الأقباط متحدون - 9- تأملات في طريق الآلام
أخر تحديث ١٩:٤٩ | الجمعة ١٨ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣١٦٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

9- تأملات في طريق الآلام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مات الإله فكيف مات؟
جمعة الصلبوت


Oliverكتبها
لا توجد في كتب الآلهة عبارة (مات الاله).قواميس الناس أيضاً لا تحتوي علي موت الآلهة.
هي عبارة عجيبة.يسمعها غير المؤمنين فيتهموننا بالجهل.يسمعها الفلاسفة فيسخرون منا.يسمعها العقلانيون فيرجموننا بالجنون.يسمعها اليهود و قبل أن نكمل العبارة يكونوا قد حكموا علينا بالتجديف.
مات الإله .مات المسيح.أقصر العبارات كلاماً و أطول العبارات أثراً و أعظمها نتيجة.مات المسيح ...لا تسأل كيف مات الإله لأنني أسألك أولاً كيف ولد الإله؟؟؟كيف صار الإله إنساناً .
إسأل مريم أمه كيف صار جنيناً في بطنك بغير زرع بشر؟إسأل رئيس الملائكة كيف ظلل الروح القدس العذراء و حل عليها قوة العلي حتي أصبح الإله جنيناً في البطن بغير مشيئة جسد و لا مشيئة رجل؟
إسأل الرعاة من هذا المولود الذي تسبحه الملائكة؟و لماذا تسبحه الملائكة؟
إسأل هيرودس لماذا إرتجت المدينة عند مولده؟ و ما هي قصة ذاك النجم الذي أرشد المجوس؟
إسألالشيوخالذينسمعواتعليمهوهولازالصبيوكيفأجابأسئلتهمإسألهمأكانالمسيحمجردصبييجيبأسئلةالشيوخ؟
تسأل كيف مات الإله و كان يجب أن تسأل أولاً كيف أن المسيح كائن قبل إبراهيم؟
قل لي كيف أشبع الآلاف من الجياع بسمكتين فقط؟ثم قال بعدها أنا هو خبز الحياة الذي نزل من السماء؟
إسأل أولاً كيف جعل الماء خمراً أو كيف خلق للمولود أعمي عينين.
إسأل كيف طهر البرص و شفي الحمي بكلمة.إسأل كيف أقام الموتي بأمر منه قبل أن تسأل كيف مات؟
إسأل كيف صار وجهه يلمع أكثر من الشمس علي جبل طابور؟ إسأل أولاً كيف مشي علي المياه بل و أعط الإنسان أن يمشي مثله علي المياه؟
إسأل يوحنا المعمدان لماذا شهد له بأنه حمل الله و كيف سيرفع خطية العالم كله؟
إسأل تلاميذه الأطهار كيف كان يعلم بكل شيء و أن كل شيء مكشوف عنده؟
إسأل قائد المئة عن سلطانه في المعجزات و إسأل الشعب الذي سمع له عن سلطانه في التعليم.
إسأل المرأة الخاطئة و أيضاً التي ضبطت في ذات الفعل و كذلك المقعد كيف غفر لهم خطاياهم ثم شفاهم؟إسألهم بأي سلطان كان يغفر الخطايا؟
إسأل التلاميذ العارفون بالبحر كيف أمر الريح و الأمواج فأطاعا؟لا تنسي أن تسأل الريح و البحر كيف سمع كلمته و صمت؟
إسأل بيلاطس هل أمسك عليه نقص أو وجد فيه عيباً؟بل إسأل الشعب كله هل وجد فيه سبباً ليبكتوه؟هل رأوا فيه خطية؟
إسأل اللص اليمين هل رأيته إلهاً يصلب عنك أم مذنباً يصلب مثلك؟
إسأل لونجينوس الذي طعنه هل يخرج من الموتي دم و ماء إذا طعنهم؟
إسأل لمن غابت الشمس في الظهيرة و حدثت الزلزلة و ماذا قال الشعب الواقف عند الجلجثة وقتها؟
إسأل القائمين من القبور من فتح لهم القبور و من أخرجهم أحياء و بمن كانوا يبشرون وقتها؟
إذا أجبتني علي هذه الأسئلة أجيبك كيف مات الإله ربنا يسوع المسيح مخلص العالم.

لست أجد فيه علةً واحدةً.
لم تكن هذه شهادة بيلاطس وحده لكن كانت آخر شهادة في حق المسيح قبل موته.
