المراهقة الأسترالية واتسون البالغ عمرها الآن 16 عاما غادرت سيدني على قارب طوله 10 أمتار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في رحلة تأمل أن تستغرق ثمانية أشهر، وتضع اسمها في سجلات الأرقام القياسية كأصغر فتاة تبحر حول العالم منفردة، وذكرت في مدونتها بالإنترنت أنها اقتربت من نصف المسافة ولم يبقَ أمامها سوى ثلاثة آلاف كيلومتر حتى تصل إلى كيب هورن، وتأمل في تحطيم الرقم القياسي الذي حققه زميلها الأسترالي جيمس مارتن قبل عشرة أعوام، حيث تَمكّن من الطواف حول العالم وعمره 18 عاما. والطريق الذي تسلكه في المحيط الهادي حتى تصل إلى المحيط الأطلسي هو نفس الطريق الذي أبحرت فيه زميلتها الأسترالية كاي كوتي التي أصبحت أول امرأة تبحر منفردة حول العالم قبل 21 عاما.
اللي مدوخني ليس شجاعة هاتين الفتاتين اللتين هما في عمر الزهور، ولا طول الرحلة وصعوبتها وخطورتها، اللي جايبلي «المناخوليا» بجد هو: كيف يُسمح لكل واحدة منهما أن تبحر وحدها دون «محرم»؟! صحيح أنهما من بنات آخر زمن، وليس في خدودهن الورديّة ذرة واحدة من حياء، والحمد لله على «الستر»!
* * *
هو رجل غني، وكان طوال الوقت يتكلم بمثالية يُحسد عليها، ويتحدث - على حد تعبيره - عن «وسخ الدنيا» الذي هو «المال»، وكيف أنه استعبد الناس، وكيف أن الناس يتهافتون عليه مثلما تتهافت الحشرات على القاذورات، وأنه - أي المال - لا يعني له أي شيء في حياته، وأنه آخر اهتماماته.
وقبل أن ينتهي من كلامه التفت نحوي من كان يجلس بجانبي وهمس في أذني قائلا: «إذا أردت أن تعرف مدى اهتمامه وصدقه، اطلب منه أن يقرضك مبلغا»، ورنّت كلمته هذه في أذني، وقررت حسب «لعناتي» المعهودة أن أُخضِع ذلك الرجل المثالي لتجربة اختبار، وفعلا قبل أن تنفضّ الجلسة انتحيت به جانبا طالبا منه «قرضة حسنة»، ففوجئت بملامح وجهه تتغير، وأخذ «يزوك» وهو واقف في مكانه، ثم صدني واعتذر لي دون أي مجاملة.
ويبدو أن طلبي هذا قد جلب له «الغم» فكان أول المغادرين، عندها ذكرت لمن كان باقيا في المجلس ما دار بيني وبينه، ويا ليتني لم أتكلم، لأنني ما إن انتهيت حتى قال لي أحدهم مازحا: «لقد اختلفت مع زميلي في رأينا فيك، فهو قال إنك غبي، وأنا أقول إنك بليد، ونود أن نعرف رأيك أنت في نفسك»!
فصُدمت لأول وهلة من رأيهما، ولكنني سرعان ما تمالكت أعصابي وقلت له: إنني بين الاثنين.
* * *
قال لي وكأنه «سقراط» زمانه: إن أفضل طريقة لكي تمنع امرأة من الكلام، هي: أن تقبّلها.
قلت له: حتى لو كانت وهي تتكلم تمضغ الطعام الذي يتناثر بين أشداقها؟!
قال لي بقرف: لا إلاّ هذه.
ولكي أخفف من قرفه سألته بدوري على طريقة «أفلاطون»: هل تعرف ما ألذّ قبلة؟!
قال لي: لا ما أعرف، نوّرني الله ينور عليك.
قلت له: هي القبلة التي لن تُمنح أبدا.
m.asudairy@asharqalawsat.com
نقلا عن الشرق الاوسط |