مينا ملاك عازر
كنت أظن قديماً، أنه لو قدم أحدهم مشورة وثبت بطلانها ورداءتها وسوءها عليه أن يفكر بعدها مئة مرة قبلما يفتح فمه، ويدلو بدلوه في شيء، ويقول رأيه
أظنه يحاسب نفسه مئات المرات قبل أن يشير ويعبر عن رأيه بعدما سبق له وفعل ما فعله وعليه فأي من أولائك الذين دعونا لعصر الليمون
لانتخاب مرسي على حساب شفيق عليه أن يراجع نفسه وهو يتحدث ولا ينسى يوماً أن ليمونه هو الذي أوصلنا لتلك الكارثة التي نحن بها ولا يكابر ولايقول أنه لو عاد به الزمن سيفعل نفس ما فعله وإلا سيكون متكبر ومُصر على خراب البلد، ويشبه الخونة ويستحق الإعدام رمياً بالأقلام.
السيد الأسواني اسماً يصر على أن يسم وصول المشير لرئاسة البلاد وكأنه درب من دروب الحكم العسكري لمصر، وهو أمر يسيء له قبلما يكون مسيء لمصر، فهو لا يفهم أن انتخاب أي عسكري بطريق ديمقراطي يجب بخلفيته، ويجعله مدنياً، وعليه ألا ينسى أنه أيد يوماً حكم الخونة بادعاء أنه رئيس مدني منتخب، ولم تشفع لخيانة الإخوان مدنيتهم، ولا كونهم منتخبين، المقياس الحقيقي يا أسواني بين الناس أن تكون وطني مخلص لوطنك كفء لوظيفتك التي كلفت بها من قبل الشعب وليس خلفيتك.
أدعوك يا أسواني، ويا من على شاكلتك، من منتخب عاصري الليمون، يا أيتها النخبة المدعية نخبويتها، أن تسيروا وراء الشعب هذه المرة ولا تجروه وراءكم لكوب ليمون آخر وجديد تقبضون ثمنه، ويُدفع حسابه من جيب شعب مصر أو من مستقبل بلدكم، أدعوكم أن تصمتوا، فلتقولوا خيراً أو تصمتوا، أدعوكم أن تعصروا على نفسكم ليمون على حسابنا هذه المرة، وتنتخبوا من يختاره الشعب، ودعوكم من فلسفة زائدة، كفانا آراءكم، فأنتم ثبت سوء اختياركم في كل قراراتكم، وكل مواقفكم، ولعلكم لا تنسون، فعلينا أن نذكركم لعلكم تستحون.
نخبة الليمون تظن في نفسها فهماً أكثر من الشعب مع أنها أكثر انفصالاً عن الشعب عما كان عليه مبارك وزبانيته، فلم يفهموا الشعب وأثروا عليه بالسلب، وقادوه نحو الهاوية لولا أن الشعب تدارك الموقف سريعاً، وقرر استعادة الدفة من بين أيديهم، فهل يستفيقوا ويكفوا عن حديثهم الذي كله مغالطات وكبرياء وعدم اعتراف بالخطأ؟ أم يصمتهم الشعب بطريقته أو يلفظهم خارج التاريخ، ويبقون ملصق بهم خيانتهم السابقة لشعب مصر، نعم خيانتهم، فهم باختيارهم مرسي إما خانوا الشعب لو كانوا يعرفوا مرسي على حقيقته، أوجهلة0 وإن كانوا جهلة فليصمتوا ويتنازلوا عن شعورهم النخبوي التوعوي، الذي يحاولون القيام به مع الجماهير الواعية.
المختصر المفيد تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة كلمة تقال في محلها.