قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ستعيد تقويم دورها في مفاوضات السلام، في وقت فرضت إسرائيل عقوبات على الفلسطينيين، بعد طلب السلطة الانضمام إلى 15 هيئة دولية.
نصر المجالي: في إشارة إلى أن صبره تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين بدأ ينفد، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من الرباط عن أسفه لخطوات اتخذها الجانبان في الأيام الأخيرة، والتي لا تساعد على تحقيق السلام وإنهاء الصراع بينهما.
وأعلن كيري أنه سيعود إلى واشنطن اليوم الجمعة، ليتشاور مع إدارة الرئيس باراك أوباما، وقال إن هناك حدًا للجهود الأميركية إذا لم يكن الطرفان على استعداد للمضي قدمًا. وأكد أن الولايات المتحدة ستقوّم بشكل دقيق المرحلة، التي وصلت إليها عملية السلام، والوجهة التي يمكن لها أن تتوجّه صوبها.
ورأى كيري أن "هذه ليست جهودًا إلى ما لا نهاية، ولم تكن قط. إنه وقت العودة إلى الواقع، ونعتزم أن نقوّم بدقة ماذا ستكون الخطوات المقبلة".
ليس بلا حدود
وأكد كيري، الذي قام بجولات عدة في المنطقة سعيًا إلى التوصل الى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أن الجهد الأميركي في هذا المجال ليس بلا حدود، وأن الوقت قد حان لإعادة تقويم هذا الجهد. وقال الوزير الأميركي إنه سيتدارس مع كبار مسؤولي الإدارة في واشنطن الخطوات التي ينبغي على الولايات المتحدة أن تتخذها.
أضاف "هناك حدود للزمن والجهود، التي تستطيع الولايات المتحدة تكريسها، إذا كان الجانبان لا يرغبان في اتخاذ الخطوات البناءة الضرورية من أجل إحراز تقدم".
وتابع: "يقول الجانبان إنهما راغبان في الاستمرار (في المفاوضات)، ولم يعلن أي من الطرفين أنه تخلى عن العملية، ولكننا غير مستعدين للانتظار إلى ما لا نهاية".
عباس يرفض
وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قد رفض في وقت سابق التماسًا تقدم به كيري بأن يوقف الفلسطينيون سعيهم إلى الانضمام إلى الهيئات الدولية، وذلك لإنقاذ مفاوضات السلام مع إسرائيل من الانهيار.
وكان قرار الفلسطينيين الثلاثاء التقدم بطلبات انضمام إلى 15 هيئة واتفاقية دولية، سعيًا إلى الحصول على اعتراف دولي بدولتهم المستقبلية، قد أثار غضب إسرائيل، وأوصل مفاوضات السلام إلى حافة الانهيار. لكن مسؤولًا فلسطينيًا قال لوكالة فرانس برس إن عباس قال لكيري في مكالمة هاتفية بينهما مساء الخميس "إنه لن يتراجع عن قرار الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية".
ونقلت الوكالة عن المسؤول الفلسطيني قوله إن "كيري حذر عباس من رد إسرائيلي قوي على الخطوة الفلسطينية"، لكن عباس رد قائلًا "إن تهديدات إسرائيل لا تخيف أحدًا، وتستطيع إسرائيل أن تفعل ما تشاء". وكانت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني قد قالت لنظيرها الفلسطيني صائب عريقات الخميس إن حكومتها لن تطلق سراح الدفعة الرابعة من السجناء.
وكان تلكؤ إسرائيل بالوفاء بالتزامها إطلاق سراح هذه الدفعة هو السبب الذي دفع بالفلسطينيين إلى اتخاذ خطوة التقدم بطلبات الانضمام إلى الهيئات والاتفاقات الدولية.
عقوبات إسرائيلية
إلى ذلك، قررت إسرائيل فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، في خطوة تصعيدية بعد عدم تمكن الولايات المتحدة الأميركية الراعية للمفاوضات بين الطرفين من إقناعهما بالوصول إلى حل ينهي الأزمة، التي تفجرت بعد تنصل إسرائيل من الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى، والتي اتفق عليها في وقت سابق.
وترأس بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي جلسة مشاورات اليوم الجمعة لبحث العقوبات التي ستفرضها الحكومة على السلطة الفلسطينية. وهددت الحكومة الإسرائيلية بمنع تحويل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية في حال واصلت سعيها إلى الانضمام إلى المنظمات الدولية.
وقال مسؤول إسرائيلي إنهم أبلغوا السلطة الفلسطينية بهذه العقوبات الإسرائيلية، التي تأتي بعد توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبات الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية، وإن عقوبات أخرى ستقرر لاحقًا.
وأوضحت مصادر إسرائيلية أن العقوبات تشتمل على خفض مستوى الحوار الثنائي بين الجانبين، وأن يتولى إدارة المفاوضات منسق أعمال الحكومة في المناطق الميجر جنرال يوآف مردخاي.
أضافت أنه تقرر تجميد تطوير الشبكة الخلوية الفلسطينية إلى الجيل الثالث، وتجميد إدخال معدات الاتصالات لحساب شركة الهواتف الخلوية الفلسطينية الوطنية إلى قطاع غزة، وتجميد تطوير المشاريع الهيكلية للتجمعات السكنية الفلسطينية في المناطق المصنفة "سي" في الضفة الغربية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية ألغت أمس الخميس إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى في السجون الإسرائيلية، والذين كان من المفترض إطلاق سراحهم في نهاية مارس/ آذار الماضي.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.