قضايا خلافية من جزر فوكلاند حتى المثلية وسيامة النساء
أضفت الهدايا المتبادلة بين ملكة بريطانيا وبابا الفاتيكان أجواء من الود على لقائهما في روما، رغم وجود قضايا خلافية دينية وسياسية علماً أن الطرفين لا علاقة لهما في القرار السياسي.
لم تحط زيارة الملكة اليزابيث الثانية لروما، الخميس، بمظاهر احتفالية كبيرة كما هو معتاد في البروتوكول الملكي وذلك لتجنب الإرهاق الشديد.
ولكن اللافت للانتباه في الزيارة لم يكن كونها أول زيارة للملكة إلى الفاتيكان منذ أن جاء البابا فرانسيس الأول على رأس الكنيسة الكاثوليكية، أو أنها الزيارة الخارجية الأولى التي تقوم بها ملكة بريطانيا منذ عامين، ولكن ما لفت الانتباه كان الهدايا المتبادلة بين الطرفين.
ففي اللقاء الذي لم يتجاوز الـ 17 دقيقة، أهدى البابا فرانسيس وهو رأس الكنيسة الكاثوليكي، ملكة بريطانيا وهي رأس الكنيسة الأنغليكانية "سلطانية زرقاء" مزينة بصليب كبير كتب عليها إهداء من البابا إلى جورج (الأمير وليام) أمير كامبريدج وترتيبه الثالث في الوصول إلى العرش.
أما هدايا الملكة وزوجها فكانت سلة من منتجات قصورها الملكية احتوت على "بيض من قلعة ويندسور وعسل من قصر باكينغهام وقطعة من لحم الغزال وأخيرًا زجاجة من ويسكي بالمورال الفاخر".
ورغم أن اللقاء كان قصيرًا، الا أن الملكة والبابا عرضا سريعًا لبعض المواضيع الدقيقة، كالتطورات المجتمعية التي تقسم الانغليكان والكاثوليك في ما بينهم "سيامة النساء وزواج المثليين".
جزر فوكلاند
وكان البابا فرانسيس اثر ردة فعل غاضبة في بريطانيا في شأن السيادة على جزر فوكلاند (المالوين) التي تتنازعها بريطانيا والارجنتين، حيث أيّد سيادة بلاده على الجزر.
وكانت بريطانيا انتصرت على الأرجنتين في العام 1982 بعد تدخل عسكري خاطف في جزر الفوكلاند ايام حكومة مارغريت ثاتشر.
وبعد انتخاب البابا فرنسيس على رأس الكنيسة، نبشت الصحافة البريطانية تصريحات ادلى بها في 2011 وتطرق فيها الى المالوين باعتبارها "جزرنا".
وصوت سكان هذه الجزر التي يسميها البريطانيون فوكلاند، بأكثرية ساحقة بلغت 99,8% لتبقى ارضًا بريطانية وراء البحار.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عبر "باحترام" عن خلافه مع البابا فرنسيس بعد انتخابه في آذار (مارس) 2013.
وقال السفير البريطاني لدى الكرسي الرسولي نيغل بايكر صباح الخميس إن "الفاتيكان كان بالغ الوضوح: سيتمسك بموقف الحياد نفسه الذي طالما نادى به في هذه القضية".
وإلى ذلك، فإنه يشار الى أن العلاقات بين الكنيستين الانغليكانية والكاثوليكية توترت منذ 2009 جراء مسألة انتقال مئات الكهنة الانغليكان الى الكنيسة الكاثوليكية، لاعتراضهم على مواقف كنيستهم التي يعتبرونها متحررة جدًا حول مسائل العادات والتقاليد (الزواج والمثلية الجنسية).
سيامة النساء
وتعتبر سيامة النساء في الكنيسة الانغليكانية مسألة خلافية اساسية مع روما التي تستبعدها نهائيًا. الا أن العلاقات ما زالت متينة بين البابا فرنسيس وجاستن ويلبي الذي انضم الشهر الماضي الى بادرة دينية مشتركة تعارض الاتجار بالرقيق.
وكانت الكنيسة الانغليكانية التي يبلغ عدد اتباعها 80 مليونًا في 165 بلدًا، انفصلت عن الفاتيكان منذ طلاق الملك هنري الثامن في القرن السادس عشر. ويرأسها اسقف كانتربري جاستن ويلبي لكن الملكة هي "الرئيسة العليا".
أما المسألة المجتمعية الأخرى الخلافية المطروحة حاليًا بين الكنيستين هي بدء دخول قانون زواج المثليين في انكلترا حيز التنفيذ. وقد تصدت الكنيسة الكاثوليكية البريطانية لمشروع حكومة ديفيد كاميرون عبر الكاردينال جيرار فنسان نيكولز رئيس اساقفة ويستمنستر الذي رقاه البابا فرنسيس الى كاردينال في شباط (فبراير) الماضي.
يذكر أن ملكة بريطانيا خلال فترة حكمها الطويلة، زارت الملكة الفاتيكان مرتين، للقاء يوحنا الثالث والعشرين في 1961 ويوحنا بولس الثاني في 2000.
وفيما كانت لا تزال أميرة، وقبل أن تخلف والدها جورج السادس، التقت البابا بيوس الثاني عشر في 1951. وعندما زار بنديكتوس السادس عشر اسكتلندا في 2010، استقبلته الملكة اليزابيث في القصر الملكي في هوليرودهاوس.