كتب – نعيم يوسف
أثار عقد المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية ردود فعل عالمية متضاربة ففي الوقت الذي رحبت فيه مصر والدول العربية بالمصالحة، وتركيا والصين، بالمصالحة، رأت كل من واشنطن وتل أبيب أن ما حدث يعتبر عقبة أمام سير عمليات السلام بين فلسطين وإسرائيل.

مصالحة بعد سنوات الانقسام
كان وفدا المصالحة الفلسطينية، قد أعلنا أمس الأربعاء، انتهاء سنوات الانقسام الفلسطيني حيث أعلن رئيس وزراء الحكومة المقالة، إسماعيل هنية إن الاجتماعات بين حركة فتح وحركة حماس في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين انتهت إلى اتفاق على تنفيذ سبل المصالحة بين الطرفين.

خطوات المصالحة
وأشار هنية إلى أنه تم عقد اجتماعين على مدار اليومين الماضيين سادتهما روح التوافق وتغليب مصلحة الوطن، كما كشف عن وضع جداول زمنية دقيقة لتنفيذ المصالحة. وأضاف أنه تم التأكيد على الالتزام بما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة واعتبارهما المرجعية عند تنفيذ المصالحة. وقال إن الرئيس الفلسطيني سيجري مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني بدءا من اليوم، على أن تُعلن خلال 5 أسابيع.
وشدد هنية على تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، على أن يخول الرئيس بتحديد موعد الانتخابات بالتشاور مع القوى الوطنية، وتجرى الانتخابات بعد 6 أشهر على الأقل من تشكيل الحكومة.

الدور المصري في المصالحة
وأعلن أنه تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقات في غضون 5 أسابيع من، موضحا، أن مصر ستعلب دور الراعي والضامن لاتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركة فتح وحركة حماس.
وكان مصدر سيادي مصري، قد أكد أن انطلاق عملية المصالحة الفلسطينية بين منظمة التحرير وحركة حماس في قطاع غزة، جرت بوجود عناصر مصرية مشرفة بشكل غير مباشر، وذلك بطلب من الجانبين قبلت به القاهرة على الفور، مبشراً بتنفيذ هذا الصلح بعد خلاف دام أكثر من ستة أعوام.
ومن جانبها ثمنت حركة المقاومة الإسلامية حماس" الترحيب العربي وخاصة المصري بتوقيع اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح مقتضب ظهر اليوم: "حركة حماس تقدر الترحيب العربي وخاصة المصري ببيان غزة، وتدعو إلى استمرار الدعم العربي لجهود المصالحة".

الموقف المصري
وقد أصدرت الخارجية المصرية بيانا، رحبت باتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه أمس في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

وأعرب الوزير نبيل فهمي عن أمله في أن يسهم الاتفاق في إنهاء الانقسام الفلسطيني وأن يصب إيجابيا في صالح دعم الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام الرامية إلى الحصول على كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
الصين ترحب بالمصالحة

كما رحبت وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس باتفاق المصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنظمة التحرير الفلسطينية وقالت إن بكين تأمل أن يساعد ذلك محادثات السلام مع إسرائيل.

وقال تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين إن الصين "تعتقد أن هذا سيفضي إلى الوحدة الفلسطينية ويساعد بشكل أساسي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي". 

الخارجية التركية ترحب بالتصالح
ومن الجانب التركي أعرب وزير الخارجية أحمد داود أوغلو اليوم، الخميس، عن دعم بلاده لاتفاق تنفيذ المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن أوغلو أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم فيه التهنئة على التوصل إلى اتفاق تنفيذ المصالحة. وأوضحت أن أوغلو "أكد دعم تركيا حكومة وشعبا لهذا الاتفاق، وأعرب عن استعدادها الكامل لتقديم ما يطلب منها لمساعدة الأطراف على تنفيذه".

خيبة أمل الولايات المتحدة
في حين عبرت الولايات المتحدة عن خيبة أمل إزاء الاتفاق وقالت إنه قد يجعل جهود السلام صعبة قالت الصين إنها ترى أن الخطوة إيجابية.

إسرائيل: حكومة إرهابية
أما على الجانب الإسرائيلي قال رئيس الكنيست الإسرائيلي، والقيادي في حزب الليكود، يولي إدلشتاين، إن اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير يعني عملياً تشكيل حكومة إرهاب وطني لا تستهدف إلا السعي للقضاء على إسرائيل.

وفي تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة الخميس، انتقد إدلشتاين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً، إنه: "منكر للمحرقة اليهودية، ويتحالف مع الإرهابي الحمساوي إسماعيل هنية"، في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعه وفد عباس، يوم الأربعاء مع حركة حماس في قطاع غزة، بشأن إنهاء الانقسام، وتنفيذ المصالحة الداخل