الأقباط متحدون - يوميات طريق الآلام -1
أخر تحديث ١٦:٠٦ | الاربعاء ٩ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١ | العدد ٣١٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يوميات طريق الآلام -1

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أسئلة في سبت لعازر
كتبها:أوليفر
ثمانية ايام و يصلبون الحياة علي خشبة الموت.ثمانية ايام و يكمل الخلاص فلماذا لم تدع لعازر ينتظرك في القبر؟ كان يمكنك أن تقيمه مع بقية أجساد القديسين الذين أقمتهم وقت موتك.لقد إنتظرك آدم في الجحيم لآلاف السنين.و معه آباؤنا إبراهيم و إسحق و يعقوب وموسي و  الأنبياء و الأبرار.ما وجه الإستعجال في إقامة لعازر؟ و لماذا لم تكن متعجلاً في المجئ إلي بيت عنيا طالما أنك تريد لعازر حياً؟
أراك تستبقي إيليا في موضع سمائي. لخدمة تستبقيه و أخنوخ مختطف لديك ليوم عظيم.أما لعازرحبيبك فقد إستبقيته في الجحيم أربعة أيام لمجد إسمك؟يا للعجب.

لقد إستسلم الجميع لموت لعازر إلا أنت.ستبكي مريم و مرثا المزيد من الدموع لكن حتماً ستتوقف الدموع و تبقي بعض الذكريات فما الذي ألهب أحشاءك علي لعازر؟ نعرف أنه حبيبك لكن ما سر محبتك للعازر؟سر محبتك هو سر إقامة لعازر.
لعازر حبيبك قد مات.بينما أحباؤك لا يموتون.لن يموتوا فيما بعد.

قاهر الموت
مسيح الحياة يقف متحدياً الموت في كل صوره ومراحله.لو كان مرضاً أو حزناً أو وجعاً مع كل أشكالالخطية.يقف ليعلن بكل جرأة هذا المرض ليس للموت.هذا المرض لي أنا.لمجدي أنا يقول الرب.

كل المعجزات التي عملها الرب يسوع كانت تندرج تحت عنوان تحدي الموت.تحديت المرض لأنه موت جزئي في الإنسان. و تحديت الأرواح الشريرة لأنها موت روحي للإنسان.تحديت هياج الريح و البحر لأنه يدفع الموت نحونا. تحديت موت الأطفال بإقامتك طاليثا. تحديت موت الشباب بإقامتك إبن الأرملة ثم حان الوقت لتتحدي موت الناضجين بإقامتك لعازر.كنت تتدرج بنا في تحدي الموت بكل صوره حتي جاء الوقت لتتحدي الموت في أبشع صوره.جئت بشجاعة الواثق لتتحدي الموت في عقر داره.في القبر. إلي لعازر بعد أن أنتن و بعد أن أعمل الموت أدواته في الطبيعة البشرية.جئت للموت في عز مجده لكي تكسره أمام الكل.ثم صعدت بالموت فوق جبل الجلجثة و طرحته من هناك فإنكسر.

الآن نفهم قولك العجيب.لعازر مات و أنا أفرح لأجلكم؟؟؟؟؟ و منذ متي سمعنا أن  في الموت فرح يا سيدي العجيب؟ لهذا مكتوب أننا نحن نفرح و نتهلل  و نعطيه المجد لأن عرس الخروف قد جاء..رؤ 19 : 7 نحن أيضاً نفرح بموتك علي الصليب لأجلنا.

من رآك عند موتك؟ كيف وقف الموت مرعوباً أمامك.أنت دست الموت وحدك.من هذا الذي إستعلنت له هذه المواجهة.لا أحد.لا أحد يعرف كيف كانت المواجهة.رأيناك تواجه إبليس في البرية و تغلب.رأيناك قائماً من الموت بقوة لاهوتك دون أن ندرك كيف صارت المواجهة في القبر..قد يكون هذا ما سندركه في الأبدية حين تنتقل إلينا نفس خبرة المسيح قاهر الموت الذي سيعطينا أن نقهر آخر عدو لنا أي الموت.
و لأننا لا نعرف كيف كانت مواجهة رب المجد يسوع المسيح مع الموت علي الصليب و لا في القبر لهذا جاء عند قبر حبيبه لعازر ليقدم لنا صورة رمزية لهذه المواجهة.

صورة رمزية للمواجهة علي الصليب
تسأله مرثا بإنكسار.لو كنت ههنا يا سيد لم يمت أخي.فيجيبها بإعلان شخصه الإلهي أتؤمنين بإبن الله ؟أتؤمنين بلاهوتي؟ثم تكرر مريم نفس الكلمات فينزعج بالروح  و يضطرب لإعلان شخصه الإنساني أتؤمنين بناسوتي؟تجيب الأختان نعم نؤمن.و نحن معهما نؤمن.الواقف أمام قبر لعازر و المصلوب علي الصليب هو نفسه الله الظاهر في الجسد.

كان هناك حجراً عظيماً عند القبر.يحتاج إلي رجال أشداء يحركونه.ما هذا الحجر سوي الفكر البشري القاصر عن إدراك كيفية مواجهة الموت.إرفعوا أعينكمنحو المسيح ملك الحياة فيخبركم كيف صار الموت مهزوماً منكسراً خائباً أمامهمداساً بالذين يؤمنون به.

حين تريد أن تحتوي المعركة الرهيبة التي صارت بين الموت و الحياة عليك أن تقف متكئاً بإيمان تام في المسيح و ليس في عقلك.دع هذا الحجر بعيداً فالدرس عميق و الكلام سماوي و المعني دفين دفين يصل إلي مشارف الأبدية.

لقد حرك الرجال الحجر و تعلقت كل الأنظار بالمسيح.
متي قام لعازر؟
يقف المسيح شامخاً أمام القبر.ينادي بصوت عظيم علي رجل جسده أنتن في القبر و روحه تقبع في الجحيم؟؟؟؟ هل تظنه ينادي قائلاً قم يا لعازر؟؟؟ لا .لم يقل قم يا لعازر..لماذا؟ لأن لعازر قام بالفعل حين قرر المسيح أن يقيمه.لما قال لمرثا سيقوم أخوك أعلن عن إرادته.ربما هذه هي اللحظة التي قام فيها لعازر.أو ربما حين قال بفمه الطاهر أنا هو القيامة و الحياة.من آمن بي و لو مات فسيحيا.... كان يخاطب لعازر لأنه الوحيد الذي مات  هنا و ليس مرثا أو مريم أو الآخرين الواقفين عند القبر . و لأجل هؤلاء الأحياء أكمل قائلاً : و كل من كان حياً و آمن بي فلن يموت إلي الأبد.

لذلك عند القبر كلم يسوع الآب قائلاً أشكرك لأنك سمعت لي....لقد تمت المعجزة بالفعل قبل أن يدرك الواقفون أن لعازر قد قام داخل القبر.
صرخ يسوع بصوت عظيم.لقد كان يخيف الموت.كان يذل الموت.صراخه بصوت عظيم هو إستعادة الإنسان لسلطانه علي الموت هذا الذي تم بالصليب..نفس الصرخة بنفس العظمة كانت علي الصليب حين مات قائلاً يا أبتاه في يديك أستودع روحي.ليس في يد الموت يستودع روحه بل في يد الآب.لم يعد للموت شوكة.....

لعازر هلم خارجاً......لقد قام لعازر في الداخل و تبقي أن يخرج من بين الأموات.هل كان هذا الأمر ليخرج من الجحيم أم من القبر؟لأنه كان مثل الأموات محبوساً في الجحيم.

لأن به نحيا و نتحرك و نوجد
و لماذا خرج لعازر مربوطاً ؟؟؟؟ لكي نعرف أن قيامة لعازر من الموت ليسللعازر دور فيهابل الرب يسوع وحده هو الذي غلب له الموت. لأن لعازر كما هو واضح مربوطاً مقيداً لم يبذل جهداً و لا يستطيع شيئاً.هو عاجز تماماً.كلنا مثله. لأن الأمر أكبر منه و منا قام لعازر بالمسيح لأن به نحيا. رغم الأربطة و القيود و المنديل الملفوف علي وجهه تحرك لعازر من داخل القبر إلي خارجهبالمسيح لأن به نتحرك. و عاد لعازر إلي الوجود بالمسيح لأن به نحيا و نتحرك و نوجد.حين يتعلق الأمر بالموت فليس من سبيل سوي المسيح القيامة و الحياة.
حلوه و دعوه يذهب

الذي أخذ من المسيح حياته لا يحتاج إلي تكليفات ليقوم بها.هو من ذاته لا يوجد إلا حيث يوجد المسيح.الذين نالوا النصرة علي الخطية أحرار يستطيعون أن ينتقلوا من مجد إلي مجد.هؤلاء هم الطائرون كالحمام.لنأخذ إذن حياة المسيح و بها نتحرر.
حسناً يبدأ أسبوع الآلام بقيامة لعازر و يختتم بقيامة المسيح رب المجد.لكي نعيش آلام المسيح بفكر القيامة.لذلك دعوه يذهب و لنذهب معه وراء مخلصنا الصالح.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter