مينا اسعد كامل
يو  11:41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجاً!» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».
 
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم :
"لأن الله في غير احتياج إلي الصلاة ليقيم إنسانا ميتا . انه قد أقام آخرين من الموت أليس كذلك ؟ " [1]
من المحاولات العبثية في نقض إلوهية رب المجد يسوع استخدام المعترض لمعجزة إقامة لعازر مدعيا أن المسيح (لم يقدر) أن يقيم لعازر من الموت و (اضطر للصلاة) .
وكالعادة عندما نبحث في النص لا نجد (لم يقدر) ولا نجد (اضطر للصلاة) .. لكنها في فكر المعترض فقط ..
 
وكبداية لابد أن نعلم معا معنى كلمة صلاة حتى نعرف هل صلى المسيح أم لا .
 
عن لسان العرب [2] :
الصَّلاةُ: الرُّكوعُ والسُّجودُ.
والصلاةُ الدُّعاءُ والاستغفارُ
 
 
ونبحث عن فعل  الصلاة في النص ونتساءل
هل ركع وسجد المسيح ؟
هل دعا (طلب) المسيح
هل استغفر المسيح ؟
 
بالتأكيد لا ولا حرف في النص المقدس يؤدي إلي فعل من أفعال وإشارات الصلاة كما هو تعريفها
يقول القديس كيرلس السكندري [3]:
إنه أمر مناسب لتدبير إخلائه لنفسه بالتجسد أن يتكلم المسيح هكذا كإنسان بطريقه متواضعة"
 
لماذا نظر المسيح إلي السماء . [4]
وهي السؤال البديهي الذي يتبادر للذهن لماذا نظر المسيح إلي السماء ورفع نظرة إليها
والإجابة دعونا نربط نظر المسيح إلي السماء بهذه الآية
إنجيل يوحنا 17: 1
تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَالسَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا،
أي انه رفع عينية للسماء ليخبر الناس بأمر غير محسوس عن طريق شيء محسوس لكي يكرم الجميع الآب كما يكرمون الابن وان الابن لا يفعل شيء من ذاته لوحدة مشيئته مع الآب العدد تأكيد منظومة العلاقة الوثيقة بين الآب والابن الذي هو بهاء مجد ورسم جوهر الآب والواحد معه في الجوهر وواحد معه في المشيئة
19 فأجاب يسوع وقال لهم : الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك

20 لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم

21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك ا لابن أيضا يحيي من يشاء

22 لأن الآب لا يدين أحدا،بل قد أعطى كل الدينونة للابن

23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم لابن لا يكرم الآب الذي أرسله
في هذه الآيات اتضحت منظومة العلاقة الوثيقة في العمل بين أقنوم الآب والابن لأن لاهوت الآب حال في جسد المسيح لأبن
فما يفعله الآب يفعله الابن أيضاً لأن المشيئة الإلهية واحدة ليتمجد الآب بالابن
 
 
فكما يفعل الآب يفعل الابن أيضاً وكما أن الآب يحيى موتى كذلك الابن أيضاً ومن يطلب شيئاً باسم يسوع فيُلبى رب المجد طلبه لأنه واحد في المشيئة الإلهية معا لآب


ونري أيضا ما قاله الكتاب المقدس


10ألست تؤمن أني أنا في الآب والأب فيً؟الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال فيً هو يعمل الأعمال

11 صدقوني أني في الآب والأب فيً، وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها

12 الحق الحق أقول لكم : من يؤمن ب فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا،ويعمل أعظم منها، لأني ماض إلى أبي

13 ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن

14 إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله

الإجابة باختصار نظر المسيح إلي السماء لم يقل المسيح يا الله اخلق بل نظرة للسماء ليؤكد أن كرامة الابن من كرامة الآب وليمجد الناس الابن كما يمجدون الآب والعكس صحيح وان السيد المسيح له كل المجد لا يفعل شيء من ذاته بل وحدة الجوهرية مع الآب ووحدة مشيئته تجعل ما يفعله الابن يفعله الآب فالآية التي جاء بها المعترض تقول في كل حين تسمع لي
. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك والله موجود في كل مكان كما اشرنا مسبقا ولكن عندما نقول أبانا الذي في السماوات أثناء الصلاة،فإننا لا نحاول أن نحد الله بمكان،وإنما نقول ذلك من باب التمجيد والإجلال،لأن الكتاب المقدس يذكر"أن السماء كرسيه،والأرض موطئ قدميه" (مزمور 4:11 ومتى 25:5-35 وإعياء 1:66). فلا ينكر لاهوت المسيح إلا لو كان اعمي لم يري النور فمن يطعن في النور سوي من لم يري النور.
 
ونعود إلي ما قاله المسيح له المجد وهو ناظر إلي السماء
"«أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي"
شكر المسيح له المجد الأب دون أن يقدم طلبا أو رجاءا ..
شكر المسيح له المجد الأب قبل أن يقوم لعازر من الموت
هل طلب المسيح من الأب أقامه لعازر ؟
هل توسل إليه لإقامة لعازر ؟
لا
لقد شكره للاستماع .. ولم يطلب منه أقامه لعازر
عندما كلم  المسيح الأب لم يقم لعازر ..
لقد قام لعازر عندما خاطبه المسيح " لعازر هلم خارجا"
عفوا لم يخاطبه .. بل أمره " لعازر هلم خارجا"
عندها فقط خرج لعازر مقمطا بأكفانه سامعا صوت المسيح منفذا أمره
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم [5]
"بالتأكيد إن كلمه المسيح (لعازر هلم خارجا) برهنت أن الصلاة لم تنطق لإقامة الميت بل قيلت بسبب ضعف غير المؤمنين الذين كانوا موجودين في تلك اللحظة"
 
لو كان المسيح لم ينادي لعازر باسمه .. وأعطى أمرا بالإقامة للموتى .. لخرج كل الأموات من قبورهم