كتب – نعيم يوسف
البابا تواضروس يصنع الميرون
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الثلاثاء، في عمل الميرون المقدس للمرة الثامنة والثلاثين منذ عصر القديس مار مرقس الرسول، برئاسة البابا تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية – وجميع أعضاء المجمع المقدس بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، وتعتبر هذه هي المرة الأولي في عصر البابا تواضروس.
ما هو الميرون؟
وسر الميرون أو "سر التثبيت" هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية. وكلمة "الميرون" كلمة تعني طِيب مقدّس أو دهن مقدّس.
وأصل كلمة "الميرون" من اللغة اليونانية معناها دهن أو طيب أو رائحة عطرة، وهو بديل لوضع اليد لحلول الروح القدس علي المعمدين (أع 19 : 8 - 14). يسمى أيضاً زيت البهجة (مز 45 : 8)، (أع 10 : 37 – 38). وهذه الكلمة تطلقها الكنائس الرسولية الشرقية والغربية منذ القرن الأول الميلادي على سر المسحة المقدسة – سر الميرون - .
وسر الميرون (أو سر التثبيت أو سر المسحة المقدسة) هو سر من أسرار الكنيسة السبعة ويتم بعد سر التعميد. وطبقاً لإيمان الكنيسة فإنه "بالمعمودية ينطرد الشيطان من الإنسان لا يكون الإنسان مِلكا للشيطان. والإنسان يُولد ملك للشيطان، وفي المعمودية يخرج من مملكة الشيطان، وعن طريق الميرون تغلق كل المنافذ التي من الممكن أن يدخل الشيطان مرة أخرى عبرها".
استخدامه
ولذلك يتم بعد التعميد رشم (مسح) الشخص في جميع منافذ جسمه بزيت الميرون (زيت مقدس في المسيحية) كما وصف الأنبا بنيامين في كتابه رداً على سؤال "أي أجزاء الجسم التي ترشم؟": "هي تشمل كل منافذ الجسم بدءاً من النافوخ والمنخرين والفم والأذنين والعينين والكاهن يرشم هؤلاء في الأول على شكل صليب ثم يرشم عند القلب والسرة وأمام القلب من الظهر حتى آخر العمود الفقرى وهو صلب الإنسان فوق فتحة الشرج والزراعين (الكتف وتحت الإبط) والرجلين يأخذ مفصل الحوض والورك والركبة من فوق ومن تحت ومفصل المشط من الناحيتين."
كما يتم استخدام زيت الميرون في تدشين الكنائس الجديدة، والمذابح الجديدة ورسامة الكهنة والإكليروس الجدد.
ويتم صناعة الميرون لانه بديل لوضع اليد في المعمودية و قديماً كان يضع الآباء الرسل يديهم على المعمد لحلول الروح القدس و مع انتشار الكنيسة تم استبدال وضع اليد بزيت الميرون.
أصله الكتابي
ويعود الأصل الكتابي في سر الميرون إلى سفر الخروج 30 , "كلم الرب موسى قائلا وأنت تأخذ لك أفخر الأطياب" , أفخر تعنى أنقى و أيضاً فى العهد الجديد " وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم" (1يو 2 : 27)
تاريخ عمل الميرون
وأول مرة عمل الميرون بعد مار مرقس كان في عهد البابا أثناسيوس الرسولي. الميرون الباقي من مار مرقس وضعه كخميرة على الميرون الذي عمل الميرون عمل عدة مرات بعدها ثم تؤخذ ما يتبقى ويوضع كخميرة في الميرون الجديد... وهكذا.
وقد قام المتنيح البابا شنودة الثالث بعمل الميرون سبع مرات كانت المرة الأخيرة منها عام 2008.
الجدير بالذكر أنه لا أحد يمسك قنينة الميرون إلا الآباء الكهنة والأساقفة وقداسة البابا طبعًا أي درجات الكهنوت ولابد أن يكون من يحمله صائم ويكون هناك توقير لحمله.
طريقه عمله
ويتم عمل الميرون على مرحلتين المرحلة الأولى وهي مرحلة الإعداد، والمرحلة الثانية هي التقديس.
ومرحلة الإعداد تعنى الخلطة من 27 مادة كلها نباتية , كانت تؤخذ قديماً من النباتات في زهر النبات أو جزع النبات أو ورق النبات ويتم تنشيفه ثم طحنه ثم نخله ثم نقعه في ماء ثم نضعه في زيت الزيتون مع التقليب و قد يحتاج التقليب إلى 10 ساعات بنفس السرعة , و كل هذا حتى يتم استخلاص العطر الطيار من النبات , ثم يتم تصفيه.
طرق الاستخلاص قد تطور كثيرا نتيجة لتطور العلم, و العلم من العقل و العقل صنعه الله.
ويقول البابا تواضروس عن هذا الأمر: هذه المواد لها كميات و نحن نريد ان نستخلص منها العطر (زيت الطيار) و الطريقة القديمة للاستخلاص لا تستخلص العطر كله ولذلك فكرنا أن نأتي بهذه الخلاصات النقية مائة بالمائة من الشركات المتخصصة فى ذلك و هم شركات معدودة فى العالم كله و احدث طرق الاستخلاص هى Steam distillation التقطير بالبخار و يتم استخلاص الزيت الطيار النقي مائة بالمائة، عندما نصنع الميرون بالاسلوب الجديد انما نصنعه بأكثر جودة.
والمواد التي تستخدم في إعداد الميرون هي:
1- تين الفيل ) هذه المادة لم نجد لها زيت لذلك سوف نأتى بالنبات و نطحنه و نستخدم الطريقة القديمة)
2- دار شيشعان
3- السليخة
4- قرفة خشبية
5- لافندر
6- عرق الطيب
7- قصب الزريرة
8- القرفة البيضاء
9- صندل مقاصيري / صندل احمر. (هذه النبات صلب جدا يمكن ان يكسر ريشة الماكينة)
10- قرنفل.
11- قسط هندى
12- ورد بلدى.
13- بسباسة
14- حصا لبان
15- سنبل الطيب
16- دارسين
17- زعفران
18- صبر قسطري
19- عود قاقلي
20- لادن
21- صمغ
22- مر
23- الميعة السائلة
24- حبهان
25- مسك سائل.
26- عنبر
27- البلسم
الميرون عبارة عن عطور 27 مادة في زيت زيتون
المرحلة الثانية: مرحلة التقديس.
التقديس له صلوات و سوف نستخدم الكتاب الذي استخدمه البابا شنودة الثالث في المرة السابعة سنة 2008.