الخميس ١ مايو ٢٠١٤ -
١٦:
٠٩ م +02:00 EET
بقلم : عايدة نصف
باقى من الزمن أيام معدودة ويطل علينا رئيس مصر القادم؛ حيث ينتظر منه الشعب المصرى إصلاح شامل فى كافة المستويات، فالمواطن المصرى الآن يُعانى من الفقر مع غلاء الأسعار فى ظل تفاقم أزمة الاسكان والمواصلات وأزمة التعليم التى صدَّرت للمجتمع ذهنية لا تعى ولا تدرك مفاهيم الهوية المصرية وليس أدل على ذلك مما يحدث فى الجامعات الآن من بعض طلاب الإخوان وأساتذة ينتمون إلى الجماعة ذلك من جانب، ومن جانب آخر ينتظر الرئيس القادم أزمة المناطق العشوائية حول القاهرة والمدن الكبرى فى ظل زيادة البطالة من الشباب وما حدث فى السنوات الماضية، إن من يعانون من هذه المشكلات فى مصر وقعوا فريسة للجماعات التى بيديها المال والزيت والسكر فكانت النتيجة السوداء التى نراها الآن ألا وهو الإرهاب الأسود.
ووسط هذا كله تضيع الهوية ولا يميز الشباب هويته المصرية بل تُفتت إلى هويات بعيدة كل البعد عن هوية الوطن فأصبح هناك السلفى والاخوانى والصعيدى والبحرواى واللحية والجلباب والعلمانى وغيرها من الهويات التى ساعدت على تقسيم الهوية المصرية خلال الفترة السابقة
كل هذه ملفات مفتوحة فى سياق أزمات أمام الرئيس القادم سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى، قضايا تحتاج إلى عقل وإدارة كلية وشاملة، فرئيس مصر القادم نجاحه مرهون بمبدأ الرجوع إلى القواعد الشعبية فى الإصلاح والتنمية بل ومرهون على أن يتواصل مع الكفاءات الحقيقية التى تريد أن تحافظ على هذا الوطن وأن يبعد عنه المتسلقين من أنصار وأصحاب هوية المصالح؛ فتربة مصر غنية بالكفاءات ذات الأيدلوجية الوطنية ولكن هذه التربة فى حاجة إلى تقليبها ليظهر زرعها وإلى الآن لم تُقلَّب هذه التربة الأصيلة بل بعيدة كل البعد عن الرئيس المحتمل.
فرئيس مصر القادم عليه قيادة العمل الوطنى من خلال مشاركة المواطنين مع الخبراء مع الشباب فى منظومة متكاملة ولم أرى فى الشكل المحتمل للرئيسين المرشحين صورة للشباب الحقيقى الوطنى ولم أرى صورة للمرأة الواعية والمدركة لبواطن الأمور فى حملتا المرشحين حتى الآن، بل وغاب من الأسماء المفكرون والباحثون الحقيقيون الذين لا يعرفهم أو يتجاهلهم الإعلام.
وأسأل رئيس مصر القادم هل تضيع الهوية المصرية أمام عينيك ؟ وهل يشغل ملف الشباب اهتمامك بصورة واقعية وليس تمثيلية واهية ؟ وهل قضية المرأة امام عقلك وتمكينها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا ؟ وهل ستعمل على تحقيق المواطنة أم ستكتفى بتقارير من حولك ؟ وهل ستعمل بصورة واقعية على تحقيق المسار الديمقراطى ؟ هذه أسئلة وقضايا شائكة تمثل فى عمر الوطن لحظات هامة للعبور بمصر أضعها أمام رئيس مصر القادم كرسالة ملحة من رسائل مواطنة مصرية.