للشاعر فايز البهجورى
أنا .. والبدرُ.. وظلِّى.. وضفافٌ .. ونخيلْ وغديرٌ.. فيه يجرى الماء عذباً سلسبيلْ ونسيمٌ.. ناعم اللمسات فى وقت الأصيلْ وهدوء .. وصفاء.. ينعش القلب العليلْ

ومضيت.. فى طريقى.. حسبما تمضى الطريقْ
سِرْتُ وحدى.. فى دروبً.. ليس لى فيها رفيقْ وسبحت.. فى خيالى.. ثم فى فكر عميقْ كل ما حولى جميلٌ.. كل ما حولى دقيقْ

وانطلقتُ .. فى سبيلى.. لست أدرى قِـبْـلَـتِـى ونسيتُ.. كل ما حولى حتى وحدتى ومضيتُ.. ساهم الفكر شَرُودَ النظرةِ كل ما حولى يبدو لى بهىّ الطلعةِ

راعنى ما قد رأيتُ .. من أعاجيب الفعالْ
هزِّنى ما قد لمستُ.. من جمالٍ.. وجلالْ
من نباتٍ.. وسماءٍ.. وجبالٍ.. وتلالْ
من طيورِ.. وزهور.. ومياهٍ.. ورمالْ

ذلك البدر الذى يسطع مَنْ أسطعهُ
ذلك النجم الذى يلمع مَنْ المعهُ
ذلك الكون الذى يُبهر مَنْ أبدعهُ
ذلك الحُسن الذى يُسحر ما أروعهُ

قد رأيت الحُسنَ والإبداع فى هذه الحياهْ
قد رأيت عجائب الأحياء فى عمق المياهْ
كل زرع.. كل ضرع.. كل شيئ.. فى حياهْ
كل ما فى الكون يبدو فهو يهدى للإله
 
لم يَعُدْ فى النفس شكٌ وارتيابٌ فى وجودِهُ
لم يعد فى الفكر ريبٌ واشتباهٌ فى خلودِهُ
كل خير.. كل فعل.. هو عهدٌ من عهوده
كل شيئٍ.. كل حىٍّ.. هو مِنْ فيض وجوده
 
ها أنا فى البدر أرنو وجهه الحلو المنيرْ
ها أنا فى الزرع ألقى خيره الجمَّ الوفيرْ
ها أنا فى الزهر أنفح منه أنفاس العبيرْ
ها أنا فى الكون ألمس فعله.. هذا الكبيرْ