عماد الدين أديب
بالتأكيد هناك من له عقلية علمية داخل جماعة الإخوان المسلمين.
ومن المؤكد أن هناك باحثين يهتمون بتحليل الظواهر بشكل علمى.
ومهما كانت حالة الشعور بـ«المظلومية» التاريخية التى تسيطر على عقل ومشاعر جماعة الإخوان، فإن هناك من يمكن أن يقوم بتحليل موضوعى حتى لو كانت نتائجه سرية بهدف معرفة الحقيقة بصرف النظر عن نتائجها.
من هنا أسأل: هل قام «العقل الإخوانى» بالإجابة عن السؤال العظيم: لماذا فقدت الجماعة الحكم.. أول حكم رسمى شرعى لها عبر صندوق الانتخابات بعد انتظار دام 82 عاماً؟.
هل سألت الجماعة: كيف يمكن أن حكماً استغرق انتظاره 82 عاماً، يسقط بعد 12 شهراً بالتمام والكمال؟!
هل يمكن للعقل الإخوانى أيضاً أن يتعمق فى الدراسة ويسأل: كيف يمكن تفسير تعاونها وتنسيقها مع جماعات مثل السلفية الجهادية و«القاعدة» و«سرايا بيت المقدس»؟
وهل يمكن للعقل الإخوانى أن يرصد ويحلل انتقال الجماعة من حالة التظاهر السلمى إلى العمل المسلح، ووجود سلاح يبدأ بالمولوتوف ويمر بالخرطوش وينتهى بالمدافع الرشاشة داخل صفوف التظاهرات المسماة بالسلمية؟
إن هذه الظواهر تحتاج إلى فهم عميق وتحليل كيفى وكمى للوصول إلى إجابات واضحة ومحددة تكون مفيدة للجماعة قبل المجتمع المصرى كله.
والخطر الأكبر أن تكون الجماعة فى حالة غيبوبة فكرية وحالة نكران كامل للواقع ومستمرة فى حالة اختلاق واقع افتراضى قائم على الآتى:
1- أن الجميع تكالبوا على إسقاط الحكم الشرعى للرئيس محمد مرسى، وأن ما حدث كان مؤامرة كبرى من الجيش والإعلام والمعارضة والقضاء ورجال الأعمال والفلول لإسقاط أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر الحديث.
2- ويستمر هذا الواقع الافتراضى معتمداً على أن الحل الوحيد للخروج من الصراع الدموى الحالى هو عودة الرئيس مرسى ودستور 2012 وإسقاط ومحاكمة كل نظام ما بعد ثورة 30 يونيو 2013.
هذا الواقع الافتراضى هو سبب انسداد أى قنوات وساطات محلية أو إقليمية أو دولية بين الجماعة والحكم فى مصر.
مطلوب مراجعة علمية داخلية من الباحثين العلميين داخل الجماعة للإجابة عن السؤال الكبير: كيف وصلنا إلى هنا؟ وكيف نخرج -عملياً- من هذا المأزق التاريخى؟
نقلآ عن الوطن