الثلاثاء ٢٩ ابريل ٢٠١٤ -
٥٦:
٠٥ م +02:00 EET
السيد المسيح
كتبت : سامية عياد
دموع قد سقطت من عين السيد المسيح فى مناسبات وأماكن مختلفة ، كل دمعة من عين يسوع كانت تحمل العديد من المعانى الروحية ، هذا ما يوضحه لنا القس أنتونى ميخائيل كاهن كنيسة مارمرقس مونتر يال فى مقاله "بكى يسوع" .
المرة الأولى التى بكى فيها السيد المسيح كانت بكاؤه من أجل بيت لعازر بعد موت لعازر حيث رأى وجه مريم ومرثا وآخرين مملوءا بالدموع حزنا على موت أخيهما لعازر " فلما رآها يسوع تبكى ، واليهود الذين معها يبكون ، انزعج بالروح واضطرب " ، المرة الثانية بكى السيد المسيح على مدينة أورشليم وكان بكاؤه من أجل شعب أورشليم فقط ، وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها قائلا " إنك لو علمت أنت أيضا ، حتى فى يومك هذا ، ما هو لسلامك! ولكن الآن قد أخفى عن عينيك ، فإنه ستأتى أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسة ، ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة ، ويهدمونك وبنيك فيك ، ولا يتركون فيك حجرا على حجر ، لأنك لم تعرفى زمان افتقادك".
المرة الثالثة التى بكى فيها السيد المسيح كانت فى بستان جثيمانى وكان بكاؤه ممزوجا بالآلام ، فقد بكى من أجل خلاص كل الشعوب فى العالم أجمع ، كما جاء فى رسالة القديس بولس الرسول الى العبرانيين " الذى فى أيام جسده ، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت " .
ونتساءل لماذا بكى السيد المسيح ؟
ربما كان السيد المسيح يشارك المعزين فى مشاعرهم فى انتقال لعازر "فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين" ، وربما بكى لأن الحاضرين لم يغتنموا الفرصة ليتمتعوا بالفداء المجانى "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة ".
لقد عمل السيد المسيح كل شىء من أجلنا ، لكى نحيا جميعا معه ، لكن البعض رفض أن يكون معه ، لذلك بكى السيد المسيح ، لقد جاء السيد المسيح لينير ظلمة العالم ، ولكن البعض من أحبائه رفضوا هذا لكى يعيشوا فى الظلام ، لذلك بكى السيد المسيح ، جاء السيد المسيح لكى تكون لنا الحياة الأبدية ، ولكن البعض رفض ذاك لكى يحيوا فى الموت الأبدى ، لذلك بكى السيد المسيح .
بكاؤه لن ينتهى بعد ، فمازال حتى الآن يبكى على تلك الأنفس المفدية بالدم الثمين التى تريد أن تأكل من شجرة معرفة الخير والشر بدلا من شجرة الحياة.