لما سألت العذراء كيف يكون لي هذا و أنا لست أعرف رجلاً جاءها الصوت السماوي أن المولود هو الله نفسه جاء بغير مشيئة رجل و لم يسري إليه نقص البشر و لا خطيتهم.
- منذ تجسده تشكك يوسف النجار في سر الحبل به فإذا الإجابة تأتيه في حلم لا تخشي يا يوسف لأن الذي حبل به في العذراء هو من الروح القدس ليس من عيب أو نقص أو شر حاشا بل هو من الروح القدس.ليس هناك علة لا في مريم و لا في الجنين الذي في بطنها
- جائت الملائكة تمجده لأن المولود هو الإله المتجسد الذي لم يكن تجسده نقصاً من إلوهيته بل حباً في ضعفنا لذلك سبحت الملائكة الإله إذ رأوه في طبيعتنا الإنسانية و هم الذين ألفوا تسبيحه في مجده.
- لم يكن في جماله نقص فكان أبرع جمالاً من بني البشر.و هو طفل لم ينقص شيئاً عن كمال الطفولة.و في صباه لم ينقص شيئاً عن كمال الصبا و في نضجهلم ينقص عن كمال البالغين.لقد كان كاملاً طول الوقت فكيف نظن أن فيه علة واحدة؟
- في تعليمه لم توجد علة واحدة فلا الفريسيون المهرة في التعليم وجدوا في تعليمه نقص حتي إحتاروا منه و أرادوا أن يصطادوه بكلمة فلم يستطيعوا.و لا الكهنة وجدوا في تعليمه ما يناقض الشريعة حتي أنهم لم يثبتوا في تهمة واحدة ضده حتي محاكمته الأخيرة.
يعلم الفريسيون أنه ما أخطأ في وصية و يعلم الناموسيون أنه ما خالف الناموس في نقطة أو حرف.يعلم السامريون أنه ما أخطأ في تفسير و لا أجج مخاصمة.يعلم الرومانيون أنه ما جاء بثورة ضدهم و لا حرض علي كراهية.يعلم اليونانيون الحاذقون في الفلسفة أنه بلا عيب و أنه الإله.
شهد له المعمدان تاج العهد القديم أنه حمل الله و هذه الأمة اليهودية تعلم أن من شروط حمل الله أنه يكون بلا عيب....فهوذا منذ البدياة مشهود له أنه بلا عيب.
حتي إبليس لم يستطيع أن يورطه في خطية أو يمسك فيه عيباً فخرج مدحوراً من البرية.
قال بيلاطس لست أجد فيه علة واحدة و صوت إمرأته في أذنه أن المسيح بريئاً.
كانت الشهادة بأن المسيح بريئاً من العيوب هي الصك الذي يجعل المسيح صالحاً كخروف بلا عيب مذبوح لأجلنا إذ قد إستوفي في شخصه شروط الذبيحة المقبولة بغير نقصان.
لذلك شهد أيضاً له اللص قائلاً أما نحن فبعدل جوزينا أما هذا فأي ذنب صنع؟؟؟؟

باراباس
سأل بيلاطس من تريدون أن أطلق لكم ؟ أجاب الجميع باراباس....حسناً أجابوا.لقد إختاروا الإختيار الصحيح.ماذا لو إختاروا أن يموت باراباس و يطلق المسيح؟؟؟؟كنا نهلك جميعاً بخطايانا.فموت باراباس لن ينفعنا بشيء و لن ينفع باراباس نفسه.
حسناً إختاروا موتك أيها الصالح ذلك لو كانوا قد أدركوا أن في موتك حياتنا.
حسنأ إختاروا الموت ليسوع لكي لا نهلك نحن.
ثم سأل بيلاطس و أي شر صنع؟؟؟؟ عجيبة هذه المحاكمة فبيلاطس يقدم يسوع للشعب لكي يحاكمه و الشعب يقدم يسوع لبيلاطس لكي يحاكمه و رؤساء الكهنة يقدمون يسوع لبيلاطس لكي يحاكمه و بيلاطس يعيده لرؤساء الكهنة لكي يحاكمه ثم في النهاية لا يحاكمه أحد لكن بيلاطس و الشعب يأمرون بصلبه؟؟؟و يقررون إطلاق باراباس؟برغم السؤال الدائم حتي اليوم؟؟؟و أي ذنب صنع كي يُصلب؟ و باراباس أي طَيِبٍ صنعَ كي يُطلق؟
لم تكن إجابة علي السؤال بل صراخ إطلق لنا باراباس إطلق لنا باراباس؟و ماذا أفعل بيسوع؟؟؟؟فليصلب؟؟
ينظر باراباس إلي الشعب الهاتف بحياة المجرم السفاح الذي يطلب في الوقت نفسه حياة المسيح البرئ؟ و يشجعون بيلاطس بهتافهم قائلين دمه علينا و علي أولادنا...لا تخش يا بيلاطس نحن نحمل الوزر عنك؟؟؟هذا و المسيح الذي هو بالحقيقة حامل خطايا العالم كله واقف صامت منتظر الذبح و باراباس غير مصدق لما يحدث؟
باراباس غير مقتنع بما يري.لا أحد من الشعب يحبه كي يهتف بإسمه.يسمع إسمه وسط الصراخ و لا يصدق أنهم يهتفون له؟يقول في نفسه.إما أنا أموت و أهلك أو المسيح يموت و أتحرر أنا.ليس هناك إختيار ثالث.لقد وضعنا باراباس في نفس الموقف.كانت أمنية باراباس أن يموت المسيح و نحن أيضاً نشارك باراباس و نعظم موت المسيح غير ناسين أنه أيضاً قام و صعد إلي السموات بنا.لأنه إما أنا أموت أو المسيح يموت و أنا أعيش....ليس من وسيلة أخري سوي موت المسيح كي أعيش أنا.ففي موته خلاصي.
كان باراباس يخشي أن يدافع المسيح عن نفسه و يفلت من الصليب لأن هذا معناه هلاك باراباس.لكن المسيح صمت عند الصليب لكي ننجو نحن في المحاكمة.هذا الصمت الذي أثبت لنا من خلاله أنه لا يشاء موت الخاطئ بل يشاء أن يموت هو عن الخاطئ.لذلك يهتف باراباس اليوم أنا ما عشت لأن الجمع هتف لي لكي يطلقني باراباس .أنا عشت لأن المسيح مات لأجلي.أنا أحيا بمشيئة المسيح اليوم و ليس بمشيئة الجمع.
كانت أمنية باراباس الوحيدة أن يموت المسيح فليس من حل آخر.و نحن أيضاً وجدنا الحل من خطايانا في موت المسيح.باراباس مندهش لأنه حي و مندهش من موت المسيح لأجله .هذا الذي جعل البعض حتي اليوم غير مصدقين لموت الصليب .
هل يدين باراباس بحياته لأحد غير المسيح؟؟نحن أيضاً مدينين بحياتنا للذي فدانا بموته.تري بمن سيفتخر باراباس إلا بالمسيح مخلصه من أوجاع الموت.إنه أول من نفذ الوصية و قال أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به أنا حي إلي اليوم و أفتخر.
باراباس قضي حياته مجرماً قائلاً قاطع طريق.لكن اللحظة التي رأي نفسه يتحرر فيها و المسيح يساق إلي العقاب بدلاً منه هذه اللحظة التي نال فيها حكم البراءة بسبب المسيح كافية لكي ينسي كل الماضي الأثيم.و كل الناس الذين قتلهم بغير ندم.و كل الوجوه البريئة التي إغتالها.لحظة يستبدل بها كل الفزع الذي يملأ ذاكرته.لحظة تكفي ليعيشها كل العمر.
لن يفهم أحد حرية الخلاص مثل باراباس.لا يعرف أحد معني الحرية في المسيح إلا الذي وقف مثل باراباس محكوماً عليه بالموت ثم إنزاح الموت عنه بعمل عجيب و إنتقل ليوضع علي رأس المسيح عوضاً عنه.
لن يفهم أحد مشاعر باراباس إلا الذي ذاق حلاوة مغفرة الخطايا.و سمع من فمه الطاهر إذهب....إنطلق أنا لا أدينك.أنا في الصليب سددت كل الديون.أنت حر من الآن؟تري لو أنك تعيش الحرية من هو الأولي لتعيش معه حريتك سوي المسيح نفسه محرر العبيد.
لن يتذوق أحد فرحة باراباس حين إنطلق مذهولاً و هو يدوس القيود تحت قدميه هذه التي قيدته طول العمر.هذه الفرحة يعرفها التائبون من قلوبهم.يعرفها المتلذذون بالإنجيل.حين تنفك قيود الفكر و تسبح الروح في أعماق الله و أعماق كلامه العجيب.ساعتها ستعرف كيف فرح باراباس لأنك فرحت مثله و ربما أكثر منه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع