثير من الاحيان  .

الغريب في الامر اننا نجد مجموعه من الاصدقاء يلتفون حول مائده واحده لتناول طعام الغذاء مثلا ، و لكن بالرغم من جلوسهم سوياً ، الا اننا نجد ان كل منهم منشغل عن الاخرين بالــ Smart Phone الموجود بحوزته ، حيث نجد أحدهم مشغول بالرد علي رساله وارده الي صندوق الرسائل الخاص به علي موقع التواصل الاجتماعي Facebook بينما نجد آخر مشغول بالحديث مع آخرين عبر برنامج Whats App او Viber و هكذا ...  حتي اصبحنا أثناء جلوسنا نطلب ممن هم حولنا ان يحادثونا او ان يسمعوا لنا كما لو كان لسان حالنا قد اصبح ..  ( كلمني شكراً ) !!

ألاكثر غرابه هو اننا فقدنا القدرة علي التواصل حتي بداخل منزل يجمع بين افراد اسرة واحدة ،  حيث انه غالبا ما نجد ان كل فرد من افراد هذه الاسرة منشغل عن الاخرين بجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به او بهاتفه الذكي .. و قلما نجد وقتاً تجتمع فيه هذه الاسرة سوياً للحديث معاً سوي وقت انقطاع الأنترنت او الكهرباء !
 
فهل أصبحنا غرباء الي هذا الحد وسط زحام مدينتنا  !!!

-نقطه و من اول السطر ..
ليتنا نستعيد تواصلنا الانساني حيث ان للروح و الجسد حاجه ملحه الي نوع من التواصل (الفعلي) سواء بالمحادثات الهاتفيه او بالمقابله الشخصية و التي يكون فيهما تواصل فعلي و ليس شكلي ، حيث ان لهذا النوع من التواصل المباشر تأثير قوي جدا علي نمو العلاقات بين البشر ، و هو احد المواد الرئيسيه و التي يتم دراستها في علوم التواصل الأجتماعي و المرتبط ارتباط وثيق بعلوم البرمجه اللغويه العصبيه (NLP) و  علوم التنميه البشريه (Human Development) و علوم دراسة لغة الجسد (Body Language) ، و ذلك لنستعيد صفاء و نقاء علاقاتنا و التي افسدتها التكنولوجيا ، و ان لا نكتفي فقط بأنواع  التواصل الالكتروني البارد و الذي كثيرا ما يفتقر الي الحياه ، مهما كان به من حميميه غالبا ما تكون مصطنعه .

-    علي الهامش ..
دعونا لا ننكر أهميه التكنولوجيا و اهميه وسائل التواصل الاجتماعي ، و لكن لنعي جيداً اننا من نتحكم بها و ليست هي وحدها المحرك الرئيسي لحياتنا و في هذا الكفايه لمن يفهم .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter