ابراهيم صالح
أنت والآخرين تلك هى المسألة :
كل إنسان فى حد ذاته سر يجب عليك إكتشافه وفهمه بسرعة هذا لأن أى إنسان ستقابله فى حياتك لن يسمح لك بإكتشافه بتمهل لن يسمح لك بأن تقرأه اكثر من مرة فمهمتك الضرورية هنا هو ان تكتشفه بسرعة من اول مرة ليكون معك بدلا من ان يصبح ضدك سيدى بإختصار شديد إن أستطعت أن تفهم وتتفهم الآخر فلا داعى لكل ما قلته أو ما سوف أقوله لك لماذا ؟ لان النجاح مما لاشك فيه علاقة مشتركة مصلحة تبادلية بينك وبين الآخرين فإن إستطعت أن تفهم نفسك والآخر ثق أنك سوف تنجح ومسألة الفهم ليست بالعويصة فهى لا تحتاج منك سوى إلى الحيادية والمعقولية فى التفكير
يقول مصطفى ماهر فى مقاله له بعنوان غوته الإنسان : " وكان غوته كثير التأمل فى فنه دائب السعى إلى معرفة كنهه وقد عبر فى عام 1831 فى خطاب إلى الكسندر فون هومبولت عما يمكن أن نسميه المفهوم الجمعى لشخصية الفنان حيث قال : " صحيح إننى فى حياتى الطويلة أنشات ما أنشات وأنجزت ما أنجزت من أعمال قد يحق لى على كل حال أن أفخر بها وإذا أردت الصدق مع النفس أقول إنه لم يكن لى من شىء خاص بى فى عملية الإبداع إلا الميل والقدرة على المشاهدة والإستماع والتمييز والإختيار وبث الحياة فيما شاهدته وسمعته بشىء من روح وبالتعبير عنه بشىء من مهارة إننى لا أدين مطلقا بأعمالى إلى حكمتى أنا بل أدين بها إلى ألاف الأشياء والأشخاص غيرى قدموا إلى المادة لإنشاء هذه الأعمال "
إن أول عملية للتواصل مع الآخر تبدأ من الداخل للخارج من طاقتك الايجابية إظهار أهمية رد فعل محب وأختصر هذا كله فى تقبلك إياه كإنسان بغض النظر عن أى شىء آخر ولكن لا تقف عند حدود هذا فعملية التواصل مستمرة هى مسألة تصاعدية نعم بدأت من الداخل لكنها مستمرة من خلال مواقف وأفعال حقيقية إن معظم الأشخاص الإنتهازيين يجيدون إستخدام عملية التواصل الداخلى لهذا تراهم مبتسميين دائما لكنهم يقفون عند هذا الحد فقط
ولكى لا أكون أحد اسباب فشلك فلابد أن أقول لك الحقيقة كاملة بأن النجاح ليس أنت فقط سيدى بل أنت والبيئة التى تعيش فيها فقد تكون أنت عملاق نابغة لكن بيئتك لا ترحب بك فهل ستظل تتحدث وتخطب فى ناس لا يفهمونك لا عفوا ستصبح شقى ستصاب بالإحباط لابد أن ترحل إذا وجدت أن اللغة الى تتتحدثها لا يفهمها من حولك يقول المثل " لا كرامة لبنى فى أهله " لا تحزن فغدا ستتفتح الزهور فى مكان آخر
* ضع فى ذهنك هذا " انك فى كل يوم تكتسب اشخاص جدد تضم إلى قائمة أصدقاءك أصدقاء جدد يضفون الى حسابك وتضيف أنت إليهم أيضا ".
" لابد أن تجد لنفسك صيغة تفاهم مع الآخرين من تعايشهم ومن يعايشونك "
يقول إدوارد سعيد : " حيث الإنسان لا يستطيع معرفة ذاته إلا بالآخر "
ويقول الراحل العملاق توفيق الحكيم : " الناس أجناس و النفوس لباس و من تلبس نفسا من غير جنسه وقع في الإلتباس
فسألناه:
يا معلمنا فهل النفس قناع نرتديه ان أحببناه و ان كرهنا نبذناه
فرد مؤنبا:
أو لم أقل لكم من تقنّع هلك؟
قلنا:
فمن ينجو يا معلمنا؟
اطرق متأملا ثم رفع راسه يجول فينا ببصره و قال في بطء:
يا أبنائي و أحبائي أفنيت العمر في البحث و الترحال فما عرفت إلا أن الجواب هو السؤال "
"احسن الى مبغضيك ولا تحزن لقد جربت هذا الشعور وأحسست معه بالراحة وجدت ان الإحسان رغم الاساءة شعور حيث يقول المسيح : " أحسنوا إلى مبغضيكم "
يقول محمود حميدة فى فيلم عندما قال فى حوار بينه وبين أحمد حلمى فى فيلم أسف على الإزعاج : " اللى يعملك وحش عامله حلو "
ويقول رائد الملاكمة اللاعب السابق محمد على كلاى " خدمتك للآخرين هو الإيجار الذي تدفعه مقابل استضافتك في الأرض " .
أرجوك دائما ابحث فيمن حولك عن الإتفاق لا تبحث عن الإختلاف معه كون الأرضية المشتركة للتواصل معه أنظر الى ما هو عندك وعنده وغض الطرف عن الإختلافات بينك وبينه " أبحث عن الإتفاق ولا تنكش وتنقب عن المشاكل بدعوى الإختلاف وما شابه "
يقول الأب جان باول اليسوعى "سيدى حذار أن تبنى حائطاً من حولك قبل أن تعرف ما أنت مبق عليه داخل الحائط، و ما أنت ملق به فى الخارج".
كما كتب رومانى جوزيف على صفحة الفيس بوك خاصته يقول :
سؤال: لو عقيدتي 100% صح، وعقيدة الآخر 60% صح
وانا أسلك ب 25%، لكن الآخر بيسلك ب 30%
أجيب بجاحة منين أتفاخر عليه وأقوله أنا عقيدتي أسلم وأحسن وأروع وإنت غلط؟" .
واحذر ان لا تفيد وأن لا تستفيد العلاقة الصحيحة العلاقة العادلة العلاقة الناجحة لا شك هى القائمة على مصلحتين مشتركتين والكثير من البشر يقعون ويعيشون فى دائرة العلاقات الغير عادلة دون شعور منهم أو بتوهم أنه هكذا يكون فعل الخير إنهم للأسف لا يفيقون من هذه التجربة إلا فى وقت متأخر
لا يتأس من الناس وتقول أن الخير قليل لا ليس هو قليل بل كثير يقول ثورنتون وايلدر فى روايته السماء وجهتى : " الأمور تمضى لكى تبرهن على نظريتى الأثيرة وهى أن العالم زاخر بالناس الطيبين إذا عرفت أن تبحث عنهم " .
ولتعرف ذلك :"أى علاقة بدون تواصل جيد هو مركب أجوف يحملك عبر رحلة محبطة مملوءة بمخاطر الإرتباك والإسقاط وسوء الفهم " شيرى كارتر من كتاب فنون الإصغاء والإبداع فى الإستماع .