خاص – الأقباط متحدون
رحيل الأديب الكولومبي الكبير
أنهت مكسيكو سيتي أمس الاثنين جنازة ضخمة للأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الذي توفي الخميس عن 87 عاماً في حضور عائلته ورئيسا كولومبيا والمكسيك (البلد الذي اختاره مقراً له)، وهو صاحب الرواية الشهيرة "مائة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا".
وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس: "المجد الأبدي للشخص الذي أعطانا مجداً كبيراً"، مضيفا، أن كولومبيا والمكسيك تتحدان لتكريم الشخص الذي لفت انتباه العالم في يوم من أيام ديسمبر 1982 من ستوكهولم المصقعة، عندما تكلم عن عزلة أميركا اللاتينية.
جنازة على أنغام الموسيقى
وكان آلاف المعجبين بالكاتب مروا أمام الإناء الجنائزي على أنغام رباعي كان يعزف مقطوعات لبارتوك وبيتهوفن. ومن وقت إلى آخر كانت فرقة صغيرة لموسيقى الكومبيا وفايناتو من ساحل كولومبيا تتولى العزف، ما دفع جزء من الحضور إلى الوقوف والرقص قليلاً.
وفي بلده الأم تحضر السلطات الكولومبية مراسم تكريم له أيضاً. إذ يشارك الرئيس سانتوس اليوم الثلاثاء في مراسم رسمية في كاتدرائية بوغوتا، وستعزف الأوركسترا السمفونية الوطنية القدس الجنائزي لموزار.
قراءة جماعية لرواية له
و في اليوم العالمي للكتاب الذي يوافق الأربعاء، قررت الحكومة الكولومبية قراءة رواية "لا رسالة للكولونيل" (1961) في أكثر من ألف مكتبة عامة ومتنزه ومدرسة. وسيعطي الرئيس الكولومبي إشارة البدء بالقراءة شخصيا.
من هو ماركيز؟
وغابرييل خوسيه دي لا كونكورديا غارثيا ماركيث هو روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي ولد في أراكاتاكا، ماجدالينا في كولومبيا في 6 مارس 1927،قضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا.
وبحسب موسوعة "ويكيبديا" فقد تضاربت الأقاويل حول تاريخ ميلاده هل كان في عام 1927 أو 1928إلا أن الكاتب نفسه أعلن في كتابه عشت لأروي عام 2002 عن تاريخ مولده عام 1927. ويعرف غارثيا ماركيز عائليًا وبين أصدقائه بلقب غابيتو، فيما لقبه إدواردو ثالاميا بوردا، مساعد رئيس التحرير صحيفة الإسبكتادور، باسم غابو، بعد حذف المقطع الأخير.
أشهر كتاب الواقعية العجائبية
ويعد غارثيا ماركت من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، فيما يعد عمله مئة عام من العزلة هو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي، وبعد النجاح الكبير الذي لاقته الراوية، فإنه تم تعميم هذا المصطلح على الكتابات الأدبية بدءًا من سبعينات القرن الماضي، وفي عام 2007، أصدرت كل من الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءًا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقة بالإسبانية في كل العصور.
صديق الزعيم كاسترو
وقد وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب غابرييل غارثيا ماركيز شخصيًا. وتميز غارثيا ماركيز بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية، وقد تسببت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الكثير من الجدل في عالم الأدب والسياسة، وعلى الرغم من امتلاك غابرييل غارثيا ماركيز مسكنًا في باريس وبوغوتا وقرطاجنة دي إندياس، إلا أنه قضى معظم حياته في مسكنه في المكسيك واستقر فيه بدءًا من فترة الستينات.
أهم أعماله
وشكل ماركيز جزءا من البوم الأمريكي اللاتيني، ويشتمل الإنتاج الأدبي لماركيز على العديد من القصص والروايات والتجمعات، إلى جانب كتابات أخرى، وتتناول الغالبية العظمى منه مواضيع مثل البحر وتأثير ثقافة الكاريبي والعزلة، واعُتبرت رواية مئة عام من العزلة واحدة من أهم الأعمال في تاريخ اللغة الإسبانية، وذلك من خلال المؤتمر الدولي الرابع للغة الإسبانية الذي عقد في قرطاجنة في مارس عام 2007.
هذا بالإضافة إلى كونها أهم أعمال ماركيث، كانت أيضا أكثر الأعمال تأثيرا على أمريكا اللاتينية. واشتهر أيضًا بالأعمال الأخرى مثل ليس للكولونيل من يكاتبه،وخريف البطريرك والحب في زمن الكوليرا. وأيضًا هو مؤلف للكثير من القصص القصيرة، إضافة إلى كتابته خمسة أعمال صحفية.
حصوله على نوبل في الأدب
وقد حصل ماركيز على جائزة نوبل للآداب عام 1982 وذلك تقديرًا للقصص القصيرة والرويات التي كتبها، والتي يتشكل بها الجمع بين الخيال والواقع في عالم هادئ من الخيال المثمر، والذي بدوره يعكس حياة وصراعات القارة، وكان خطاب القبول تحت عنوان "العزلة في أمريكا اللاتينية"
كما شكل ماركيز جزءا من مجموعة من أحد عشر كاتبا حازوا جائزة نوبل للآداب. ونال العديد من الجوائز والأوسمة طوال مسيرته الأدبية مثل وسام النسر الأزتيك في عام 1982، وجائزة رومولو جايجوس في عام 1972، ووسام جوقة الشرف الفرنسية عام 1981، تُوفي ماركيز في مدينة مكسيكو بالمكسيك يوم 17 أبريل 2014 عن عمر ناهز 87 عامًا.