شجرة التين تيبس والمسيح يكلم تلاميذه عن الإيمان
المسيح يصطدم مع طوائف اليهود الفريسيين والصدوقيين والكتبة
كتب – نعيم يوسف
تحتفل الكنيسة اليوم، بـ"ثلاثاء البصخة" وفيه تحيي ذكرى يوم الثلاثاء في الأسبوع الأخير الذي عاشه المسيح على الأرض، حيث قام بعدة أيام بداية من الصباح حتى المساء وتتلخص أحداث اليوم في المرور على شجرة التين التي كان لعنها في اليوم السابق، ثم صادمه مع رؤساء اليهود من خلال العديد من الحوارات والنقاشات ثم قضى بقية اليوم يعلم في الهيكل ولما جاء المساء مضى من الهيكل، وبدأ رؤساء اليهود في التآمر عليه.
التينة تيبس
ويورد إنجيل القديس متى قصة التينة فيقول: "فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين: كيف يبست التينة في الحال، فأجاب يسوع وقال لهم : الحق أقول لكم: إن كان لكم إيمان ولا تشكون، فلا تفعلون أمر التينة فقط، بل إن قلتم أيضا لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر فيكون، وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه".
الصدام مع طائفة الفريسيين
وبعد ذهابه إلى الهيكل بدأ الصدام مع الفريسيون – هم طائفة دينية يهودية – الذين حاولوا أن يصطادوه بكلمة خطأ فيقول إنجيل متى: "حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة، فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: يا معلم، نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق، ولا تبالي بأحد، لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس، فقل لنا: ماذا تظن ؟ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا، فعلم يسوع خبثهم وقال: لماذا تجربونني يا مراؤون، أروني معاملة الجزية . فقدموا له دينارا، فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة، قالوا له: لقيصر. فقال لهم: أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا".
الصدام مع طائفة الصدوقيين
ثم بدأ الصدام مع طائفة آخرى وهي الصدوقيين حيث يقول إنجيل لوقا: "وحضر قوم من الصدوقيين، الذين يقاومون أمر القيامة، وسألوه، قائلين: يا معلم، كتب لنا موسى: إن مات لأحد أخ وله امرأة، ومات بغير ولد، يأخذ أخوه المرأة ويقيم نسلا لأخيه، فكان سبعة إخوة. وأخذ الأول امرأة ومات بغير ولد، فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد، ثم أخذها الثالث، وهكذا السبعة. ولم يتركوا ولدا وماتوا، وآخر الكل ماتت المرأة أيضا، ففي القيامة، لمن منهم تكون زوجة؟ لأنها كانت زوجة للسبعة، فأجاب وقال لهم يسوع : أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون، ولكن الذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات، لا يزوجون ولا يزوجون، إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا، لأنهم مثل الملائكة، وهم أبناء الله، إذ هم أبناء القيامة، وأما أن الموتى يقومون، فقد دل عليه موسى أيضا في أمر العليقة كما يقول: الرب إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، وليس هو إله أموات بل إله أحياء، لأن الجميع عنده أحياء، فأجاب قوم من الكتبة وقالوا: يا معلم، حسنا قلت، ولم يتجاسروا أيضا أن يسألوه عن شيء".
الصدام مع طائفة الكتبة
ثم حاول معه رؤساء طائفة أخرى وهم الكتبة فيقول إنجيل مرقس: " فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنا، سأله: أية وصية هي أول الكل، فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى، وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين، فقال له الكاتب: جيدا يا معلم. بالحق قلت، لأنه الله واحد وليس آخر سواه، ومحبته من كل القلب ، ومن كل الفهم، ومن كل النفس، ومن كل القدرة، ومحبة القريب كالنفس، هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح، فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل، قال له: لست بعيدا عن ملكوت الله. ولم يجسر أحد بعد ذلك أن يسأله".
المسيح يحذر من تعاليم الفريسيين
كما قام المسيح بتحذير الشعب من تعاليم الكتبة والفريسيين، وقام برثاء أوروشليم، فيقول في إنجيل القديس متى: "لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس، فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون ... يا أورشليم، يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا، هوذا بيتكم يترك لكم خرابا".
المسيح يمدح أرملة فقيرة
ثم مدح المسيح أرملة فقيرة أعطت صدقة من أعوازها وقال: فدعا تلاميذه وقال لهم: الحق أقول لكم: إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة، لأن الجميع من فضلتهم ألقوا. وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها".
ثم حاول مجموعة من اليونانيين الذين كانوا قد أتوا إلى أوروشليم للعيد الحديث معه فحدثهم عن نهاية العالم والتوبة، ولما جاء المساء خرج من الهيكل.
المسيح يتنبأ بخراب الهيكل
وفيما هو خارج من الهيكل أشار تلاميذه إلى فخامة وعظمة أبنية الهيكل ، فأنبأهم بخرابه واضطهاد الأمم لهم ولما صعد إلى جبل الزيتون ، جلس هناك وابتدأ يشرح لبطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس ترتيب الحوادث وعلامات المجيء الثاني وخراب أورشليم وانقلاب الأمة اليهودية (متى24: 15 – 44 ؛ مرقس13: 14 – 37 ؛ لوقا21: 20 – 36) ، ومجيئه الأخير في يوم الدينونة حاثاً إياهم على السهر (متى24: 45 – 51) . وقال مثل العشر عذارى ، ومَثل الوزنات ، وكان ذلك على جبل الزيتون (متى25: 1 – 30) . ولما أكمل يسوع هذه الأقوال كلها ، قال لتلاميذه : "تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح ، وابن الإنسان يُسَلَّم ليُصلب" (متى25: 31 – 46) ، ثم مضى إلى بيت عنيا ليستريح فيه . وفي هذا المساء تشاور رؤساء اليهود على قتله (متى26: 1 – 16 ؛ مرقس14: 1 – 11 ؛ لوقا22: 1 – 6).