اقالة اى مسئول فى مصر واحد من الأسرار و التي استقرت في سراديب القرارات الغامضة التي اعتدنا عليها .. فلا المقال يستطيع الكلام، ولا الحكومة بررت - بشكل منطقي - قرارها المفاجئ، فيما عجزت عن تقديم تفسير مقنع للإقالة، باستثناء ما تردد حول الأسباب الصحية للوزير الذي تبين فيما بعد أنه لا يعانى من اى مرض. كالعادة جرت محاولات اغتيال معنوي للمقال من خلال تسريبات تشير إلى إخفاقه في الدفاع عن المصالح المصرية..جرى بعد ذلك التشكيك في ذمته المالية، لكن سرعان ما تبين أيضا أن الهدف من ذلك  "إرهاب " المقال وتحذيره بشكل غير مباشر من الخوض فى خلفيات وأسباب الإقالة تمهيدا لإدخال القضية برمتها طى النسيان. لو سألت رجل الشارع العادي عن سبب إقالة اى مسئول فى مصر تسمع تحليلات شعبية تقترب من الواقع فى ضوء عدم اقتناع الرأي العام بالأسباب التي روجتها الحكومة ..

خاصة أن ذاكرة المصريين تحتفظ بقائمة طويلة لمسئولين ووزراء يسيئون كل يوم إلى سمعة مصر، وبدلا من عقابهم أو إقالتهم يتم توسيع دائرة نفوذهم و يحظى هؤلاء بالمزيد من \"التلميع\" فى الصحف والقنوات الفضائية مما يضاعف من التساؤلات المشروعة المطالبة بالكشف عن الأسباب الحقيقية لإقالة اى مسئول فيكى يا مصر!!. تخبط الحكومة فى التعامل مع اى قرار إقالة كان واضحا لدرجة أثارت الشكوك وأضافت لدى المواطن العادي الكثير من علامات الاستفهام حول خفايا القرار، كما أن التداعيات التى ترتبت على قرار الإقالة كشفت عن مدى الاستخفاف بعقول الناس، الأمر الذي ضاعف من الشعور بالإحباط وعمق الإحساس باليأس من احترام النظام لأبسط حقوق المواطنين.