سميره نجاد ام القتيل عبد الله تصفع القاتل بلال قبل تنفيذ حكم الاعدام الذى كان صدر ضده ثم تعفو عنه وتقوم هى وزوجها برفع حبل المشنقه من حول عنقه
صبحى فؤاد
يوم الثلاثاء 15 ابريل 2014 كان هو اليوم الذى تقرر فيه اعدام " بلال " فى قلب ميدان مدينة "النور" بشمال ايران عقب صدور هذا الحكم عليه من المحكمة بعد ان قام بقتل شاب اسمه " عبد الله حسين زاده " فى معركة بالسكاكين بينهما منذ سبعة اعوام .
احضرت جهات الاختصاص الايرانية المكلفة بتنفيذ حكم الاعدام فى القاتل " بلال " معصب العينين وقاموا بلف الحبل حول عنقه بعد وضعه واقفا على كرسى كى تقوم ام القتيل بدفعه من تحته بقدمها فيتعلق القاتل من رقبته فى الحبل ويموت بعد لحظات.
ولم تبقى سوى دقائق معدوده على اعدام القاتل " بلال " واذا بام القتيل " سميرة نجاد " تقترب منه وتصفعه على وجهه ثم تقوم بمساعدة زوجها برفع حبل المشنقه عن رقبته معلنة بذلك العفو عنه بعد ان قامت بتنفيذ الحد الادنى من العقاب الذى يفرضه القانون الايرانى على اى مجرم او متهم صدر ضده حكم.
لم يصدق الجمهور الحاضر المشهد بما فيهم ام القاتل وجميع اقاربه فانخرطوا جميعا فى بكاء شديد وسقط بعضهم مغشى عليهم من هول المفاجأة الضخمة .
استدارت ام بلال القاتل الى سميره ام القتيل واخذتها بالحض وراحت تجهش بالبكاء الشديد غير مصدقه ان ابنها كتب له ان يعيش من جديد اما القاتل فراح يبكى ويصرخ غير مصدق انه لا يزال حيا وارتمى تحت قدمى ام القتيل وراح يقبل حذاءها شاكرا وطالبا السماح والمغفرة .
هذا الكلام ليس سيناريو فيلم او تمثيلية ميلودراما وانما قصة حقيقية بطلتها ام ايرانية مسلمة استطاعت ان تتغلب على احزانها واوجاعها واحزانها بعد مقتل ابنها وتنتصر على غريزة الانتقام الموجوده فينا نحن البشر وتقوم بالعفو عن قاتل ابنها رغم ان كل القوانين والشرائع تعطيها الحق لكى تقتص لابنها وتنتقم من القاتل ولكنها فضلت ان تعمل بوصايا وتعليم السيد المسيح الذى غفر لاعداءه ومعذبيه ومن صلبوه وقتلوه.
لقد ذكرتنى هذه السيد العظيمة وما فعلته تجاه قاتل ابنها بمشهد صلب السيد المسيح وقوله " اغفر لهم يا ابتاه " .. ذكرتنى بقلب السيد المسيح الذى كان يستوعب الجميع الاعداء قبل الاحباء رغم انها مسلمه ربما لم تقرأ الكتاب المقدس او سمعت عن وصاياه او تعليمه.
اننى اثق ثقة مطلقة ان هذا الشاب القاتل الذى غفرت له ام عبد الله سوف يظل مدينا لبقية عمره وخادما مطيعا وعوضا لها عن ابنها والاهم من كل هذا اثق انه سوف يكون فاعل خير وداعيا للسلام والمحبه والمغفرة بين الناس بعد ان كتبت له هذه الام ان يعيش مرة اخرى .
اننى انحنى تقديرا واحتراما لام عبد الله واتمنى من كل قلبى ان تمنح المنظمات العالمية جائزة عالمية لهذه الام لكى تصبح قدوة فعالة على مستوى العالم ومثال نحتذى به جميعا اينما كنا وايا كانت ادياننا او معتقداتنا .