مقبل على الأفغان زمن ليس ببعيد أكثر من شهرين، قد يرون فيه مسيحية لبنانية تحمل لقب "الأفغانية الأولى" فى بلد مسلموه 99.79% من سكانه البالغين 32 مليون نسمة؛ لأن زوجها الدكتور أشرف غانى أحمدزاى، هو الأوفر حظاً بين أقوى 3 متنافسين من أصل 8 مرشحين يخوضون، اليوم السبت، الانتخابات الرئاسية، والاثنان الأكثر حصولاً على الأصوات سيخوضان دورة ثانية وأخيرة موعدها 28 مايو المقبل.
العائلة بكاملها: غانى وزوجته وابناه مريم وطارق، المولودان فى 1978 و1982 بنيويورك أشرف غانى، بشتونى سُنى وأمه شيعية اسمها كوكبة، وعانى طويلاً مما فتك بمعظم معدته "ولم يترك لى منها سوى 2% فقط"، طبقاً لما قال هو نفسه عن المرض الذى جعل صراعه معه دعاية بحملته الانتخابية الخاسرة فى 2009 ضد الرئيس الحالى حميد كرزاي، وفق ما طالعت "العربية.نت" عن الحملة التى أشار فيها إلى أن مَنْ يقهر السرطان بعد صراع طال 12 سنة "يمكنه التغلب على كل الأزمات"، وفق تعبيره.
أما زوجته رولا، فاسم عائلتها غير وارد إطلاقاً فى الأرشيفات المعلوماتية عنه على كثرتها، ولولا موقع علمى اسمه Zero Anthropology لربما استحال التعرف غليها، فاسمها "رولا غانى" دائماً، إلا أن الموقع ذكر اسم عائلتها فى معرض نبذة نشرها قبل 7 أشهر عن زوجها الذى أعطته مؤسسة "إيه.تي.آر" نسبة 27.1 % ممن شملهم استطلاع أجرته قبل أسبوع، أى أكثر من خصميه عبدالله عبدالله وزلماى رسول.
ذكر الموقع فى النبذة أن غانى تعرّف إلى زوجته فى الجامعة الأميركية ببيروت، حين التحق بها فى 1969 ليتخرج بليسانس فى الـ anthropology بعد 5 أعوام، أى "علم الإنسان" وجماعاته وتنوعها وسلوكها، "وساعده بدراسته الدكتور فؤاد سعادة شقيق زوجته"، بحسب ما ورد فى الموقع الذى أضاف أن سعادة كان من الماركسيين الشيوعيين.
بعد التخرج عاد غانى فى 1974 إلى أفغانستان للتدريس بجامعة كابول، وأثناءها حصل على منحة لمتابعة دراسته فى الخارج، فنال ماجستيراً بالمادة نفسها من جامعة كولومبيا بنيويورك، ثم دكتوراه منها بالتخصص ذاته، وأصبح بعدها أستاذاً محاضراً بجامعة كاليفورنيا، وأيضاً من 1983 إلى 1991 بجامعة "جون هوبكينز" فى مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، وبعدها شغل منصب خبير اقتصادى لدى البنك الدولى.
ولأن الاتحاد السوفيتى قام فى 1979 بغزو أفغانستان، وتلاه نظام طالبان، فإن غانى بقى فى الولايات المتحدة هو وزوجته التى له منها ابنان، حيث شغل مناصب مهمة فى هيئات تابعة للأمم المتحدة، ومنها البنك الدولي، إلى درجة أنه كان من بين المرشحين لخلافة كوفى عنان كسكرتير عام للمنظمة، ثم عاد فى 2001 إلى أفغانستان، وأصبح فيها وزيراً من 2002 إلى 2004 للمالية.
ولم تعثر "العربية.نت" على أى معلومات تشير إلى المنطقة التى تنتمى إليها زوجته رولا سعادة فى لبنان، علماً أن عائلة سعادة، وهى مسيحية من الأرثوذكس إجمالاً، منتشرة فى بيروت ومناطق الشمال اللبنانى وبعض المصايف اللبنانية. كما لم تعثر على معلومات عن عملها أو نشاطها فى الولايات المتحدة التى تحمل جنسيتها كابنيها، مريم وطارق، ولا تفاصيل أيضاً عن حياتها الحالية فى أفغانستان.
ابنتها مريم كاتبة وفنانة تصوير وأداء فوتوغرافى عالمية الشهرة، حصلت على بكالوريوس فى الأدب المقارن فى 2002 من جامعة نيويورك، وماجستير من مدرسة الفنون البصرية فى العام نفسه من نيويورك أيضاً، وهى تعمل مدرّسة فى برنامج "كوبريونيون"، وبرنامج الفن والسياسة العامة فى جامعة نيويورك، ونالت جوائز بالعشرات ذكرتها فى مدوّنة باسمها .
أما طارق الذى يصغرها بأربعة أعوام، فحاصل على بكالوريوس ببرمجيات إدارة المعلومات، كما شغل منصب مستشار لوالده حين كان وزيراً للمال، وله نشاطات بارزة فى حقل تخصصه، وفى "يوتيوب" فيديوهات عدة له وهو يلقى محاضرات بالشأن نفسه.
ويكتبون عن أبيه أنه مدمن على استخدام السبحة ولا تفارقه أبداً، وكان يرافق زوجته رولا سعادة إلى الكنيسة دائماً حين كانا يقيمان فى الولايات المتحدة، ولم يجبرها على اعتناق الإسلام، وأنه "مرشح النساء والشباب والمحرومين"، لذلك يتوقعون فوزه على خصميه فى الانتخابات التى لن تعرف نتائجها إلا فى 24 أبريل الجاري، وبعدها بشهر يعرف الأفغان رئيسهم فى الجولة الثاني