الأقباط متحدون - أخريستوس آنستي آليتوس أنستي...المسيح قام بالحقيقة قام
أخر تحديث ١٣:٤٩ | الثلاثاء ٢٢ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣١٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أخريستوس آنستي آليتوس أنستي...المسيح قام بالحقيقة قام

بقلم: عساسي عبدالحميد

ياسيدى ....
تطربنا موسيقى كلماتك .... لكن تتلعثم مداركنا في ترديد سطورها ...
 يبهرنا فجر قدومك الجميل...لكن نعجز على قطف أنواره ...
يبهرنا سحر ليلك الهادئ....لكن لا تذوب قلوبنا مع نور قمره البهي.....
لأننا نتجاهل فيك الممسوح بزيت الرب،  و نريدك ماردا، ماردا فقط  يملئ  سلالنا و أكياسنا بما يفيض عن حاجاتنا و يزيد ، وجبارا ينتقم لشرفنا و يبيد خصومنا ....و يعيد لنا ملكا ضائعا و حقا مغتصبا....
لا نريدك "مسيا"  يضيء هيكل قلوبنا، و لا كاهنا عظيما ينير مسالك حياتنا، و لا بركة في غرة  أعيادنا وأعراسنا....
 ولهذا يعوزنا عزاؤك ومجدك .... فلا مياه تروي غليلنا... و لا خبزا يسكن  جوعنا ....ولا بلسما يشفي كلومنا ....و لا جليسا يبدد وحشتنا و كآبتنا.... 
 نريد منك عجيبة كل يوم ، لا لمجدك أنت يا سيد الكينونة، بل لذواتنا  الواهنة....
نريدك ماردا....ماردا فقط، نخرجه من القمقم متى شئنا  في أوقات خصاصنا لنملي عليه رغباتنا وحاجاتنا....ولهذا  لا تكتحل عيوننا بإطلالة صباحاتك المجيدة ... و تعجز شفاهنا على ترديد أنشودتك الخالدة... على إيقاعاتك الرفيعة الفريدة.....فلا نشبع من عزائك الدافئ، ولا نتزود من بركاتك، ولا تلمس أيادينا  كنوزك الجميلة التي لا تصدأ ..... وما أن تمد يدك  لنا في الغروب  حتى ننساك عند الشروق، وفي هذا ضعفنا وكسلنا،  ولن نطلبك ثانية إلا في أسقامنا  وآلامنا....بيد أنك تدعونا كل يوم على باب هيكلك لحضور قداديسك، والجلوس على موائدك، و الارتواء من ينابيعك،  ونحن  نطلب منك ما يلبي جشعنا ويشبع غرورنا، ورغم ذلك تمسح على رؤوسنا برفق متناه ....وتلمس أيادينا الضعيفة بعطف الأمهات...

 ما أروعك ....
***********
على قمم عديدة  رفعنا لك صليبا ....وشيدت سواعدنا دورا لترديد كلماتك ووصاياك، وعلى جدرانها و تحت أسقفها أرخنا لذكراك العبقة ... فرسمنا لك العشاء الأخير.... و الجثسمانية ....
طريق الآلام...والمجدلية....
تلة الجلجثة... و وجهك اللامع كقمر نيسان  وأنت متوج في كامل بهائك ومجدك .....
وقبل هذا، دخولك أورشليم كملك مظفر غانم ،  و هتاف الجموع لك  "هوشعنا " ....."هوشعنا" .....لابن داوود....
ومهما فعلناه لتكريمك فإننا لا نرى  شعلتك الوهاجة المضيئة ولا تطأ أقدامنا درج  هيكلك العظيم .... و لا نتقن فن الصلاة كما أتقنتها أنت بشاعريتك العجيبة المذهلة...." فرب صلاة هادئة نابعة من  سكون الليل  تبثها  قلوب كسيرة وجيعة، خير من تراتيل من نصبوا أنفسهم حماة للشريعة ...وبطونهم ملأى  بخيرات المستضعفين و قوت الكادحين "....فمن غيرك يا سيدي علمنا  بأن الصلاة ليست سلاسل تكبلنا فتدمينا، و أثقالا نحملها فتوجعنا،  و كلمات نرتلها ونعيدها ....بل حنين دافئ و شوق جارف و مشاعر طليقة رقيقة، ترفرف في عوالمك الفاتنة ...ثم تعود لذواتنا الأرضية لتزرع فيها بذور ملكوتك لتنبت على جوانبها حبا و عطاء و جمالا .... 

ما أروعك ....
***********
ما أشبه الأمس باليوم ....
فما زلت حتى الساعة تقصد البحيرات و ضفاف الأنهار لتبحث عن صيادين جدد يحولون شباكهم نحو القلوب ....وتطوف بين الأزقة و الدروب لعلك  تجدا عشارا يحمل الكلمة....و تبحث عن خاطئات لتصهرهن بنور قدسك ونار كلماتك ليحملن الكرازة و القداسة ...و عن مرضى تزيل السقم العالق فيهم  ...و تبحث أيضا بين عابري السبيل عن أسخريوطي يضع على خدك قبلة باردة ...... وهناك بيننا من ينال شرف حمل ثقل الصليب عنك تماما كما فعل سمعان القيراواني على طريق الآلام.... فنصلبك من جديد....ويتمزق ستار هيكلنا...وتظلم سمائنا و تبرق وترعد...فتتمخض الأرض بموتاها.....ثم نتعمد بدمائك....ونطلب غفرانك .
 فتظهر لنا في واضحة أحلامنا كائنا نورانيا كاملا ممجدا.... فنسجد تحت قدميك و نقبل يدك المثقوبة نادمين جاهشين  ......

ما أروعك.... 
***********
قد كنت يا سيدي فارسا ليس كسائر الفرسان، ومحاربا لم تشهد ساحات الحروب مثيلا له، فتكسرت حراب الأباطرة وسيوف القياصرة  تحت قدميك ...و سحقت بنعليك شياطين أفكارهم.. و أخرجت منهم  الخبث العالق في قلوبهم، فانضم العديد منهم إلى معسكرك ليحملوا معك الكلمة إلى   فارس والهند  وروما  و الإسكندرية... و إلى  كل أقاصي  المعمورة  .....فانتصرت عليهم بقوة الروح، لا ببطش الجبابرة القساة الذين يقيمون ممالكهم على أكوام من الجماجم و أنهارا من الدماء ....
فكانت مملكتك بحق سيدة الممالك ...وكنت فيها الملك الخالد المتوج الذي لا نهاية لملكه، لأنك توجت كل واحد من أفراد شعبك بدل أن تسخرهم لخدمتك كما فعل حكام الأرض، و أجلستهم جميعا في ديوانك العامر و أقمت لهم المآدب و المجالس،  و كنت أنت فيهم الخادم الغاسل لهم الأرجل و الأيدي،  فسكبت لهم من معتق خمرتك ...و ناولتهم من خيرة طعامك... ثم اتكأت معهم لتحدثهم بأمثالك ...

ما أروعك.....
***********
ما أروعك، يا رئيس السلام ......
يا سيد المرنمين...
يا قلبا يفيض حبا و عطاء .....
يا سيد الشعراء.....
يا يســــــــــــــــــــوعي...

Assassi_64@hotmail.com

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter