لم يكن خالى عبده هو الذى اخترع الــ (ك.ع.ب) كرسى علاج البواسير، كان هو فقط من قدم هذا الاختراع فى مؤتمر البواسير العالمى الذى عقد فى لندن فى الصيف الماضى، أما المخترع فهو العالم المعروف البروفسير عطية أبو المعاطى، وهو من نسل ولى الله الكريم سيدى أبو المعاطى فى دمياط. ولقد تولى خالى عبده مهمة تقديم هذا الاختراع فى المؤتمر، نظرا لأن البروفسير عطية يحب العزلة ويخشى التجمعات الكبيرة.
حتى الآن لا يوجد فى الأمر مشكلة، أما المشكلة فقد تسبب فيها الدكتور سمير عبده ابن خالى، وهو ليس طبيبا ولا هو حاصل على الدكتوراه فى أى فرع من فروع المعرفة، هو خريج كلية التربية الرياضية غير أنه طبقا لشهادة طبيب كبير «أتى بما لم يأت به العلماء».
تفجرت المشكلة عندما أعلن الدكتور سمير فى نفس المؤتمر عن علاج جديد للبواسير بالريموت كنترول، هو علاج عن بعد، الطبيب فى عيادته والمريض على سريره فى بيته، عليه فقط أن يذكر للطبيب تليفونيا عنوانه وإحداثيات موقعه، يعنى نقطة الالتقاء بين خط الطول وخط العرض، ومن العيادة يصوب الطبيب بالريموت كنترول نوعا من الأشعات الكونية على مؤخرة المريض فيشفى بإذن الله بعد جلستين.
تم إجراء اختبارات لا حصر لها على العلاج الذى اخترعه سمير ابن خالى، وتأكدت كل دوائر الغرب العلمية من صلاحيته. هكذا فى لحظات ضاع اختراع الدكتور عطية أبو المعاطى. فأصيب بنوبة يأس فظيعة جعلته يهيم على وجهه فى شوارع لندن ثم انتحر بإلقاء نفسه فى النهر من فوق كوبرى نايتس بريدج.
عاد سمير إلى القاهرة وقد انفتحت نفسه للمزيد من الاختراعات، وبعد عودته بأسبوعين أعلن فى مؤتمر علمى كبير عن تمكنه من تحويل «فيروس س» إلى «فيتامين س» من خلال نظرية جديدة توصل إليها وهى التباديل والتوافيق فى الحروف الكيميائية بواسطة. الإلكترونات. عالم سويدى وعضو لجنة نوبل علق قائلا: تحويل فيروس س إلى فيتامين س، أمر أشبه بتحويل الجحيم إلى جنة. هذا العالم (يقصد سمير ابن خالى) يستحق الحصول على جائزة نوبل هذا العام بل كل عام، وإذا كان الأمر بيدى لأعطيتها له كل يوم.
وشرح سمير نظريته أمام جمع غفير من العلماء،علماء اللغة العربية والبلاغة، قال: ما الفرق بين حروف كلمة فيتامين وكلمة فيروس؟ الفاء مقابل الفاء، الياء مقابل الياء، الحرف الوحيد الذى جعل المعادلة الإلكترونية صعبة هو حرف (الواو) الموجود فى الفيروس وليس موجودا فى الفيتامين، وهذا أمر يعرفه جيدا علماء الكيمياء والطبيعة ولذلك يقولون عندما يندهشون (wow). يتبقى بعد ذلك حرف النون الموجود فى كلمة فيتامين ولا يوجد فى كلمة فيروس، الواقع أنه لا أحد تنبه لوجود حرف النون فى آخر كلمة فيروس مثلها مثل أى كلمة فى اللغة العربية.. إنه التنوين فى آخر الكلمات يا سادة، فننطقها فيروسن. هكذا تم حل مشكلة النون. ثم كانت الخطوة الأخيرة المعالجة بالإلكترونات.. هكذا توصلنا الآن إلى تحويل «فيروس س» إلى «فيتامين س» هذا اتجاه جديد فى العلم يا سادة.. تحويل كل ما هو ضار إلى نافع.
لم يصفق أحد، إنها عقدة الخواجة، لو أن شخصا أجنبيا هو الذى أعلن عن هذا الاختراع، لقابلناه بالأحضان.. بالأحضان يا بلادهم يا حلوة بالأحضان.
نقلا عن المصري اليوم