الأقباط متحدون | التأمُّل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٣٢ | الجمعة ١١ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣١٥٦ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

التأمُّل

الجمعة ١١ ابريل ٢٠١٤ - ٠٤: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: زهير دعيم
الحياة تركض وتعدو، ونحن نعدو خلفها نُمسك بفستانها الليلكيّ أحيانًا  وأحيانا يفلت منها، فنروح نلهث خلفها ونلعن الزمن والانترنت والاختراعات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ونلعن العجز المالي الفيروس الخبيث الذي استعصى على كلّ المبيدات، فَنخَرَ في الميزانيات والحسابات وبات همَّنا الأكبر، يرافقنا في أثناء العمل والطعام وحتّى في أثناء قيادة السيّارات، فنقود السيّارة بصورة تلقائيّة وعقولنا مشغولة ابدًا به، فتروح  تضرب أخماسًا بأسداس ، وتحاول جاهدةً ان تجد منه مُنفلتاً

او مخرجًا....ولكن هيهاتِ فهو كالإخطبوط يُحكِم قبضته مع مرّ الزمن، بل ويزداد تشبّثا بك.
 
قرأت لعشرات الأدباء من العرب والأجانب وأحببت معظمهم؛ كلّ في اختصاصه وإبداعه، ولكنَّ دستويفسكي الروائي الروسي العبقريّ ترك بصماته في كلّ حِسٍّ من إحساسي. أما جبران – هذا النبيّ من الشرق-فقد سرقني منذ أيام  شبابي الأولى ، سرقني من ذاتي ، فصرتُ أنام  على همساته، وأصحوَ على صرخاته، يُبلسم هنا ويضمّد هناك وينكأُ الجراح .

  كان جبران يقرأ ويكتب ويرسم ويتأمّل ، وكان يقضي ساعةً في كلّ يوم في صومعته (العُليّة) لوحده
في صمت  السّكينة يتأمّل ُويناجي نفسه وربَّه ، ويعطي لروحه أن تسبح  في الآفاق أنّى شاءَت ،تُرفرف في الأجواء والأودية .
انّنا اليوم في هذا الزمن المتسرع  والمتصارع في حاجةٍ ماسّةٍ إلى أن نُعطي نفوسنا  ولو نصف ساعة فرصة للارتخاء  والتأمّل والتحليق  ضاربين المشاكل والهموم  عرض الحائط .

ألا ترون معي أن قلوبَنا ما عادت تحتمل ضغط الحياة ؟!
الا ترون معي انّ أعصابنا أضحت تُفلتُ منّا لأقل سبب ؟!!
الا تستحق هذه النفس –الروح- ساعةً تركن فيها للراحة  والسّكينة  لتجدّدَ نشاطها فتعود وثّابةً تعالج  المشاكل بحكمة ٍاكبر وشجاعةٍ اصلب ؟
الا يستحق جسدنا ان يسترخي ويناجي ربّه والأحلام والآمال واللاشيء؟!!

دعونا  نأخذ بنصيحة دستويفسكي وجبران وأبي نؤاس وطاغور، وهيّا نعطي دقائقَ لنفوسنا لتستريحَ من الهموم –فالهمّ يضربه الغم- فربما أضحينا عباقرة ..

من يدري فالشرق مصدر الوحيّ والعبقرية والأحلام الزاهية ...والتأمّل الروحيّ




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :